
2025/10/14 | 0 | 50
قراءة في ديوان ملمس الظل
قراءة في ديوان ملمس الظل، للمؤلف/ حسن علي المبارك، الطبعة الأولى:1446هـ /2025 م
تشرفتُ بتلقي ديوانٍ شعريٍّ كريمٍ من الشاعر، هديةً ثمينةً تعبّر عن نُبل المشاعر وصدق التقدير. وقد وجدتُ في ثنايا الديوان أبياتًا جميلة تُجسّد معنى الإهداء، (هذا ديوانُ حُبٍّ لا يُباعُ ولكنّه لمن أحببتُ يُهدى) ومنها:
كل الشعر من يوم شفتك كتب لك
وكل الشعور بداخلي ما تعداك
ديوان شــعــري والــقــلــم فدوة لك
وانا وحبري والــقــلــم لا عدمناك
1-قصيدة (3). ما أجمل أن تتبرّج القصيدة في خيمة الأدب!. يتمنّى الشاعر ممن يحبّ ألّا يفارقه، وأن يبقى قريبًا منه، فتكون عودته كالعيد بعد طول انتظار؛ يأتي بثوبٍ جديد، ويهنأ بالقرب ممن يحب.
إذا صرتي معي ومتدت الأيدين
إلى عذيق العنب وتشاقت اصبوعي
حبيبة قلب من حبك لو تعرفين
تراها غصب، والله ماهي بطوعي
إذا شفتك وله ومسلهمه العينين
وانا ابكي لك غرام وتمسحي دموعي
كأنك غايبه وجيتي بعد عمرين
وأنا غايبك، كن العيد في رجوعي
2-قصيدة (8). من تحبّه، تتحسّس أخباره حتى لو كان بعيدًا عنك، وتترقّب كل شيء يخصّه، حتى تتمنّى لو يحمل الهواء رائحته، ويبعث الأثير صوته. تنتظر رسالة، أو خبرًا ينقله صديق عنه. الفراق عذاب، ولا شيء أجمل من سماع صوتك، ورؤية ابتسامتك.
كنت أنتظر جيتك
واسأل عن اخبـارك
واقطف لك الحب
واعدد لك أزهارك
ترمي همومك علي
وارمي عليك الشوق
اسألك عن غيبتك
وتبوح با سرارك
واثرك قلب من ثلج
وظنيته مواقـد نــار
هدمت بيتك علي
وصدري بنيتـه دار
لك يا عـديـم الوفي
وبنيت لك دارك
3-قصيدة (10). حالة العشق والأنس والقرب ممن تحب، تجعلك تنسى نفسك، وكأنك في حلم لا تريد له أن ينتهي. تسير في أمان، وتشعر بالدفء، وتدع القلب ينبض بالحب، وترسم البهجة على محيّاك.
أنا المشتاق، وأنا القلت ما بهتم
بعز النفس لكن ماقويت النفس
باح الشوق لك من غير ماتكلم
سمعت البعيد بوشوشات الهمس
صباح العيد باكر.. لازم أسلم
هذي الكف خذها بالأصابع خمس
وأسألهم بنومي كيف أنا أتحلم
أغطسهم بكفك يا حبيبي غطس
غيابك حيل أثر في... وتألم
وقلبي دم ينزف ليذكرت الأمس
كان الفجر يطلع ونت ما تعلم
جنبي بس يا أنسي تحس بالأنس
4-قصيدة (40). مهما اقتربت أو ابتعدت، ستحملني رجلاي إلى دارك. (وأين ضاعت خطوتي عن باب دارك؟) أسير بلا هدى، وكأن روحي وحبي لك لا يهتديان إلى طريق غير بابك لأطرق، وأقول: جاءك من يحب. وكما قيل: أحبها وتحبني، ويحب بعيري بعيرها.
یا دفى رجفة ضلوعي، وين نارك؟
وین ضاعت خطوتي عن باب دارك
يا حمامة بدوحة الهجران حلت
عين شباك الشقاوة في انتظارك
یا خجل وجه العروس بعين معرس
نور أغدان الفرح والليل حالك
بين ضحكي وفرحتي بك في رجوعك
والدموع اللي سقتني في وداعك
موت يتربص بروحي في جسدها
لين أخذها يوم قررت انــعــزالـك.!!
5-قصيدة (77). يتفقد المحبّ ويبحث عن النور حتى في نفقٍ مظلم، وفي ليلةٍ حالكة الظلام، يفتش عن القمر والنجوم ليهتدي إلى من يحب، كما تفعل الفراشات الملوّنة، تبحث عن الضوء، تحوم حوله، وتجمع رحيق الأزهار لتقدمه هديةً لمن تهوى.
