التداخل الثقافي

أبان الأكاديمي المتخصص في الموسيقى محمد موسى، أن هذه الأغنية تحديدًا، متميزة، لأنها ترجع لزمن بعيد نسبيًا في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وهذا يشير إلى عراقة أسواق القيصرية منذ زمن بعيد، إضافة إلى التشابه الكبير والتداخل الثقافي بين المنطقة الشرقية بالمملكة مع المناطق المجاورة جغرافياً كالكويت والبحرين وقطر، وهذا ينعكس بقوة في وجود سوق القيصرية في الأحساء والكويت بنفس الطابع المعماري والتراثي، وارتباط تلك المدن بالخليج والصيد وحركة التجارة الرائجة منذ زمن بعيد، بسبب موقع الأحساء الجغرافي والإقليمي المتميز، حيث إنها تجمع بين الزراعة والصيد والتجارة، فهي حلقة الوصل بين مدن المملكة العربية السعودية وباقي جيرانها ولعراقة سوق القيصرية، هذا استثار وجدان الشاعر والملحن لتقديم هذا العمل الجميل، الذي يعبر الحالة الجميلة والعريقة لهذا الشوق ومكانته في قلب أهل المنطقة.

أهزوجة الكلمة

أشار الموسيقي صابر المضحي، أن الغناء الشعبي، يترجم الهوية الشعبية، وتأخذ الهوية الشعبية بكلمات الأغنية، رونقًا آخر، وهو الذي حصل فعليًا عند ربط أسواق القيصرية التاريخية في الخليج بهذه الأغنية، الشعبية والشهيرة، وقد اجتمع فيها التميز في اللحن والكلمات، موضحًا أن «قيصرية» الأحساء، هو الموقع الأكثر جذبًا للسائحين والزوار من داخل وخارج المملكة، فلا يكاد زائر أو سائح للأحساء، إلا ويجعل من «القيصرية» موقعًا ذا أولوية في زيارته لها، كموقع سياحي وتاريخي، لافتًا إلى أن طرح الأسلوبين الشعبي والتراثي في الشعار التسويقي للمهرجان، كانا عنصرين جذب للزوار، وحفظًا لموروث شعبيًا، لمعلم تاريخي بارز عبر شعبية اللحن وأهزوجة الكلمة.

الهوية الوطنية

قال الموسيقي خالد الجميعة: الاستفادة من التراث الشعبي والثقافة المحلية، فهذه الأغنية، تعبر عن ارتباط أهل المنطقة بالقيصرية، كمعلم تاريخي، ويسعى القائمون على المهرجان إلى إبراز هذا الارتباط والتأكيد على أهمية التراث الشعبي والاستفادة على عدة مستويات، وهي: المستوى الثقافي والسياحي والاجتماعي، وكذلك تعريف الجمهور بالتراث الشعبي والثقافة المحلية، فالأغنية الشعبية جزء من هذا التراث، ومن خلال استخدامها في المهرجان، يتمكن الجمهور من التعرف عليها، والاستمتاع بها وتعزيز الهوية الوطنية والشعور بالانتماء للوطن، ويتمكن الجمهور من الشعور بالفخر بالتراث الوطني والثقافة المحلية.

استرحام من الشاعر

أوضح الموسيقي الدكتور ياسر الدخيل، أن هذا المقطع من الأغنية، هو بمثابة نداء ومخاطبة للناس والسائحين وأهل المنطقة لزيارة المهرجان، لا سيما وأن موقع المهرجان في سوق القيصرية، الذي يحمل عراقة، وماضٍ جميل وذكريات خالدة بين الناس، والمقطع هو استرحام من الشاعر للوصول لهذا التراث الجميل لما فيه من عبق الذكريات.