2020/11/28 | 0 | 2103
قراءة في مقال: الإيمان ، السياسة ، الحكومة لمحمد مجتهد شبستري من كتاب عقلانية الدين والسلطة وتعريب: أحمد القبانجي
يحدثنا شبستري عن إشكالية مهمة تدور حول كيفية إيجاد علاقة معقولة بين الإيمان والسياسة والحكومة من موقع المتكلم الديني وليس الفقيه الديني لأن المتكلم الديني يسعى لإيجاد رابطة منطقية بين الإيمان الديني وسائر أنماط المعرفة البشرية بصورة منتظمة، وعليه يطرح خمسة مواضيع ليبين الغموض فيها وتحليلها وهي تمثل أهم المواضيع التي لفتت أنظار المفكرين المسلمين في المائة و خمسين سنة الأخيرة، وهي:
1. العمل السياسي وظيفة أم حق؟
2. نظرية سياسية أم تعليمات سياسية؟
3. المفاهيم الكلية وتفاصيل الواقع؟
4. صياغة مبادئ أم الانسجام مع المبادئ؟
5. هل التصويت عقد شرعي أم التزام أخلاقي؟
ثم يأتي ليطرح ضرورة نقد الدين حيث يقول إن أكثر الناس وخاصة العوام يخافون من توجيه مثل هذا النقد للدين لأن مثل هذا النقد بإمكانه أن يلحق الضرر بالإيمان التقليدي المرتبط بالمصالح الفردية والإجتماعية للمتدين، فالمجتمع المطلوب بالنسبة للمؤمنين ليس هو المجتمع الفارغ من نقد الدين والإيمان ومنع أي مقالة أو كتاب ضد الدين والإيمان والوقوف ضد أي حديث يوجه كلمات انتقادية للمفاهيم الدينية، ومثل هذا المجتمع يعكس الجمود والجهل والتقليد في الواقع ويفقد الإيمان مضمونه الخالص والنتيجة هي إيجاد جو فكري ملوث تتحكم فيه الروابط العاطفية بين الأفراد وليس العقلية و يكتسب مشروعيته من صبغة الدين.
وهنا يتساءل شبستري: هل إن هذه الأمور التي تظهر بلباس الدين والإيمان هي رغبة خالصة وتحرك سليم في خط الإيمان والمسؤولية والانفتاح على الله؟
إن نقد الدين والإيمان ونقد المنظمات الدينية وعلماء الدين يعتبر ضرورة من ضرورات الحياة الإيمانية ويجب على المؤمنين أن يتحركوا على مستوى النقد للدين وترشيده في الوسط الاجتماعي ويجب عليهم أن يفسحوا المجال للآخرين ليتعرفوا على الدين والعمل الديني من خلال نقد الآخرين لمعارفهم وأعمالهم وبذلك يمكنهم العمل على تحسين هذه المعارف من خلال هذا النقد ووصولاً لإصلاح أعمالهم ونياتهم و أفكارهم وفي المجتمع الإيماني لا ينبغي أن توضع خطوط حمراء أمام المنتقدين ،يجب أن يشعر المنتقدون بالحرية الكاملة والشخص المؤمن عندما يقف حائراً أمام النقد يشعر بجدية المسألة وخطورة الموقف، ومن يتصور إنه قد أحاط بجميع الحقائق ويجب على الجميع أن يفكروا مثل تفكيره ويعقتد بمثل اعتقاده ولا ينبغي لأحد أن يوجه إليه وإلى معارفه تساؤلات وإشكالات من موقع النقد فهو غارق في بحر الوهم وربما الأنانية والسذاجة، وينبغي التمييز والتفكيك بين قضيتين:
الأولى: الإنسان المؤمن يتحرك في دائرة الأفكار والسلوكيات في خط الإيمان ويقوم بوزنها بالمعايير الدينية والإيمانية وإلا فلا معنى لكونه مؤمناً.
الثانية: يتحرك بعض أفراد التيار الأصولي من موقع التضييق والتكفير وإقصاء المفكرين الآخرين وهتك شخصيتهم وسحق كرامتهم لمجرد أنهم يفكرون بنحو آخر وكل ذلك يتم باسم الإسلام والدين.
والدين لايقوم على العنف والاستبداد لأنهم آفة الإيمان، والمعارف البشرية غير مقدسة والمؤمنون إذا علموا بأن شخصاً معيناً يحمل الخطاب الإلهي فإنهم سيحترمونه ويقدسونه ولكن هذا لا يعني أنه بعيد عن الخطأ والزلل حتى ولو كان عالم دين.
جديد الموقع
- 2024-04-26 الوائلي.. في أوج العلم والثقافة والأخلاق
- 2024-04-26 القراءة خارج الدائرة
- 2024-04-26 الشيخ الصفار يدعو لمواجهة تحديات الحياة بالثقة والأمل والنشاط
- 2024-04-26 مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري يكرم بر حي الملك فهد
- 2024-04-26 فرع مركز الملك عبدالعزيز بالشرقية للتواصل الحضاري يكرم مركز بر الفيصلية .
- 2024-04-25 اترك أثراً إيجابياً.
- 2024-04-25 مؤسسة رضا الوقفية تكرم الفائزين في مسابقتها التصوير الفوتوغرافي - النسخة الثانية
- 2024-04-25 «خيوط المعازيب».. والذاكرة المنسية
- 2024-04-25 ناشط قرائي
- 2024-04-25 يحيى العبداللطيف و ( دكتوراه ) جديدة لسجل شرف ( الينابيع الهَجَريّة )