2017/07/11 | 0 | 5487
لطليطي وسكوتي في مفارقات اجتماعية
"من اللطليطي فوتي ومن السكوتي موتي"
مثل تراثي طالما رددته أمي على اسماعي وأعاده ابي عليها في مجرى القصص التي يتبادلانها ليضيع معناه مع انسجامي بتلك الحكايات
مرت السنين والايام وخزنت ذاكرتي قصص وحكايات صنعتها الدنيا أمام عيني حتى أعي هذا المثل واردده في مواقف تعصر قلبي
عندما ترى من علا صوته ونازل نزال الابطال في المعركة ليفوز في حواراته وقد جسد الأسد الغضوب وابتعد عنه الكثير بقولهم "ما ينتعاشر" لكن الأذكياء حينما يقربون هذا الصنف يكتشفون ان زئيرهم يخفي قلوبا بيضاء تصل لها بيسير الكلام لتقلب مواقفهم بل وتفوز بصفقات من معاشرتك لهم فهم قابلين للحوار والأخذ والرد وومن جسارة القلب الأبيض الذي يتحدى الانسانه تراهم يراهنون على قدرتهم للتجربة وخوض كل الميادين ويعطون الفرصة المرة تلو الأخرى
لأنه بكل بساطة هو " الطليطي "الذي منه "تفوت" وتغير قناعاته وتقلب كيانه
في المقابل تجد شخص اخر هادئ صامت ساكن الملامح نئى بجنبه عن كل حدث يسير خطاه كما يريد هو فقط وكما يرغب ليس لديه استعداد أن يخدم أو يقدم مساعدة أو يتنازل لأحد وان فعل فيستشعر الإهانة والاستغلال لإن ذلك سيؤثر على خط سيرة ورؤيته وبهذا يكون لديه الإستعداد التام ان يقطع علاقته بالجميع اذا كان ذلك يخالف مـِا يريد وهو قوي البأس في ذلك لأنه بكل بساطه اعتاد الحياة منفردا،
الكثير يغرم بهذا النوع لأنه يعتقده لين العريكة ضعيف المنازلة سريع التغير لكن عند الأقتراب منه مغرما او متعايشا سيفاجئ انه أمام خيارين لا ثالث لهم أما أن تسير على نفس نهجه هو أو أن تتركه يمارس حياته لوحده لأنه بكل بساطة هو " السكوتي" الذي منه " موتي"
الكارثة عندما يجتمع اللطليطي مع السكوتي في علاقة ما فدائما يظهر الأول امام المجتمع بإنه هو الجبار سيء المعشر ويريد أن يفرض آرائه ويصادر أراء الأخرين بينما الثاني هو المسكين المستهجن الضحية الذي لا يهش ولا ينش لتأتي الأيام وتكشف حقيقة مرة بأن اللطليطي نفذ كل مخططات السكوتي وهو يحمل وصمات الإتهام ولن يزال ، بينما السكوتي المسكين حقق كل مايريد وبأعلى المستويات تحت نظرة استعطاف الأخرين ومعاونتهم
من هنا تعلمت أن لا أحكم على اللطليطي بظلمه وعجرفتهم وبهذا احرم نفسي من القلوب الطيبة لأنها تصرخ خوفا علي لا نكالا بي
ويجب علي أن لا أنخدع بالسكوتي فأذوب في خططه التي لا يحقق نجاحه فيها حتى يقولب من حوله بقالبه
ونصيحتي لك اذا كنت لطليطي فأزل قناع الأسد الغاضب واكشف عن قلب الحمامة بالصمت والتأمل وتعلم من السكوتي التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى الذي يشتته الغضب ولا تستعجال النتائج
أما إن كنت سكوتي فهنيئا لك سمعتك الجميلة وتعاطف الناس لك وتحقيق أهدافك وأحلامك وقولبة الأخرين بقالبك لكن الحياة تستحق التجربة والتضحية لا تعني الأهانة والتسامح لا يعني ضعف عَّـليك الا تطغى ان سنحت لك فرصة العقاب لتتغشاك الأنانية وتفتك باللطليطي وتخسر ذاتك ومن حولك فالدنيا تدور والحق يحصحص وهناك العين اللتي لا تنام
جديد الموقع
- 2024-12-03 الحضور الأدبي في فكر الأديب
- 2024-12-03 إيلون ماسك والقراءة
- 2024-12-03 قراءة في كتاب (مزاج الكتابة، الكتابةمفهوما، ومزالق، ومقومات)
- 2024-12-02 بر الفيصلية وحي الملك فهد ومسجد الإمام الصادق في رحلة بحرية.
- 2024-12-02 كيف يتعامل الأطفال مع الشائعات وماذا نستفيد من ذلك؟
- 2024-12-02 حُب الحسا أجنني إلى كل مسؤولٍ رسميٍ، وناشطٍ اجتماعيٍ وتفاعلي بالتأثير..
- 2024-11-30 ثلاثة يجب الحذر منها
- 2024-11-30 "جمع من شيعتنا ومحبينا".. إيمان وأُنس
- 2024-11-30 هل نبحر نحو الهلاك؟
- 2024-11-30 إلى أمين الأحساء مع التحية سعادة المهندس: عصام الملا (سلمه الله)