![لغة العلم لغة العلم](https://almoterfy.com/upload_list/source/Article/writer/1527425876.jpg)
2019/09/27 | 0 | 2311
لغة العلم
في لغة البحث العلمي ، لا مكان لتصدير أحكام مثل ضال ، مضل ، فاسق...... وما شاكلها . والسبب بسيط ، فمن جهة ، لغة العلم حازمة ، ولديها هاجس كبير من استصدار أحكام قطعية ناجزة في ظل اعترافها بمحدودية المعلومات المتوافرة قياساً لغير المتوافرة ، ومن جهة أخرى تلقى العلم درساً قاسياً من الزمن بأن تجاربه قد تفضي إلى خلاف ما توصل إليه سابقاً - فشكل ذلك هاجساً آخر له .
خلاصة القول ، ليس المطلوب بين أهل الفتية في فرقنا الإسلامية إذا أرادوا أن تتأثر لغتهم بهواجس لغة العلم أن يصادق بعضهم على آراء البعض الآخر مهما تباينوا ، ولكن بالإمكان الارتقاء بلغة الاختلاف فيما بينهم إلى مستوى يتناسب مع حقيقة تواضع نفس البحث العلمي ، واجتهاد الإنسان مهما بلغ : فمثلاً لا حصراً : بدلاً من "هو على باطل" ( لا نلتقي مع هذا الرأي ) ، وبدلاً من " هو ضال مضل "
( استدلالاته غير وافية ، ونسأل الله لنا وله الهداية ) . هذه العبارات لن تلغي الاختلاف ، ولكنها ستوجهه إلى الآراء والاستدلالات ، وستكون في منأى وتورع عن إشهار صكوك الضلال والإضلال .
ثمة هاجس آخر مهم لا يمكن أن نتغافل عنه في هذا الخضم ، وهو أن لغة التسقيط والتظليل والتفسيق متى ما أُلِفت ، فلا ضامن بألا تتمدد آثارها إلى مديات أبعد ، فلا ضامن بألا تفضي إلى الاحتراب مكان السلم ، ولا إلى الفرقة محل الوحدة ، فتسير بنا حينها في عكس سير تعاليم الدين ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ، (وادخلوا في السلم كافة ) .
وللأسف ، حينها لا يجدي كثيراً أن نبرئ أنفسنا وأن نتباكى على الدين ، خاصة حينما يستثمر المتربصون به وصمه بأنه مصدراً للكراهية والفتنة والاحتراب ، فلغتنا المألوفة وما ترتب عليها من احتراب وكراهية تكون قد أسدت لهم خدمة ، في ذلك ، لم يتكبدوا عناء طلبها .
نعم قدرنا جميعاً هو الاختلاف ، وسنظل مختلفين شئنا أم أبينا ، ولكن علينا أن نقرر ، فإما أن يرتقي هذا الاختلاف بواقعنا ويحسن إلى ديننا ، أو أن يتهاوى بهما.
جديد الموقع
- 2024-07-20 الفتيات ومحرم الحرام
- 2024-07-20 الختام اليوم السبت .. 260 متبرع في حملة بر النجاح
- 2024-07-20 تظن أنك قد اتخذت قرارًا ماذا ستشتري؟ في الواقع، دماغك لا يزال يعمل على اتخاذ هذا القرار، حتى لو وضعت المنتج في سلة التسوق
- 2024-07-20 نواة العنصرية
- 2024-07-19 توصلت دراسة إلى أن الأطفال الذين تُقدم لهم "أجهزة رقمية" لتهدئة فورات غضبهم يفشلون في تعلم كيف يتحكمون في إدارة انفعالاتهم في وقت لاحق من حياتهم
- 2024-07-19 لماذا نفضل ما نفضله
- 2024-07-19 مدينة الكتب في كوريا
- 2024-07-19 لا هدوء في المكتبات
- 2024-07-19 عام جديد ومسؤوليات جديدة.
- 2024-07-19 العمل التطوعي صنعة أهلية.