2020/04/25 | 0 | 1387
فينظر كيف تعملون
في كل مناسبة اجتماعية او عبادية جماعية كبيرة او ولوج سنة جديدة او عند مشارف اعلان رصد هلال شهر رمضان المبارك ، تتقاطر على معظم الناس التبريكات و التهنئة من كل حدب و صوب عبر الهاتف النقال تارة او عبر التطبيقات الاجتماعية تارة أخرى . و هذا شيء محمود و مؤشر عن قيمة العلاقات في حياة كل إنسان . في المحصلة الإنسان مخلوق اجتماعي .
في أسابيع و شهور الحجر المنزلي الإلزامي تكون لتلكم الرسائل المعبرة عن بعض المشاعر و المرسلة عبر التطبيقات الاجتماعية الذكية او الاتصالات الهاتف أهمية كبيرة في النفوس و اكبر مما اعتاد عليه الناس لما قبل وباء الكورونا لشح التواصل الفيزيائي الفعلي المباشر . الحجر المنزلي أعطى كل فرد منا فرصة رائعة لعقد مراجعات كاملة في انواع علاقاته و تحديد دوافع استمرارية علاقاته مع كل طرف من الاطراف المحيطة به .
و منبع السؤال لتلكم المراجعات الذاتية في العلاقات الإنسانية هو : ماهي طبيعة علاقتك / علاقتي / علاقتهم بفلان او علان من الناس ؟
هل العلاقة مبنية على :
- مصلحة عمل مؤقتة ، أو
- مصلحة تجارة عابرة ، أو
- حب و ارتياح نفسي ، أو
- احترام ، أو
- تبجيل و تعظيم ، أو
- لحظة إعجاب لموقف او حين وقوع حدث ، أو
- امتنان العطايا ، أو
- تملق للوصول لهدف ما ، أو
- إشباع نزوة انفعال عابرة او
- تاثر بمجاورة أو
- المرافقة اي حشرة مع الناس عيد ، أو
- حب يجتاحه نوع من الخوف، أو
- خشية البطش من الآخر المستبد ، أو
- اتقاء للشر ، أو
- تجنب العتاب ( التشره ) ، أو
- محدودية علاقات بشرية لدى الفرد أو
- بسبب الطفش الناتج عن الحجر المنزلي ، أو
- مراجعة تصحيحية داخلية لذات الفرد ، أو
- حب اعادة ترميم علاقات سابقة أو
- السعي لترسيخ علاقات او
- لا هذا و لا ذاك و انما عادة اجتماعية ترسخت في سلوك الشخص المعني .
كشف منابع التجاذب منك نحو كل فرد في محيطك يخلق نوع من اعادة جدولة استثمار الوقت و الجهود في بناء و ترسيخ العلاقة البينية مما يضمن تقليل او منع اي انسداد او اختناق في العلاقات الانسانية من جهة ، و يزيد من نسبة نمو العلاقة الى المرحلة المبتغاة . و هذا العمل ان وفق اليه أي منا فانه يحرز جزء من السعادة و يسد بعض مصادر الشقاء و التعاسة بتجاوز. أو إلغاء العلاقات الغير صحية او الغير متكافئة الاحترام .
في عهد الحجر المنزلي الالزامي ، من الجيد و الجميل ان يتصافى الانسان مع ذاته في قراءة كل المفردات بطرق سليمة ليضمن السلام الداخلي في نفسه و يبتعد عن كل شي يستنزف حالة الاطمئنان في داخل نفسه . فاذا استشعر احد الناس انه يجامل البعض أو يتصنع من نفسه إنسان آخر في كل الأحيان من اجل الآخرين على حساب قيمه الروحية او راحته النفسية او صحته الذهنية او أريحيته الطبيعية ، فمن الاولى اعادة ترتيب تلكم العلاقة لرسم الحدود و اقامة الخطوط الحمر و صيانتها لضمان عدم العودة لمربع عدم الارتياح او استلاب الراحة من نفسه . نسمع و نشاهد في الاعمال التلفزيونية الدرامية ان بعض الأزواج في حالة عدم الود مع ام زوجته.لأسباب عدة يذكرون بعضها بقوالب درامية ، فهذا يعني ان على الزوج مراجعة اسباب هذا الخلل و يبادر في معالجته لضمان منع اي تصادم قد يهدم عش الزوجية . و نسمع و نشاهد من خلال دراما الشاشة الفضية عن انجراف البعض من الشباب مع شلل معينة ذات توجهات غير معلومة المطافات و تحت تأثير الشللية ( القطيع ) ينتهى المطاف بذاك البعض الى مالا يحمد عقباه .
