2018/08/28 | 0 | 1079
قبس مصطلى من
ذاكرة الغيم هو أحد مؤلفين للأستاذة الأخت ريم آل مال الله، وقد قرأته وأعدت قراءة نصوص كثيرة فيه وخرجت بانطباعات كثيرة عن مقدرة المبدعة ريم آل مال الله ، ومع عدم ميلي للتسمية الجزافية أو المتساهلة لقصيدة النثر إلا أني أميل لمقاربة شريحة من نصوصها لها من حيث اشتراكها في نواح مهمة ، واعتبار هذه النصوص النثرية قريبة ومشتركة مع ما تعورف عليه ب" قصيدة نثر" وأرى تسميته ب"نص نثري".
ولست أريد الحديث عن هذه القضية الجدلية بل أريد القول بأن لهذا الصنف الذي هو أرقى بكثير مما يتعارف عليه بالخواطر وواحدها "خاطرة" كونه يحتوي- كما هو في ذاكرة الغيم- على قيمة فنية عالية، ويبعد في نصوص كثيرة عن الخطابية والتقريرية ، بل وتجد في بعض مقاطعه شاعرية قد تخلو منها بعض القصائد الشعرية ..
الكتابة النثرية مع كونها لا تتقيد بالوزن والقافية إلا أنها تلتزم بالشاعرية والإبداع، وهذا ما أريد تسليط الضوء عليه في ذاكرة الغيم
والشاعرية والإبداع مناط الإجادة في النصوص الأدبية بحسب شروط كل فن من تلك الفنون وبعض الشروط خاص وآخر عام .
وإنك تجد ملامح نثرية مشابهة للقصة مثل مستهل نص " خيال حلم " تقول :
تغمض عينيها الناعستين
في لحظة انتشاء زائر
كملاك صغير يلتحف البياض
فكما هو بادٍ للعيان النفس القصصي الموجود هنا ..
وتارة أخرى تخال بأنك من فرط التكثيف في الصورة تقرأ قصيدة نثر مثل نص " فوضى" تقول:
احترت في خريطة فرشاتي وبوصلتي
هالني سرب البياض
حملت أثقالي الطيفية
دون همهمة أو رغبة
في نزاع يحاصر الجدران
أبرح بعض رسائلي المشطورة
رشة لقاء بلا وداع..
وثالثة تشعر بأنك ستقرأ قصيدة شعر موزونة ومقفاة مثل نص " معلم الصبر " لكنها تراوح للنثر مباشرة حيث تقول :
شاخصة البصيرة والبصرْ
شاحبة المهجة الظفرْ
تعلم ليلها الصبر والعبرْ
لا بواسيها نجم ولا قمرْ
بالمحصلة نحن أمام كاتبة نثر مبدعة بإمكانها أن تقدم لنا جنسا أدبيا راقيا بغض النظر عن المسمى الذي ينتمي له سواء أكان شعرا أم قصة أم قصيدة نثر أم نثرا بالمجمل ..
وحين تقرأ نصوصا أخرى تجد جرأة في الطرح بما هو لا يخدش الذائقة ولا يصل للابتذال ..
وأجدني سعيدا بأن هناك من الطاقات النسائية الشابة من يهتم بأصناف مختلفة عن ميل الغالبية بصورة ونزوعها نحو التقريرية والكلاسيكية حتى وإن كتبت شعرا أو قصصا قصيرة وروايات وأصناف نثر أخرى ..
والجميل بأنك تجد مواضيع متناولة وهي منوعة بينها ما هو ديني واجتماعي وعاطفي ووجداني ورومانسي الصبغة والأجمل بأن ذلك بأساليب لا تنفصل عن الأنا الشاعرية للكاتبة..
وحسب اطلاعي كذلك للكاتبة إصدار آخر لعله يكون استمرارا لانطلاقتها الأولى ، وأتوقع بأن يكون معززا قويا لتواجدها الأدبي في المنطقة.
جديد الموقع
- 2024-05-02 أفراح العايش والفرحان تهانينا
- 2024-05-01 النقد الأدبي بين الفاعلية والمجاملات الرقمية والإعلامية.
- 2024-04-30 سمو محافظ الأحساء يرأس المجلس المحلي للمحافظة
- 2024-04-30 سمو محافظ الأحساء يرأس اجتماع اللجنة العليا لإنشاء المستشفى الجامعي التعليمي
- 2024-04-29 وعي القلم والأمل نص مستخلص من مجموعة (كلام العرافة) للدكتور حسن الشيخ
- 2024-04-29 ريم أول حكم سعودية لرياضة رفع الأثقال حازت على الشارة الدولية
- 2024-04-29 بيئة الأحساء تدشّن أسبوع البيئة 2024 تحت شعار "تعرف بيئتك"
- 2024-04-29 منتدى البريكس الدولي يكرم الفنان السعودي الضامن في غروزني الشيشان ..
- 2024-04-29 حققوا المركز الأول على مستوى المملكة كأعلى تسجيل للطلاب طلاب "تعليم الرياض" يفوزون بـ13 ميدالية في أولمبياد "أذكى"
- 2024-04-29 جمعية العمران الخيرية بالاحساء للخدمات الاجتماعية تحظى بتكريم مرموق من مركز الملك عبد العزيز للتواصل الحضاري .