2016/09/06 | 0 | 2205
نهضةٌ شبابية بروحٍ وطنية
اي انسان يخرج عن منطقة الراحة ، سينجز الكثير عن طريق إطلاق قدراته الكامنة بانتقاله الى بيئة تساعده على اكتشاف شغفه وذاته وإن لم تكن تلك البيئة مألوفة له .
وبالتأكيد فإن خروجه من محيطه وبيئته لا يعني الخروج عن مجموعة القيم التي تربى عليها ، وإنما هو فقط خروج عن بعض القناعات الموروثة اجتماعياً دون الانسلاخ عن الهوية الاجتماعية .
بل اكثر من ذلك فإن الانسان الواعي لن يوفر جهداً في تطمين النفوس الغيورة على المجتمع ، وذلك عن طريق تكريس الأثر الإيجابي لهذا الخروج عن منطقة المألوف على البيئة الاجتماعية . وهذا بحد ذاته سيشكل بوابة واسعة يدخل من خلالها مرة اخرى لمجتمعه بطريقة مفيدة ومثيرة تساهم في رفعة المجتمع ونهضته الثقافية ، بل و كسر النمطية في التفكير ، مما يؤدي الى تغيير الحالة الاجتماعية والاقتصادية ، كما وتساهم في وحدة المجتمع بمختلف توجهاته الثقافية والمذهبية.
من هنا أوجه شكري وعرفاني وامتناني لمركز الملك سلمان للشباب ، حيث بلفتة واعية ومقصودة ، أقام ملتقى جرب٣ في محافظة الأحساء مستضيفاً أمثلة بارزة ومصداق لتلك الشخصيات التي خرجت عن المألوف فأنجزت .
أقول يكفي هذا الملتقى شرفاً وفخراً ، أن من يرعاه هو خادم الحرمين الشريفين أعزه الله ورفعه ، وهو من وضع اللبنة الاولى في خلق هذه الروح الشبابية التى نرصدها حالياً وهي تجتاح وطننا العزيز من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه، وبكل تأكيد وسطه الذي هو القلب النابض ، محط الأنظار ، ففيه ومن خلاله تنطلق السياسات و المبادرات الوطنية تحت قيادة أب الجميع .
كانت حقاً ليلة استثنائية بامتياز ، إذ تشرفت جامعة الملك فيصل باستضافة هذا الحفل المهيب الذي جمع على منصته خمسة من شباب الوطن الذين نالوا بفضل عزيمتهم و اصرارهم إعجاب وتقدير واحترام مجتمعهم ووطنهم ، بل وحتى خارج الوطن فقد نالوا أرفع الأوسمة في المحافل العالمية. ومن يجد هذا توصيفاً مبالغاً فيه ، فليقم بالاطلاع على العدد الهائل لمتابعيهم على شبكات التواصل الاجتماعي .
المبدع محمد القحطاني شخصية وصلت لهذه المنصة بعد تحقيقه الانجاز الابرز بحصوله على بطولة العالم في الخطابة و باللغة الانجليزية عام ٢٠١٥ . محمد القحطاني ليس بريطانياً ولا أمريكياً او كندياً ، انما سعوديٌ عربيٌ مسلم ، استطاع تجاوز تأتأته الى صدارة العالم في الخطابة وبجدارة. و يعلم معظمنا أن تحقيق هذا الإنجاز إنما تم بعد مسيرة مضنية ومتعبة ، واصل فيها هذا الشاب العمل الدؤوب ليلاً نهاراً من أجل تحقيق ما يصبو إليه ، حتى تجاوز كل المعوقات وتغلب على كل التحديات بفضل عزيمته الصلبة و تفانيه وقوة ارادته .
واسمحوا لي أن أكتب عن مثالٍ آخر لشابٍ وقفتُ على تألقه بنفسي ألا وهو المبدع محمد الحاجي .
