2012/02/23 | 0 | 2322
قُتل أصحاب الأخدود ..!
إن سورة البروج توضح عقوبة الاستهزاء والاعتداء والقتل على أساس طائفي, أو بسبب الاختلاف الديني والعقدي, أو بسبب عدم الإشراك بالله, فينال المؤمنون شرف الشهادة والصبر في الدنيا والفوز الكبير في الآخرة. وينال الظالمون الخزي والهزيمة والهلاك في الدنيا, وعذاب الحريق في الآخرة (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13)).
إن العقوبة الإلهية للاستهزاء الطائفي هي الجرأة على الاعتداء بسبب الاختلاف الطائفي دون أي مراقبة للمولى عز وجل في عباده, والجرأة على الظلم ومجانبة العدل, وكذلك الجرأة على القتل على الأساس الطائفي, ومن دون أي ذنب من المظلوم, وبذلك يستحق المستهزئ والمعتدي السخط الإلهي وعذاب جهنم وعذاب الحريق (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون). فهو يفقد مصداقيته في الحياة الدنيا والتي تقوم عليها نعمته وسلطته, فيهدم ما بناه بيده, ولن تجد لسنّة الله تبديلا. (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19) وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ (20) فالفرعون عندما غرته قوته وجنوده وخيله ورجله ولم يراقب المولى عزّ وجل وقدرته عليه وإحاطته به, أهلكه الله وأهلك ملكه. فكانت قوته وبطشه بها هي سبب هلاكه في الدنيا, وأشد العذاب في الآخرة (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)) سورة غافر.
إن عاقبة أصحاب الذنوب العظام وفتنة الناس باسم الدين, كما فعل أصحاب الأخدود أو آل فرعون, وتكفير المؤمنين بالله وإبعاد الناس عن بيوت الله التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه وإبعادهم عن روح الإيمان, هي أنهم يكذبون بآيات الله وما يرشدهم إلى الحق والتوبة والصواب, والفوز والنجاة في الدنيا والآخرة, بل و يستهزؤون بهذه الآيات التي جعلها المولى عز وجل بروجاً تحفظ الأرض النقمات والسخط الإلهي.
إن قتل الظالمون للمؤمنين لا لشيء إلا على أساس طائفي, هو الذنب الذي يخرجهم من رحمة الله إن لم يتوبوا فيستحقوا العقوبة الإلهية والهلاك والدمار, وقطع دابر الكافرين. فجعل المولى عز وجل دماء الشهداء المستضعفين سبباً لهلاك الظالمين والمتغطرسين, وهلاك عروشهم, كما هلك قوم فرعون وقوم ثمود. فيمتحن المؤمنين بثباتهم على الحق والإيمان, ويمتحن الكافرين بتحقق المعصية على أرض الواقع, إن لم يتوبوا, وحصد نتائج أخطائهم, في الدنيا والآخرة.
إن الظالمين يحاربون الله عز وجل باستهزائهم بآياته, وبقتلهم أوليائه الذين يحفظون الأرض من نزول السخط الإلهي, ليس لشيء إلا لإيمانهم بالله, والله ذو العرش المجيد. إن المولى عز وجل ينتقم من الظالمين كما فعل بجنود فرعون وثمود, فينتقم منهم في الدنيا ويعذبهم في الآخرة, ويهلك ملكهم وسلطانهم وقوتهم بدماء الشهداء المظلومين, (فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (16)).
إن عاقبة المستكبرين الذين يستخدمون البطش والقوّة المفرطة, كأصحاب الأخدود, ضد من يختلف معهم دينياً, أو من لا يشرك مع الله أحدا, هو أن يمدهم المولى عز وجل في طغيانهم, فيرتكبوا إثم قتل المؤمنين الصادقين بلا ذنب غير البغض الطائفي, ونتيجة استهزاءهم بالدين وبآيات الله, واستهانتهم بشريعة السماء, ونتيجة تحريضهم الطائفي المستمر. وبعد انتهاء جريمتهم النكراء يأتيهم البطش الإلهي في الدنيا وعذاب الحريق في الآخرة, ثمّ لا ينصرون. وينال المؤمنون شرف الشهادة والتضحية لأجل إقامة الدين والإيمان بالله, إن الله يفعل ما يريد. فكمال المؤمنون هو الشهادة, وكمال الكافرون هو التكذيب بالحق وارتكاب الظلم الذي لا يغفر.
لذلك فإن دماء شخصٌ واحد وهو الإمام الحسين (ع) جعلت سبباً لهلاك جميع الظالمين وتهاوي جميع العروش على الأرض, إلا راية حق, وإقامة دولة العدل الإلهي وإقامة دين الله في الأرض, إن الله يفعل ما يريد. فالرسول الأعظم (ص) هو الشاهد على الأمة وأعمالها, والمشهود هو يوم الفتح المبين وهو الإمام المهدي (عج), الذي يقتص من الظالمين ويقيم الدين.
(بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ (22) )
جديد الموقع
- 2024-05-03 نوستولوجيا الحنين للذكريات -قراءة لكتب الأستاذ عبدالله عبدالمحسن الجسم
- 2024-05-03 مشروع الشريك الأدبي وإدارة العمل الثقافي
- 2024-05-02 تزامناً مع اليوم العالمي للصحافة و باستضافة نادي كيو بارك .المعلق الرياضي جعفر الصليح .16 عام أمام المايك في 6 قنوات و المعلق العربي و الأجنبي اضافة لمتعة الكرة السعودية
- 2024-05-02 أفراح العايش والفرحان تهانينا
- 2024-05-01 النقد الأدبي بين الفاعلية والمجاملات الرقمية والإعلامية.
- 2024-04-30 سمو محافظ الأحساء يرأس المجلس المحلي للمحافظة
- 2024-04-30 سمو محافظ الأحساء يرأس اجتماع اللجنة العليا لإنشاء المستشفى الجامعي التعليمي
- 2024-04-29 وعي القلم والأمل نص مستخلص من مجموعة (كلام العرافة) للدكتور حسن الشيخ
- 2024-04-29 ريم أول حكم سعودية لرياضة رفع الأثقال حازت على الشارة الدولية
- 2024-04-29 بيئة الأحساء تدشّن أسبوع البيئة 2024 تحت شعار "تعرف بيئتك"