2023/04/07 | 0 | 975
رصد تاريخ النقوش الخشبية والزخارف الجصية في السعودية والخليج.. سعيد الوايل استهوته رسومات الجدران حتى نال بها درجة الدكتوراه.
اليمامة
لم تكن شهادة الدكتوراة التي نالها الفنان سعيد الوايل قبل أيام من الأكاديمية العربية في الدنمارك بهدف الحصول على ترقية وظيفية أو زيادة في المرتب الشهري أو حتى لأجل وجاهة اجتماعية، بل نتيجة شغف وحب وميل في التراث العمراني والمعماري في محافظة الأحساء والخليج العربي أيضاً، بدأ منذ طفولته في ملاحظة الرسوم على الجدران والزخارف الجصية ثم تصوير الأبواب والنقوش الخشبية وتتبع الروح الفنية في تلك الرسوم والنقوش حتى انتهي به الأمر إلى نيل درجة الدكتوراه في العمارة الداخلية التي حملت عنوان (القيم الدينية والاجتماعية وتأثيرها على تصميم المباني السكنية في محافظة الأحساء).
الفنان سعيد الوايل وهم معلم متقاعد ناقش الخميس الماضي أطروحة الدكتوراه في موضوع “القيم الدينية والاجتماعية وتأثيرها على تصميم المباني في محافظة الأحساء في السعودية”، وتكونت لجنة المناقشة من الدكتور مشاري النعيم من جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل “رئيساً” وعضوية كل من الدكتور إحسان الرباعي من جامعة جدارة بالأردن والدكتور جمال القواسمي من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والدكتور مخلد الزيودي من جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل.
سعيد الوايل مصور فوتوغرافي وفنان تشكيلي وباحث في التراث العمراني والزخارف الإسلامية، وقد أثمر بحثه الذي امتد أكثر من 30 عاماً في إصدار عدة خمسة كتب.
ورغم أنه معلم وكان بإمكانه أن يكتفي بوظيفته في التعليم، إلا أنه ترجم حبه للتراث العمراني والمعماري إلى تطوير مهارته وثقافته من خلال إكمال دراسته، فهو حاصل على شهادة الدبلوم الفني عام 1986وبكالوريوس في اللغة والأدب الإنجليزي 2006 وماجستير في الفنون الجميلة عام 2017 وبعد تقاعده من التعليم أكمل دراسته للحصول على شهادة الدكتوراه في العمارة الداخلية ونالها الخميس23 مارس 2023م. وبهذه الشهاد يتحول سعيد الوايل إلى رمز في الكفاح والصبر والجهد الذي يحوّل الشغف إلى عمل يومي وقلق لا يهدأ إلا بالبحث والسفر من دولة إلى دولة للعثور على معلومة وتدوينها وتوثيقها.
خياطة البشوت وملابس الرياضيين
لا يمكن الفصل بين طفولة سعيد الوايل وبين نيله لدرجة الدكتوراه، فقد لعبت الأحياء القديمة في مدينة الهفوف في الأحساء التي عاش دوراً مهماً في تكوين شخصيته الفنية منذ طفولته، حيث البيوت الطينية المليئة بالزخارف الهندسية والنباتية المستمدة من النخلة، التي أحبّ أن يوثقها بكاميرته وحين اشتد عوده راح يرسمها في لوحات فنية.
في سن السابعة من عمره اشتغل في خياطة البشوت والتي تدخل الزخرفة في صناعتها وتكوينها، وفي المرحلة المتوسطة حيث كان الرسم هاجسه الأول بدأ يرسم الشعارات على الملابس الرياضية للاعبين في أندية الحواري، ورسم الشخصيات الكرتونية ووجوه بعض أقاربه وأصدقائه، وصاحبت هواية الرسم في تلك الفترة هواية التصوير الفوتوغرافي، ولأنه مولع بالرسم والتصوير والفن بجميع فروعه فقد أصدر في العام 1984 مجلة مصورة للأطفال بعنوان “مجلة عدنان” وفي العام 1992 أسس نادي التصوير الضوئي في الأحساء مع المصور علي المبارك “المصور العالمي الآن”، وأشرف على العديد من الدورات والمعارض التشكيلية ورسوم الأطفال ثم افتتح صالة “أصيل جاليري” لرسم وبيع اللوحات الفنية بين عامي 1995 و1999 بهدف نشر ثقافة اقتناء اللوحات الفنية العالمية والمحلية.
الزخارف وتجاعيد كبار السن
وبجانب التصوير والرسم استهوته الرسومات الفنية في أبواب البيوت الخشبية وزخارفها ونقوشها وكذلك الزخارف الجصية على الجدران، وكان يسابق الزمن في تصويرها لشعوره أنها ستتم إزالتها مع طفرة العقارات وانتقال الناس إلى الأحياء السكنية الحديثة، ولم يكتفِ بتصويرها بل راح يوثقها بالكتابة عنها من خلال لقاءاته مع كبار السن، والذي وجد في سحناتهم وتجاعيد وجوههم خطوطاً وتعرجاتٍ وألواناً تشكل لوحات فنية، تتشابه كثيراً مع بساطتهم وأرواحهم ونظرتهم الفنية في النقش والزخرفة.