تعرفت على هذا الشاب المتقد حيوية ونشاطاً وألمعية وطموحاً ، اولاً عن طريق صهري حكايةً ، ثم التقيت به عام ٢٠١٤ عندما زرت الولايات المتحدة لحضور تخرج ابنتي . كان جلياً للجميع أن أداءه المتميّز هو نتيجة تجاوزه منطقة الراحة التى رسمتها التربية والبيئة الاجتماعية، حيث خرج عن بعض الأعراف و القيود الاجتماعية دون إساءة او استفزاز لمجتمعه . كنا نلتقي كل ليلة تقريباً على مدى عشرة أيام ، فنتحاور ونتجاذب أطراف الحديث . فوجدت في هذا الشاب طموحاً عالياً مقروناً بعزيمة صلبة على تخطي الصعاب . وجدت فيه شاباً ذو رؤية ورسالة واضحة ، فهمت منه أنها رؤية تخدم الانسانية عن طريق رفع مستوى الوعي و تحفيز القوى الكامنة لكل انسان ينشد التقدم والتطور والازدهار . مايميز هذا الشاب هو قدرته على التكيف والعيش في مجتمعات متعددة الثقافات ، وقدرته هذه تأتي من فهمه العميق بأن التكامل والانصهار دون الاخلال بالهوية الثقافية والوطنية يعتبر اكبر رافد لتحقيق التمنية الاجتماعية المستدامة .
اليوم نحن مسرورون بإنجازاتهم وفخورون بما حققوه من رفعِ أسم الوطن عالياً ، إضافة إلى تغيير الصورة النمطية عن الشاب السعودي .
اليوم نقول لكل للمتربصين لن تستطيعوا ضرب وحدتنا ولن تفكوا من عضدنا واصرارنا بلعبكم على الوتر الطائفي المقيت ، هاهم السعوديون يحلقون في سماء العلا معاً بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية أو المناطقية ، وما محمد القحطاني ومحمد الحاجي الا مثاليا رائعين على ما اقول ، فكلمتا السعودية والسعوديين تذوب فيها كل الفوارق والطبقية ، إذ أن هذا الوطن الغالي بقيادته الواعية والحازمة يحتوي الجميع .
هذه التظاهرة الوطنية العملية على مسرح جامعة الملك فيصل ، أخرست كل لسان لئيم بل وأغاظت الأعداء المتربصين ؛ ونحن هنا نقولها بصوت عالي وصريح : إننا نفتخر بوطننا الذي يعطي بلا منة و بعروبتنا التى تدافع عن كل عربي أصيل ، ليس بالكلام المعسول ولكن بالفعل الرشيد والقول السديد ، كما و نعتز بإسلامنا المحمدي الذي ليس فيه غلو ولا خروج عن النهج الوسطي الأصيل .
جديد الموقع
- 2024-05-04 بيت الشعر في الفجيرة ينعى الأمير بدر بن عبد المحسن
- 2024-05-04 الأمير سلطان بن سلمان : الأمير بدر بن عبدالمحسن ترك ارثاً لا يمكن أن يحمى مهما طال الزمن
- 2024-05-04 افراح الدويل و الغزال في احلى مساء بالاحساء
- 2024-05-04 عميدة اسرة العليو بالاحساء في ذمة الله تعالى
- 2024-05-04 فريق طبي في مدينة الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) الطبية يجري عملية تثبيت وتعديل الفقرات القطنية لمريض بعمر (56) عام
- 2024-05-03 مستشفى اليرموك التعليمي يجري عملية قسطارية طارئة لمريض يعاني من احتشاء العضلة القلبية
- 2024-05-03 مستشفى الأمام علي (عليه السلام) العام في بغداد يجري عملية تداخل قسطاري طارئ لمريض يبلغ من العمر 48 عام
- 2024-05-03 "بيئة الأحساء تنفذ يوم بيئي مع جماهير نادي الفتح الرياضي"
- 2024-05-03 النجف رصاصة طائشة تصيب زائر أثناء تأدية صلاة المغرب في الصحن الحيدري
- 2024-05-03 بعد عقم دام 7 سنوات أسرة ترزق بتوأم في مستشفى كمال السامرائي