2023/03/19 | 0 | 1109
هل هيئت زاد الحياة .
الغالب منا يظن أنه في الحياة مُعمراً،ولا يعلم بأنها بين طرفة عين،و رمشة عين أخرى،قد يُحلق بعيداً عن عالم الحياة الدنيا إلى ظُلمة القبر،والدار الآخرة،الغالي منا يعتقد في قرارة نفسه أنه قوي وصاحب عضلات مفتولة وصاحب بأس شديد وصاحب عظمة وسلطة،إلا أن تحين تلك الساعة،تخور القوى وتضعف السواعد،وتتحين الفرص للقاء الواحد الأحد الفرد الصمد..
من المؤكد أن المرح والحياة الدنيا جميلة،وزاهية،ومغرية،لدرجة أن الأنسان ولو مجرد تفكير لايرغب أن يغادرها في فكره،ولذلك القليل منا والحكيم،وبعيد النظر،هو من يسابق الوقت ليتزود ويهيئ لنفسه داراً غير داره،فيها المستقر،والوعد الإلهي،بإنها الدار الآخرة،فمن أجتهد في بناء داره وعمله،فاز والله بما وعد الرحمن،ومن فشل وهزمته الأغراءات،فخسر خسراناً مبيناً..
في جوانب الحياة تظهر لنا ذكريات لا يمكن نسيانها،ولا يمكن تجاهلها،ولايمكن لنا إلا أن نقدسها لما حملتها من شخصيات رائعة ومؤثرة و بعلاقات وصلات جداً عميقة..
مانعرف قيمة الأشخاص والشخصيات وقربها منا أو بعدها عنا،إلا بعدما نفارقهم،وبعدما نستشعر وجودهم معنا في الحياة ولا نجدهم،وبعدما نحاول أن نتواصل معهم،ولا لهم سوى الأثر في الصور والرسائل والذكرى الخالدة..
ما نقدسه حقاً في أشخاص كانو بجانبنا،هو أبتسامتهم،و ضحكاتهم،وأحزانهم،ومحبتهم،وأفراحهم،مواقفهم الباسمة،لقد عِشنا معهم عمراً وسنوات طِوال،ولم نعلم أنه في لحظة ممكن أن يغادرونا خِلسةً،وبلا سابق أنذار..
الحياة محطات جميلة،وفي كل محطة من محطات الحياة أشخاص جميلون و رائعون،وأشخاص لربما تنوي المضي معهم سنوات عمرك بلا ملل وبلا كلل،من إيجابيات أودعها الله في أرواحهم،فهم حينما يكونو بجانبك السعادة تضفي بجناحيها على حياتك،والفرح يزهو مبتسماً في عيناك،والحُب يغرد بطلاقة لسانك وأحرفك..
هل ندعهم يذهبون ولا نودعهم.. ؟
لا والله لا ندعهم يذهبون ويغادرون الحياة الدنيا إلا ودعواتنا تسبقهم بأن رحمة الله وسعت كل شيء،وأن الله مستودع عباده المؤمنين،وأننا نحاول أن نتصل بهم عبر الدعاء وعبر الصدقات،والأعمال الصالحة التي تهدي طريقهم للجنة،والأعمال التي تدخل السرور عليهم بعد مغادرتهم دار الدنيا لدار الفناء..
جميعاً سوف نغادر يوماً،ولكن المتاع الذي نهيئه لطريق المغادرة هل هو كفيل بأن يكون غذاؤنا الوحيد في الآخرة،هذا يعتمد على ما جهزناه وماعملناه في الحياة الدنيا من أعمال تُرصد لنا للحياة الآخرة،وتكون عوضاً جميلاً لنا في دار القرار،و زاد لنا نستطعم لذته حينما نقف تحت يدي الله و رحمته..
هناك شخصيات غادرت الحياة،ولكنها لم تغادر مخيلتتا،ولم تغادر رونق حياتنا الشخصية،ولربما الحياة الأجتماعية والوطنية،لعظيم ماقدموه لآخرتهم، بناء مسجد يرفع فيه الآذان،وزكاة،وكفالة أيتام،وتزويج عزاب،وصدقة جارية لايلحقها من ولا أذى،وأعمال بر وخير مستمرة بعد مماتهم،وبراً من ذريتهم بهم،فهم في جنات الله خالدون فيها بإذنه،هؤلاء الأشخاص حبو الله فحبهم،وزادو في الأنفاق ف زاد الله في سعة رحمته بهم..
دعونا نستقبل شهر الخير والبركة شهر رمضان بالعمل الصالح والصادق ونقابل الحياة بنظرة الحياة الدنيا مزرعة الآخرة فمن أحسن البذر سعد بالثمر..
جديد الموقع
- 2024-05-07 فاطمة السحاري : لا يسعفني قلمي ولا وجعي .. فالمسافر راح .. فرحمة الله تحتويك يا "البدر"
- 2024-05-07 الخريف يرعى تكريم اللجنة المنظمة للنسخة الثالثة لـ حرفيون
- 2024-05-07 ضمن برنامج الاحتفاء بأسبوع الأصم العربي ٤٩
- 2024-05-07 أهمية الكتب الورقية: لماذا الكتاب الورقي الذي يحمله الطفل بيديه أفضل من الكتاب الذي يقرأه على الشاشة؟
- 2024-05-07 الدور الخفي لدرب التبانة في الميثولوجيا المصرية القديمة
- 2024-05-07 القراءة ونشوة المعرفة
- 2024-05-07 أنامل على الأعتاب في مدح السادة الأطياب اصدار جديد
- 2024-05-07 أنامل على الأعتاب في مدح السادة الأطياب اصدار جديد
- 2024-05-06 ابن المقرب في بيت الشعر بالقيروان
- 2024-05-06 مدينة مصغرة لواحة الأحساء الزراعية