ذكرى ميلاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام )

اقيم حفل ذكرى ميلاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام )بحضور جمع من المؤمنين مع الالتزام بجميع البروتوكولات الوقائية في مسجد الشيخ الأوحد "قدس سره" مساء ليلة السبت الموافق ١٣ رجب ١٤٤٢ ه‍

حيث قدم الحفل الأخ : مجاهد طاهر الحمادة

وبدأ الحفل بتلاوة عطرة شنف مسامعنا بها القارئ السيد عدنان الهاشم

تلاها قراءة المولد الشريف والأهازيع الولائية مع الرادود أحمد الجمعة

حيث ختام فقرات الحفل كلمة و سماحة الشيخ حسين العباد

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أعداء الدين.
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي  وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي  وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي  يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾.[ طه: 25 - 28] .
باقة ورد ولائية عطرة، محفوفة بأجمل التهاني وأطيب الأماني، نرفعها إلى مقام ولي الله الأعظم روحي وأرواح العالمين لمقدمه الفداء، الإمام الحجة بن الحسن (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وإلى مراجعنا وعلمائنا وإليكم أيها الإخوة الحضور، بمناسبة مولد يعسوب الدين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وفاروق الأمة، ومنارة الهدى، وإمام الأولياء، الإمام علي بن أبي طالب(ع)
ولِد الإمام عليّ (ع) بمكّة المشرّفة، داخل البيت الحرام، وفي جوف الكعبة، في يوم الجمعة، الثالث عشر من شهر رجب، سنة ثلاثين من عام الفيل، قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة. ولم يولد في بيت الله الحرام قبله أحدٌ سواه، وهي فضيلة خصّه الله تعالى بها إجلالاً له وإعلاءً لمرتبته، وإظهاراً لتكريمه.
فقد روي عن يزيد بن قعنب أنّه قال: «كنت جالساً مع العباس بن عبد المطلب وفريق من بني عبد العزّى بإزاء بيت الله الحرام، إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أمّ أمير المؤمنين (ع)، وكانت حاملة به لتسعة أشهر، وقد أخذها الطلق، فقالت: ربّ إنّي مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإنّي مصدّقة بكلام جديّ إبراهيم الخليل (ع) وإنّه بنى البيت العتيق، فبحقّ النبي الّذي بنى هذا البيت، وبحقّ المولود الّذي في بطني، لما يسّرت عليَّ ولادتي.
قال يزيد بن قعنب: فرأينا البيت وقد انفتح من ظهره، ودخلت فاطمة فيه، وغابت عن أبصارنا، والتزق الحائط، فرُمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح، فعلمنا أنّ ذلك أمر من أمر الله عزّ وجلّ. ثمّ خرجت بعد الرابع وعلى يدها أمير المؤمنين (ع(». [معاني الأخبار، الشيخ الصدوق: 66].
وأسرع البشير إلى أبي طالب وأهل بيته، فأقبلوا مسرعين والبِشر يعلو وجوههم، وتقدّم من بينهم محمّد المصطفى (ص) فضمّه إلى صدره، وحمله إلى بيت أبي طالب - حيث كان الرسول في تلك الفترة يعيش مع خديجة في دار عمه منذ زواجه - وانقدح في ذهن أبي طالب أن يسمّي وليده «عليّاً» وهكذا سمّاه، وأقام أبو طالب وليمةً على شرف الوليد المبارك، ونحر الكثير من الأنعام.
أوسمة السماء:
وحظي الإمام علي من أوسمة السماء بما لم يحظ به غيره من المسلمين سابقين ولاحقين، ومنذ الوسام الأول حيث شاء الله له أن يولد في بيته الحرام، وحتى الوسام الأخير، حينما شاء الله له أن يفارق الدنيا بالشهادة في بيته الحرام أيضاً، وفي شهر رمضان، وفي ليلة القدر، والأوسمة السماوية على لسان الرسول (ص) تترى عليه باستمرار وتتابع .
ولم يكن الإمام علي (ع) مجهولاً لكي يُعرّف، ولكن نريد أن نتلمّس شيئاً من حياته المباركة.
فقد روى الخوارزمي بإسناده عن عائشة، قالت: «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ذكر علي بن أبي طالب عبادة». [المناقب، الخوارزمي: 261].
وعن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمد (ع)، عن أبيه محمد بن علي (ع)، عن آبائه الصادقين (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إن الله تبارك وتعالى جعل لأخي علي بن أبي طالب فضائل لا يحصي عددها غيره، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقراً بها، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولو وافى القيامة بذنوب الثقلين. ومن كتب فضيلة من فضائل علي بن أبي طالب (عليه السلام) لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم. ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع، ومن نظر إلى كتابة في فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر.
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): النظر إلى علي بن أبي طالب عبادة، وذكره عبادة، ولا يقبل إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه». [المناقب، الخوارزمي: 32].
وعن عبد الله بن مسعود قال: «كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالساً في جماعة من أصحابه، إذ أقبل عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في حكمته، وإلى إبراهيم في حلمه، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب». [بحار الأنوار، المجلسي39: 35] .

والحمد لله رب العالمين.