2018/02/19 | 0 | 5481
مناهج التعليم تقول
"أنت فاشل " تخيل نفسك وأحدهم يوجه هذه العبارة لك ، وتخيلوا ردود الأفعال المتفاوتة من الإنفعال المعبر عن الغضب ،أو الإستسلام الغارق في الإحباط، هذا وأنت الكبير ولك انجازاتك ، ومواقف نجاحاتك، وطرقك للتنفيس عن هذه الاحباطات .
لكن ماذا عسى أن يكون لهذه الجملة من وقع على الطفل في بداية خطواته للإنجاز ؟
يؤكد علماء النفس الأثر العميق لأي كلمة سلبية توجه للطفل في ايجاد الاضطرابات النفسية التي تدخله في اكتئاب او تبلد ،لينتقل بسببها الى سلسلة من الإحباطات والإستسلام ، لتجعله في الدرك الأسفل من الفشل.
هذه الكلمة للأسف يتلاقها أبنائنا يوميا في أغلب حصصهم على مدار يومهم الدراسي ، ليس من المعلم علاقة الاخطاء الدائم والتي لا تفتأ الوزارة ان تحمله ازر تردي التعليم
، لكن تأتي هذه العبارة من المناهج المطورة التي تريد من الطفل أن يتقن مخرجات لم يتعلمها بعد في أولى سنوات تعلمه ، ثم تكرر عليه من تعابير وجه والديه عندما يرجع اليهم بحصيلة ما تعلمه في يومه الدراسي،
ففي علوم الصف الأول تجد معلومات تكدست في عمقها ،وتطايرت في صفحات الكتاب ، ليختتم بسؤال بدايته ، صف بيئة ! والوصف هذا يجب ان يكون كتابي! وهو للتو لم ينهي الحروف فيضع المعلم علامة استفاهم ⁉ لأنه لم يحل الواجب ، تُشعر الأبن بأن هناك تحدٍ لم يستطع أن ينجزه فتكون رسالة "أنت فاشل " ، لينقذ المعلم الموقف بأن يكتب على السبورة وهم ينقلون ، وهذا ما يحدث بالضبط في الإختبار التحريري ايضا لنفس المرحلة
فيتعلم الطفل "أنه فاشل "ويمكن أن ينجح إذا نقل ما يكتب على السبورة بدون وعي أو تفكير وفهم ، لتكبر معه هذه القناعة في أنه قد يتخطى الفشل إذا المعلم غششه ،أو زميله غششه ،أو هو غشش نفسه ،لأنه لايريد أن يكون فاشل وما يطلب منه فوق مستوى تعليمه لا يستطيع تخطيه،
ليتكرر ذلك في الإملاء والكلمات التي تنتهي بالألف المقصورة او تبدأ ال الشمسيه وهو لم يدرسها بعد ولم يفهم قواعدها ليصحح له الأستاذ مقدما له سلسلة الاكسات XXXالتي تقول له "أنت فاشل "،
طبعا هذا عدى القراءة المصورة وهي الأساس في المناهج المطورة لتتحول الى إملاء مصور يرى الطفل كلمة بطة ويقرأها صوريا او ضوئيا ، لكن كيف يكتب حروفها وهو لم يتقنها! باستخدام التصوير؟ وهذا الذي يعني ان يترجم ما قرأه ضوئيا صوريا ليعبر عنه رسما ! وهي مهارة من نوع خاص ، فتجد الطفل قد يسقط منها أرجل، أو منقار، ويغير من هيكلتها لتكون البطة بالاملاء التصويري كائن حي آخراقصد "كلمة آخرى "والنتيجة Xتختم برسالة " أنت فاشل"
ولم يقف مسلسل الفشل عند المرحلة الإبتدائية بل يستمر في بقية المراحل
، لأحضر أحد دروس الرياضيات افتتحته المعلمة بمعادلة بسيطة صحيحة الأعداد ، وانفرجت أسارير الطالبات من سهولتها ،ليتهافتوا على التطبيق ،والمفاجئة أن المطلوب حل المعادلة لكن بالأعداد العشرية !أو السالبة ! لترفع الطالبة حلها وتقول المعلمة Xخطأ ،Xخطأ ، Xخطأ ليس في طريقة الحل لكن في ناتج الايجابة لكنه ترجم في عقل الطالبة أنه خطأ في التطبيق وارسلت اليه رسالة" انت فاشل "
وعند منافشة المعلمة في كون هذا يحبط الطالبة فيجب أن تثق في نفسها وتحل الأعداد الصحيحه ثم تطبق على الأعلى صعوبة ، كانت إجابة المعلمة أن كتاب المعلم يطلب ذلك والمشرفة تؤكد على هذه الطريقة في الشرحوابالتزام بدليل المعلم ، وهذا ما تأكدت منه لاحقا من أحد المشرفات بضرورة ذلك ،
والنتيجة أن الطالبات وصلن الى قناعة تامة أن الرياضيات صعب "وهن فاشلات" ، وهذا تفسير بقائهن الى أخر الحصة التي حضرتها بشغل أنفسهن بشيء ما عن الدرس ، لأن ما تقوله المعلمة يصعب فهمه ولماذا التعب فهن معلقات بعبارة " انت فاشل"
وحصاد كل ذلك ماذا نتوقع من جيل ارضع ولم يفطم بجملة "انت فاشل " ؟ ودارت رحى المعالجات في كل اتجاه لكن لم تنظر إلى هذا المنهج المطور وطرق تقيم مخرجاته الا من خلال أن يتحول المعلم الى مهرج عروض استراتجيات والة تطبق الأوامر في تغير قرارات سنويا ومنظومة باصدارات مختلفة تجعل جميع المنسوبين للتعليم في طور تعلم لا يصلون الى مرحلة الاتقان ، لأن المعلم لا يفهم والطلاب لا يفهمون والادارة لا تفهم ، ولا غرابة في ذلك فكلهم خريجي شهادات عليا عنوانها " انت فاشل "
جديد الموقع
- 2024-12-03 الحضور الأدبي في فكر الأديب
- 2024-12-03 إيلون ماسك والقراءة
- 2024-12-03 قراءة في كتاب (مزاج الكتابة، الكتابةمفهوما، ومزالق، ومقومات)
- 2024-12-02 بر الفيصلية وحي الملك فهد ومسجد الإمام الصادق في رحلة بحرية.
- 2024-12-02 كيف يتعامل الأطفال مع الشائعات وماذا نستفيد من ذلك؟
- 2024-12-02 حُب الحسا أجنني إلى كل مسؤولٍ رسميٍ، وناشطٍ اجتماعيٍ وتفاعلي بالتأثير..
- 2024-11-30 ثلاثة يجب الحذر منها
- 2024-11-30 "جمع من شيعتنا ومحبينا".. إيمان وأُنس
- 2024-11-30 هل نبحر نحو الهلاك؟
- 2024-11-30 إلى أمين الأحساء مع التحية سعادة المهندس: عصام الملا (سلمه الله)