2019/12/02 | 0 | 4921
فزعة التطوعي .. أسود الصحراء
لا يخفى على الجميع أن لله جنودا يختارهم لأجل رسالة جليلة الشأن، وهي البذل والعطاء لخدمة الآخرين.
وكذلك إن لأعمال الخير وخدمات التطوع أشكالًا وصورًا كثيرة تتيح تقديم الغوث الضروري، مهما كانت الجهود المبذولة وما تلاقيه من نصب وعناء.
ويّعدّ كل من يقوم بها جنديا نذر نفسه لأجل الآخرين، لا يبخل بما لديه ليقوم بواجبه على أتم صورة قربةً لله تعالى .
ومن منطلق القول :
" الدال على الخير كفاعله
كانت لنا الوقفة الخيًرة بالحديث عن فريق فزعة للبحث والإنقاذ التطوعي:
يعتبر فريق فزعة للبحث والإنقاذ أول فريق من نوعه بالأحساء بالمنطقة الشرقية من مملكتنا الحبيبة، فريق فتيّ يضم نخبة من شباب المحافظة ممّن نذروا أنفسهم و سخّروا جهودهم ووقتهم لتقديم خدمات متنوعة تتناول البحث والإنقاذ في المناطق الصحراوية تعاونًا مع الجهات الرسمية.
ولقد جاءت فكرة نشأة هذا الفريق لطبيعة البلاد الصحراوية الممتدة ولجوء الكثير من أهلها إلى قضاء أغلب نزهاتهم ورحلاتهم في ربوعها ، ممّا يجعلهم عرضة لمشاكل وأزمات لا يستطيعون التصرف حيالها، ويفقدون القدرة على مواجهتها بمفردهم خاصة إذا لم يمتلكوا المعلومة الكافية، والمعدات اللازمة للخروج من تلك المآزق، والتي تنتهي بعضها بمآس وكوارث من فقدان الأرواح.
وبُعدّ فيضان بحيرة الأصفر منذ سنوات السبب الأساسي لولادة هذه الفكرة، خاصة لما جاءت فرق إنقاذ من مناطق من خارج الأحساء للمساعدة، على إثرها تم إنشاء الفريق بسواعد أبناء الأحساء الغيورين لتقديم المساعدة بشكل مجاني طلبا للأجر والثواب.
ويُعتبر فريق فزعة للبحث والإنقاذ من الفرق الحديثة النشأة؛ ففي ٢٧ ديسمبر من عام ٢٠١٥ كانت ولادة الفريق، ومنذ ذلك التاريخ تمت الكثير من العمليات الناجحة في إنقاذ عدد كبير من الأفراد والعوائل الذين علقوا في المناطق الرملية والسبخية، وكذلك تم العثور على المفقودين التائهين بالصحراء ،
وبفضل الله وتوفيقه وإخلاص أعضاء الفريق تكللت عملياتهم بما يمتلكون من التجهيزات ذات الكفاءة العالية، التي تشمل سيارات الدفع الرباعي وأجهزة الاتصال الحديثة بجانب الجرأة والشجاعة والإصرار على البذل والتفاني لانجاح أي عملية.
إن فريق فزعة بشبابه المتفاني كامل الجهوزية لاي نداء واستغاثة ليلا ونهارا، ولضمان الجهوزيةالكاملة يواصل الفريق تدريباته المكثفة في أزمنة متفرقة من السنة، وصيانة المعدات الضرورية، تزامنًا مع الأجواء المختلفة لبلادنا .
وأوقات الكوارث الطبيعية الغير متوقعة.
ولا تقتصر الجهود عند هذا الحد ، بل يحرص على توزيع المواد التطوعية للمناطق النائية وتزويدها بما يحتاجه قاطنوها .
كذلك وإيمانًا بأن الوقاية والحرص خير من العلاج، والتصرف المتأخر؛ يبادر فريق فزعة إعلاميا ومن خلال حضور المناسبات وتلبية الدعوات بالاحتفاليات، والفعاليات المتنوعة على توعية الناس لكل ما يجب على مرتادي البر الإلمام به، مثل معرفة كافة المحاذير، و نشر التنبيهات اللازم مراعاتها قبل التوجه للبر، والتوغل في المناطق الصحراوية عامة.تحسبًا لأي ظرف ما؛ يستدعي التصرف بعلم و معرفة مسبقة كافية إلى أن يتم وصول المساعدة إليهم .
وبفضل من الله أخذ صيت فريق فزعة للبحث والإنقاذ ينتشر وينال ثقة الجميع، وتحفل وسائل الإعلام المختلفة بالإشادة بما يقدمه من خدمات الإنقاذ والغوث التطوعية، كذلك ما أولاهم المسئولون من تكريم وتقدير لجهودهم الإنسانية.
والذي يدعو للفخر حقيقة ما نجده بوضوح فيهم، فالعضو منهم كما الجسد، لا فرق بين الفرد و البقية، يتم الذوبان بينهم كروح واحدة، يهبّ الجميع للنجدة والإنقاذ دون تردد، ودون انتظار أجرًا من أحد، وترى البسمة تعلو محياهم حين تنجح مساعيهم، ويتم العمل دون خسائر وقبل فوات الآوان،
ودائما ما يهيبون بعاشقي الترحال في الصحراء أن يكونوا ضالعين بالأخطار ومعرفة كيفية المواجهة والتنبيه بأهمية إعطاء إحداثيات تواجدهم باستمرار تحسبًا لأي ظرف طارئ لا سمح الله. وألا يغامروا بأرواحهم، وأرواح من معهم، خاصة إذا كانت معرفتهم بالتصرف قليلة أزاء الموقف ، أو خانهم الحظ بالنجاة، فلا حرج من طلب المشورة والمساعدة قبل الإنطلاق للصحراء، وهناك أرقام مفتوحة للتواصل على مدى ٢٤ ساعة؛ ليتسنى للفريق تقديم الغوث في حينه.
جديد الموقع
- 2024-12-22 احنا جيرانه (ص) أهداها الله كفوفه (1)
- 2024-12-22 يا يوم لغتي .. أينك أم أيني عنك
- 2024-12-22 ألم الرفض الاجتماعي
- 2024-12-22 نمط حياتك قد ينعكس على صفحة دماغك ويؤدي إلى شيخوخته أبكر مما تظن
- 2024-12-22 الكتاب السادس عشر لـ عدنان أحمد الحاجي (تطور اللغة واضطراباتها وعسر القراءة عند الأطفال)
- 2024-12-22 تأثيرات لغوية للقراءة الرقمية
- 2024-12-22 الزهراء (ع) .. المجاهدة الشهيدة
- 2024-12-22 نحو كتب في الشوارع
- 2024-12-22 بين فيزيائية الكتب وكيميائية الكلمات
- 2024-12-22 من أجل القراء المترددين