كرّس سعيد الوايل حياته في محاولة فهم أبعاد اللون وماهيته ودلالاته بغية فهم أسرار اللون وخباياه، فقد تعلم في البيت والمدرسة أن للون مظهراً ووظيفة محددة، الأمر الذي جعله يدرك لاحقا أن اللون أيضا له حركة وروح وعنفوان وخمول وأشياء كثيرة لازال الفنان يحاول الوصول إليها.
في شبابه حمل الكاميرا وراح يجوب دول الخليج العربي ثم العراق وإيران والهند، يصوّر الأبواب الخشبية بتفاصيلها والزخارف الخشبية والجصية، ولم يشبع نهمه التصوير، أحبّ أن يمتلك أسرار تلك النقوش والزخارف ويتعرف على طريقة رسمها ونقشها والروح التي تقف وراء تلك النقوش الفنية، فبدأ يجري حوارات مع البنائين والحرفيين الذين يقومون بتصميم وتنفيذ تلك الرسومات على الجدران والأبواب ويوثقها.
السوابيط المظلمة وقصص الجدات
وبعد أن انتقل سعيد الوايل مع أسرته هو أيضاً إلى السكن في الأحياء الحديثة استمرت علاقته مع المباني الطينية والزخارف الجصية من خلال تردده على تلك الأحياء والممرات الضيقة التي تسمى “السوابيط”.
يقول سعيد الوايل: (مازلت أمرّ عبر تلك “السوابيط” المظلمة تظللها غرف الجيران المعلقة بين البيوت في حي الفوارس وسط مدينة الهفوف، ورسوماتي مأخوذة من تلك الأشباح أو الوجوه المضحكة والمخيفة أحياناً التي كنا نرسمها على الجدران، فعندما كنت أرمي بكتل الحجارة الجيرية الهشة للصبيان من خلفي، كانوا يهرعون إلى تلك الجدران المسكونة بأنفسهم البريئة، في غفلة تامة عما يجري خلفها)
ويتابع: (كانت القصص المثيرة التي ترويها الجدة والتحذيرات التي تخيفنا من وجود أناس يفترسون الأطفال، كفيلة بأن تجعل المرور من تلك السوابيط وحدي في الليل مغامرة تعني أن كل الأشباح سوف تنام معي في تلك الليلة)
توثيق العشق
وقد شكل الإرث التاريخي والفني للأحساء ومنطقة الخليج بشكل عام هاجساً كبيراً ومصدراً أساسيا من مصادر تكوين ذائقته الفنية والبصرية، وفي ذلك الإرث كانت النواحي الاجتماعية والدينية تمتزج وتنعكس مظاهر الطبيعة والكون وطقوس الحياة بمراحلها المختلفة والممارسات الإنسانية.
وثّق عشقه وحبه للتراث العمراني في عدة مؤلفات، هي:
كتاب (الأبواب والنقوش الخشبية في عمارة الشارقة التقليدية) صادر عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة -2003م.
كتاب (الأبواب والنقوش الخشبية في عمارة المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية ) صادر عن دارة الملك عبدالعزيز بالرياض – 2011م.
كتاب (الأبواب والنقوش الخشبية الإسلامية في المباني التاريخية في الخليج العربي)، دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، 2014م.
كتاب (النقوش الجصية الأحسائية) - الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمملكة العربية السعودية – 2015م.
كتاب (أبواب دبي التاريخية) – دار ماوكلي ببلوشور – الشارقة – 2020م.
جديد الموقع
- 2024-05-04 بيت الشعر في الفجيرة ينعى الأمير بدر بن عبد المحسن
- 2024-05-04 الأمير سلطان بن سلمان : الأمير بدر بن عبدالمحسن ترك ارثاً لا يمكن أن يحمى مهما طال الزمن
- 2024-05-04 افراح الدويل و الغزال في احلى مساء بالاحساء
- 2024-05-04 عميدة اسرة العليو بالاحساء في ذمة الله تعالى
- 2024-05-04 فريق طبي في مدينة الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) الطبية يجري عملية تثبيت وتعديل الفقرات القطنية لمريض بعمر (56) عام
- 2024-05-03 مستشفى اليرموك التعليمي يجري عملية قسطارية طارئة لمريض يعاني من احتشاء العضلة القلبية
- 2024-05-03 مستشفى الأمام علي (عليه السلام) العام في بغداد يجري عملية تداخل قسطاري طارئ لمريض يبلغ من العمر 48 عام
- 2024-05-03 "بيئة الأحساء تنفذ يوم بيئي مع جماهير نادي الفتح الرياضي"
- 2024-05-03 النجف رصاصة طائشة تصيب زائر أثناء تأدية صلاة المغرب في الصحن الحيدري
- 2024-05-03 بعد عقم دام 7 سنوات أسرة ترزق بتوأم في مستشفى كمال السامرائي