لك وحشة قمر في ليلتي الظلمة
ولك وحشة عيون الرمشة الأجفان
ولك شعر الغزل كلمة على كلمة
من أول حرف خطيته إلى ما الان
يا أول من دخل قلبي بلا زحمة
وطرد كل من دخل قبله من السكان
تهنى يا ملاك اللطف والرحمة
أبيك أتكون لقليب المحب سلطان
6-قصيدة (81). وبعد العتاب، يردّ عليه حبيبه قائلاً: لم أغب عنك بإرادتي، بل الظروف هي التي حالت بيني وبينك. (لو كنت تدري كيف أحبك… لو تدري).أنت روحي وعقلي، تسكن في جسدي، وأستمد قوتي منك. تزداد بي القوة، وتدبّ فيّ الحياة، ويشرق وجهي، وتبدو عليك ملامح حضوري، وكأنك أنت الروح والقلب. أفديك بكل ما أملك… هل نسيت ذلك؟
وحق راسك ماغبت عنك وسهيت
وما خطر في راس محبوبك بعد
لو دريت أشلون حبك.. لو دريت
كيف سلطن في غُرف روحي قعد
آآه كنك يا بعد روحي نسيت
أننا روحين... تسكن في جسد
7- قصيدة (الكعبة المكرمة). قصيدة جميلة حول الكعبة المشرّفة: رأيتها.. ففاضت عيناي بدمعةٍ خاشعة، دمعةٌ طالما اختبأت في زوايا العين ولهفة مع دقات القلب، حتى جاءت لحظة اللقاء. الكعبةُ المشرفة، مهوى أفئدةِ المسلمين، حلمُ كلِّ روحٍ تعلّقت بالسماء، واشتاقت إلى ملامسة الرحمة. ما إن تقع عليها العين، حتى يُرفع الكف بالدعاء، ويُستلهَم الغفران في لحظة صفاء، حافيَ القدمين، وعليّ رداءُ العزّة... الإحرام، ألبيك اللهم لبّيك، تخرج من أعماق الوجدان. أطوف بها بقلبٍ يرجو العفو والمغفرة، أدور والدمع لا يفارق الخدين، كلّ زاوية فيها تحكي قصة إيمان، كلّ نسمةٍ تهبُّ تحمل سكينةَ الرحمن.
أردد بخشوعٍ: اللهم إنك عفوّ تحب العفو فاعفُ عنّي، أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، يا رب، هذا البيت بيتك، وهذا المقام مقام عبدك، فلا تحرمني من العودة إليه، واجعل لي فيه دعوة لا تُرد، وذنبا يُغفر، وقلبا لا يقسو أبدًا.
جيتك قلب مشتاق ودموع عاصي
ورجلين ما وقفت على غير حدك
حافي قدم والخــالــقــي فـيـك ناصي
ورجعت لكن قلب زايرك عندك
في نهاية المطاف: (إخلـعْي غـرورَك إنْ وَطِـئْتَ تُـرابي وانثرْي عطورَكَ في سطــورِ كتابي فأنا شاعر فوقَ، عرشِ خواطري فاتْلُو صـلاةَ. الحـب في محـرابي، إني لمحتُي على. النجـومِ مواكـبًا، للفرحِ تشـرق حـينَ تطـرقُي بابي وقوافــًلا من ياسميــن. تقتــــفي أحلامَـــنا نامـــت على أعتــــابي.). وهذه قراءة قد تكون تعبيرا قاصرا عما يريد الشاعر من معنى، ولكن الكل يقرأ الصورة من عين وإحساس وتلمس لمعاني الكلمات والحروف وهمس ولمز يبقى لمن يقرأ هو يوافق أو يرفض التعليق، وخصوصا من الشاعر الذي تجاسرنا بتصفح الديوان بهذه الطريقة واجتزاء بعض الأبيات من قصائده.
جديد الموقع
- 2025-10-15 د.صبري زيادة استشاري جراحة العظام بمستشفيات الحمادي: تأثير التدخين والشيشة كثيرة متعددة على عظام الجسم
- 2025-10-15 فرع هيئة الصحفيين السعوديين بجازان ينفذ ورشة عمل "السرد القصصي في العمل الإعلامي"
- 2025-10-15 مدينة الملك عبدالله الطبية تنجح في استئصال ورم متقدم متعدد ممتد لمريض سبعيني في عملية جراحية معقدة
- 2025-10-15 (استفتِ قلبَك)
- 2025-10-15 كيف ينظر العماني للقراءة؟
- 2025-10-15 لماذا نتذكر بعض اللحظات التي مرت في حياتنا وننسى غيرها؟
- 2025-10-15 عندما نمارس التعصب؟
- 2025-10-14 الموت نعمة
- 2025-10-14 تطبيق "سعودي" لمكافحة الاحتيال الإلكتروني
- 2025-10-14 سمو محافظ الأحساء يستقبل محافظ "منشآت"