2020/01/28 | 0 | 1891
قفشات من أرشيف الذاكرة.. للقاء مجلة عشتار مع الكاتب السعودي: عادل القرين عام 2010
هل لك أن تعرف قراء عشتار بشخصك الكريم؟
ــ عادل بن حبيب القرين سعودي الجنسية، أحسائي المولد والمنشأ.. أعيش وأعشق تراب رفعتي الشمالية حد الثمالة.. هناك حيث أيام طفولتي.. فترابها علمني من أنا وإليه أعود.. وكلما لوثني وخنقني هواء التمدن ذهبت إلى هناك لأشتم عبق الطين متعلقاً بأذيال ذاكرتي..
متى رسمت اناملك الكلمات؛ وكيف كانت بدايتك مع خليلك القلم؟
ــ حينما كنت أدرس في المرحلة المتوسطة، وضع يراعي الأستاذ العزيز علي النعمة على
جادة الطريق بتشجيعه لي في مادة الإنشاء (التعبير).. ولا أنسى جهود أستاذي القدير في المرحلة الابتدائية حسين الخميس، فقد كانت بركاته تحفني بالخيرات ولا تزال تغرقني بغيثها العميم إلى الآن.. وكل هذه الأمور مقدمات جيدة لافتراش حصير الحروف والكلمات..
وعلى إثر ذلك أنتهز فرصة الوفاء لأهل الوفاء كي أبثها عبر أثير عشتار الحبيبة لمن تابعني وشجعني في مسيرتي..
حدثنا عن أعمالك الأدبية؟
ــ بفضل الله وتشجيع الأهل والأصدقاء والأحباب رأى كتابي الأول النور (سيمفونية الكلمة)، والكتاب يحتوي على العديد من الخواطر و المقالات المتنوعة..
أين يجد نفسه عادل الكاتب مرتاحاً؟
ــ الأيام التي نعيشها كمد البحر وجزره ونحن نعيش بإرهاصاتها..
وأجدني مرتاحاً حينما أزور الفريج وأهله والكل منهم يقول رحمة الله على (حبيب)..
أين تجد نفسك اليوم بين الكم الهائل من الكتاب؟
ــ أجد نفسي مع الكل؛ سواءً أكان الكاتب مبتدئاً أو محترفاً..
وذلك فيما يصب في مصلحة رقي المجتمع ويضيف الشيء الجديد والمفيد إليه..
من أين تستوحي كتاباتك؟
ــ من الناس والمجتمع، وما أنا إلا منهم وإليهم، فعساني وفقت في نقل أفراحهم وأتراحهم بالصيغة المباشرة أو بالإشارة أوبالتلميح أو بالخيال، وكذلك سرد الذكرى والذكريات..
أين المرأة داخل سطور قلم عادل؟
ــ (المرأة اسم كبير جداً)
فهي روح الاستمرارية، وبؤرة الأحاسيس والمشاعر.. ولولاها ما كنا على ظهر الوجود..
فهي الأم، الزوجة، الأخت، العمة، الخالة، والجدة (أم علي)؛ والتي لا أزال أشتم من رأسها زعفران مستقبلي، فدعاؤها قرآن يتلى
آناء الليل وأطراف النهار..
فقد قلت في أحد كتاباتي عن جدتي أم علي:
تزهو فـي جدائلها الحمراء من خضاب حناء الأحساء المشهورة, ويضيئ رأسها "روبية ذهبية "، ممسكة بأطراف ملفعها الزهري.. فكأن سيرة حياتي مخطوطة عليه.. فقبلاتي على رأسها تواقيع عقود جديدة لبناء حرم مقدس تنهال منه روائح الجنة..
وفي موقع آخر قلت: يا أيتها النخلة التي كلما رُميت بالحجر تُساقط علينا رطبا ًجنياً..
يا زهرة البنفسج التي أحاطتها الأشواك من كل حدبٍ وصوب..
وانحنت لتواضعها سنابل القمح إجلالاً ًوتكريما ًوتعظيماً..
إليك -يا أمي- أزف هذه الحروف..
حرس الله جميع أمهاتنا بعينه التي لا تنام آمين يا رب العالمين..
متى يبتسم عادل ومتى تهمل دمعته؟
ــ أبتسم حين يبتسم الورد لمحبيه ومقتطفيه بروح الحنان وعلى همس قطرات الندى.. وتهمل دمعتي حين أتذكر أبي (رحمه الله)..