شخصيا ، أتاح لي الحجر المنزلي فرصة لمراجعة كشوف حساب العلاقات مع البعض ممن هم حولي على صعيد اصدقاء العمل و اصدقاء العالم الافتراضي في القروبات و بعض المعارف و الجيران و ابناء الحي . و قمت بالإجراءات اللازمة حيثما تهيأت الظروف المناسبة دونما احداث أي ضجيج أو احراج . فماذا عنك اخي القارئ ، هل قمت بمراجعة كشوفات حساب العلاقات اثناء الحجر المنزلي ؟ ام انك سترجع لحياتك السابقة بكل ما فيها من غث و سمين بعد زوال الجائحة ؟
على صعيد آخر ، اتاحت فترة الحجر المنزلي لكل شخص تشخيص الحاجات الاجتماعية الملحة لمنظومة مجموع أنشطة الخدمات و التجارة و الخدمات ألإنسانية تصلح لان تكون مشاريع تجارية او تطوعية في قادم الأيام . لعل التطبيقات الذكية مثل مرسول و اخوانه أضحت الأشهر استخداما على مدة عدة اسابيع . و المجتمع بأفراده النشيطين حتما سيشخصون من خلال ادارة المعارف الاقتصادية و التقنية و الاقتصاد المعرفي بعض أنواع المشاريع التي يحتاجها كل مجتمع بشكل ملح . فهل تعتقد اخي القارئ بان هذه الجائحة ستخلق مجتمع يسعى للاكتفاء الاقتصادي بشكل اكبر مما كان عليه او سيرجع ذات السلوك الاستهلاكي بعد تجاوز اختبار الجائحة ؟
و هنا استحضر الاية الكريمة من سورة الأعراف، آية 129، صفحة 165 ( قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَ مِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا قالَ عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَ يَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)
جديد الموقع
- 2024-09-19 سمو محافظ الأحساء يشيد بمضامين الخطاب الملكي في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى
- 2024-09-19 أمير الشرقية: الخطاب الملكي أكد على مضي بلادنا لتحقيق المزيد من التطور والازدهار والنماء
- 2024-09-19 سمو نائب أمير الشرقية يشيد بمضامين الخطاب الملكي السنوي
- 2024-09-19 قصيدة النثر باعتبارها صندوقا مملوءا بالذهب
- 2024-09-19 أفراح العباد والبخيت بالمطيرفي تهانينا
- 2024-09-18 التعصب والمتعصبون
- 2024-09-17 الفتيات الصغيرات تستخدم مستحضرات مضادة للشيخوخة شاهدنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. الضرر النفسي الحاصل بسببها أعمق من الضرر الذي أصاب البشرة
- 2024-09-17 التدخين أثناء الحمل يضر بالأم وبالجنين ولاحقًا بمستوى تحصيل الطفل الدراسي
- 2024-09-17 الأدلة لا تفيد بأن من عاشوا خلال المراحل الأخيرة من العصر الحجري في شمال غرب المملكة العربية السعودية قد واجهوا تحديات موجات جفاف مما اضطرّهم الي الترحال، بل عاشوا حياة متقدمة ومزدهرة
- 2024-09-17 ما الصور الذهنية وما فوائدها؟