2017/04/24 | 0 | 4738
التعاسة وضحاياها:
يزداد أبطال التعاسة وتزداد ضحاياهم في كل يوم.
من هم أبطال التعاسة؟
هم الذين يزيدون من شعورك بالتعاسة كل يوم لكي تزداد شهرتُهم وأموالهم؟
ومن هم ضحايا التعاسة؟
هم الذين يقعون فريسةً لأبطال التعاسة وهم لا يشعرون وقد أكون أنا وأنت من هؤلاء الضحايا ونحن لا نشعر.
التعاسة هي الفرق بين ما تتمناه وبين ما تحصل عليه وكلّما زاد هذا الفرق زاد شعورك بالتعاسة.
عالم السناب شات أصبح اليوم مرتعاً خصباً لأبطال التعاسة فهؤلاء الأبطال يشعرون ضحاياهم بأنهم يعيشون حياةً وردية جميلة ويعرضون كل يوم أفخم البيوت والمطاعم والأثاث والهدايا والمناسبات فهم يبدون وكأنهم يسافرون كل يوم ويستمتعون بكل لحظة من لحظات حياتهم المخملية بما يعرضونه من لقطات قد يكونوا قبضوا مبالغ جزيلة للتسويق لها. هذه اللقطات تزيد من شعور الضحية بأنه غير محظوظ في هذه الدنيا لأنه لا يستطيع أن يسافر ويتمتّع كهؤلاء ولا أن يملك هذه الأشياء الفخمة التي يملكها هؤلاء ولا أن يكون مشهوراً كهؤلاء ويشعر بأنه أقل منزلةً وحظاً في هذه الدنيا من هؤلاء وهذا الشعور بالدونية (أنه أدنى حظاً) يجعله يتعلّق بأولئك الأبطال ويجعل لهم مكانة عالية في نفسه ويدمن على متابعة ما يعرضونه من صور خادعة لا تزيده إلا شعوراً بالأسى على نفسه والمرارة على قلة حظه وبالدونية مقارنةً بغيره وهل هناك تعاسةً في الدنيا أكثر من هذا؟؟؟
ولعل أتعسَ حقيقية هي أن الضحايا يدمنون على إتعاس أنفسهم بلحظات حياة مزيّفة لغيرهم على حساب لحظات حياتهم الحقيقية فترى الواحد من أولئك الضحايا قد يكون جالساً مع أفراد عائلته على شاطي البحر والنسيم يداعب وجهه ولكنه لا يستمتع بأي شيءٍ من هذا، ولا يشعر بأهله ولا هم يشعرون به، فرأسه منكّسٌ طول الوقت في هاتفه النّقال يتابع لحظات حياةٍ مزيّفة لغيره ينشرونها ويقبضون أثماناً لها ويزدادون ثراءً وشهرةً يوماً بعد يوم وهو لا يشعر إلا بالتعاسة ولا يستطيع أن يستمتع بشيءٍ من حياته..
وقد تركَت إحدى المذيعات عملَها في قناةٍ ذائعات الصيت وامتهنت مثل هذه المهنة وهذا أكبر دليلٍ على أن الضحايا يزدادون يوماً بعد يوم و"يدفعون" أكثر وأكثر من سعادتهم ولحظات حياتهم ليجعلون أولئك الأبطال أكثر ربحاً...
أسعد الله لحظات حياتكم
جديد الموقع
- 2025-02-06 نظرية وحدة الأفق في الميزان الفلكي..نقض علمي
- 2025-02-06 السهلة الأدبي يناقش إشكالية الصراع في الثقافة الإسلامية
- 2025-02-05 عقد قران الشاب أحمد ابن المرحوم محمد طاهر البخيتان تهانينا
- 2025-01-25 رجال تمنيّتُ اللقاء بهم
- 2025-01-24 مركز بر حي الملك فهد يستضيف ورشة العمل المقدمة للمدراء
- 2025-01-24 افراح العمران والقطان في أماسي الجوهرة بالاحساء
- 2025-01-24 شكرًا للطاقم الطبي في مستشفي الموسى التخصصي على رعايته لابن الزميل الإعلامي زهير الغزال
- 2025-01-23 الاحتيال.. أنواعه وآثاره.
- 2025-01-23 حول تجربة التحديث في المملكة
- 2025-01-23 حول تجربة التحديث في المملكة