فقد كتبت يوماً ما هذه المرثية (وردة تنعى) حيث أقول: أُقتطفت وردة من غصنها الرطيب فبدا حزنها.. فتساقطت منها قطرات الندى على الأرض، وبكى لها كأسها، ونعتها مياسمها، وراح تويجها يبث أحزانه للبتلات، وبدت أشواكها تخط على الأوراق أحرف التأبين..
فعجباً منا كيف نقتطفها كي نعيش نشوة الحب مع من نحب لسويعات؟!
متناسين جروحها وجمالها يوم كانت فـي أوج تألقها.. أما كان النحل يُمارسُ طقوس الطواف حولها يوماً ما؟!
وكم كان يداعب مياسمها حاملاً منها الرحيق؟!
فمتى نعرف قيمتها فـيما بيننا؟!
وكيف يحلو لنا طعم العسل؟!
ولا ضير أن أهدي هذه القصاصة لأمٍ افترشت قلبها كحصير من الخوص، وأوسدت طفلها صاحب الخمسين عاماً على أعواد بستانها.. لتغذيه حنان الوداع ولوعة الفراق.. فهل عرفتم صاحب الخمسين عاماً؟
إنه أبي رحمه الله.
ماهو جديدك؟
ــ هنالك الكثير من المفاجآت والتي سوف ترى النور قريباً إن شاء الله تعالى..
والوقت هو الكفيل بظهورها بالشكل الذي يليق بجلال عشاق ومحبي الجمال والإبداع..
ماذا ستقدم لقراء مجلة عشتار اليوم بمناسبة اللقاء؟
ــ أقدم لأحبائي هُنا هذا الوشم عله يداعب مابداخلهم من مشاعر وأحاسيس.. فعندما نتوه في أروقة المكان، ولحظات الزمان..
نتأمل أنفسنا في عباب ورق الحياة.. فالآلام توجعنا، والآهات تكسرنا، ولا نقوى على النهوض مرة أخرى.. نستمد العطاء والتحدي من خيوط الذكرى الرقيقة..
والتي ما تزال عالقة بين سطور ذاكرتنا وفي أحشاء وجداننا..
فالأجداد هم من أرسوها في نفوس الآباء، والآباء حملوها بكل تحدٍ وتفانٍ إلينا..
إذ جدفوا بأيديهم حتى انطحنت أعواد أناملهم وأضلعهم.. كل هذا في سبيل أن يوصلوا لنا ولأبنائنا كل جميل..
زارعين فينا حدائق جمة ترامت أطرافها الخضراء داخل سيرنا العابرة.. ليظل لسان حالهم وحالنا يردد: بكم وبهم ننير الطريق؛
الطريق الذي تعددت أزقته ودروبه..
فزادت متاعبه..
فسار من سار..
وسقط من سقط..
ورحل من رحل..
غير أن نبض الذكريات بداخلنا يخلق لنا عمرًا جديدًا..
متذكرين بين الآونة والأخرى هذه المقولة التي تُدغدغ فكري: "من يحملُ هم الرسالة يُبدعُ فـي الفكرة والوسيلة"..
كلمة اخيرة لقراء عشتار ومتابعيك؟
ــ كل الحب والاهتمام والاحترام لكم، فأنتم وحدكم من تراقصتم على نغمات أحرف كلماتي..
جديد الموقع
- 2024-04-26 القراءة خارج الدائرة
- 2024-04-26 الشيخ الصفار يدعو لمواجهة تحديات الحياة بالثقة والأمل والنشاط
- 2024-04-26 مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري يكرم بر حي الملك فهد
- 2024-04-26 فرع مركز الملك عبدالعزيز بالشرقية للتواصل الحضاري يكرم مركز بر الفيصلية .
- 2024-04-25 اترك أثراً إيجابياً.
- 2024-04-25 مؤسسة رضا الوقفية تكرم الفائزين في مسابقتها التصوير الفوتوغرافي - النسخة الثانية
- 2024-04-25 «خيوط المعازيب».. والذاكرة المنسية
- 2024-04-25 ناشط قرائي
- 2024-04-25 يحيى العبداللطيف و ( دكتوراه ) جديدة لسجل شرف ( الينابيع الهَجَريّة )
- 2024-04-25 13298 خريجًا وخريجة أمير الشرقية يرعى حفل تخرج الدفعة الـ 45 من خريجي جامعة الملك فيصل بالاحساء