2021/01/23 | 0 | 2987
كلمة الرعيل الاول لمنتدى الينابيع الهجرية
توفيع كتاب ( حكاية الينابيع )
الذوق والإنصاف والوفاء والحب اجتمعت كلمتها على أن تكون النسخة الأولى من هذا الكتاب هدية لك .. لأنك صاحب النصيب الأوفى في نشأة واستمرار ونجاح هذا المشروع برُمته .. آملاً أن تتقبلها بقبول حسن وأن تتجاوز عن تقصيرنا في كبير حقك . مع كل الحب وأجمل الأمنيات )
بهذه الكلمات العذبة ، والعبارات الرقيقة ؛ تفضل عليّ صديقي الأقرب وأخي الحميم ناجي بن داوود الحرز بإهدائه النسخة الأولى من كتابه وسِفره القيم ( حكاية المنتدى ) ، فأدار بي الزمن خمسًا وثلاثين عامًا سمانًا مرّت حاملةً معها أجمل وأخصب الذكريات الشعرية والأدبية الرائعة ، فوجدتُني أتمتم بهذه الذكريات العابقة ووجدت القلم ينساب بين يديّ ليسجل بعض قطراتٍ من ينبوع متدفق حلو الذكرى .
ففي عام 1407 هـ حين كنا نتحسسُ خطواتنا الأولى في طريق الشعر ، ونسترِقُ السمع لوقع أقدامنا وهي تسير في هذا الطريق الشائك ، وتتلوى بين حقول ألغامه ؛ مترددةً بين الإقدام والتراجع ؛ أدركنا حينها أننا نبحثُ بين هذه الحِمم عن موطئ قدم لا تغوص فيه قريحتُنا البِكر التي ما زالت تحبو ، و ما زالت تتكسر قلوعها في مهبٍّ لا تهدأ عواصفُه ، ولا يسكنُ نوؤه .
هكذا كنتُ ورفقاءَ درب معي ، عندما التقيتُ به أديبًا شق طريقه للإبداع والتجلي قبلنا وثبّت أقدامه فيه شامخًا فمخر لهذا الفن عبابه ، ونشر لهذا المهبّ أشرعته ، فاسمه طالما قرع أذني ، وسحرُه كثيرًا ما غشى عيني ، فكان لقاؤه حُلمًا لي ، ومصافحتُه أمنيةً تهدهد مخيلتي . حتى أصبح الحلم حقيقة ، والأمنيات واقعًا . فصار لاحقًا أقرب الناس لي صداقةً ، وألصقهم بي أخوّةً ، فأسرَّ لي بفكرة إنشاء منتدى أو تجمعٍ يجمع هذا المتناثر من رغبات جامحة داخلنا وهذا ما كان فاجتمعنا نحن السبعة بمنزله وانقدحت هذه الشعلة لتكون نواةً لأهم وأعرق منتدى عرفته المنطقة في تنظيمه وتنسيقه واحتضانه لكل طاقة إبداعية ، حتى لتستطيع أن تقول بضرس قاطع : إنك لن تجد مبدعًا أحسائيًا في العقود الثلاثة الماضية لم يمر أو يجنِ ثمار هذا المنتدى ، ويستنشق رحيق أزهاره .
ولئن احتفينا قبل ثمانية أعوام بيوبيله الفضي مُنتشين بما حققه من مكانة وإنجاز كبيرين ، فإننا وبالذات ( رعيلَه الأول ) ندرك ان للمنتدى حكاية بل حكاياتٍ لم تُروَ ولم تُتح للجيل الجديد معرفةُ ما مرت به سنوات التأسيس والانطلاق من عقبات كثيرة . حتى جاء هذا اليوم الذي نجدنا فيه أكثر انتشاءً ونحن نحتفل بتدشين حكاياته في هذا السِفر الكبير والذي دبّجه بكل اقتدار راعيه وصاحب فكرته ومؤسسه وحامل لوائه حبيبنا أبو عبد المجيد ، ومَن مثله يستطيع أن يروي حكايته ويوثق مسيرته بدقة وبصدق، فما أحوجنا لمثل هذا التوثيق لمرحلة وحقبة تاريخية ، من تاريخ الأحساء العريق ، الذي كم روي شفاهةً وبُخس توثيقا.
وختامًا أدعو كل أديب بل كل مهتم بالشأن الثقافي إلى اقتنائه ، وإلى إهدائه مفتخرًا لكل مثقف عربي في أصقاع الدنيا لما به من قيمة فنية راقية .
جديد الموقع
- 2024-12-22 احنا جيرانه (ص) أهداها الله كفوفه (1)
- 2024-12-22 يا يوم لغتي .. أينك أم أيني عنك
- 2024-12-22 ألم الرفض الاجتماعي
- 2024-12-22 نمط حياتك قد ينعكس على صفحة دماغك ويؤدي إلى شيخوخته أبكر مما تظن
- 2024-12-22 الكتاب السادس عشر لـ عدنان أحمد الحاجي (تطور اللغة واضطراباتها وعسر القراءة عند الأطفال)
- 2024-12-22 تأثيرات لغوية للقراءة الرقمية
- 2024-12-22 الزهراء (ع) .. المجاهدة الشهيدة
- 2024-12-22 نحو كتب في الشوارع
- 2024-12-22 بين فيزيائية الكتب وكيميائية الكلمات
- 2024-12-22 من أجل القراء المترددين