2022/02/06 | 0 | 1254
بين عبدالله الرضيع وريان المغربي
كم هو جميل أن يستثمر الكتاب الموالين حاثة الطفل ريان المغربي في توجيه الانظار لمصيبة مصرع الطفل عبدالله الرضيع قبل أربعة عشر قرناً ، فكلاهما مظهر من مظاهر المأساة والألم النفسي حيث تقل الحيلة ويضعف الفؤاد .
لا ينبغي على النفس الانساني اللوم أكثر مما ينبغي حين تعالت صيحات الحسرة على مصير الطفل ريان فقدره أم يكون مثل لله في الارض ليكون ضحية حقه في الحياة أن ينعم ببيئة تتوفر بها حاجة من هم في عمره للعب واللهو حتى يشتد عوده ، مات هذا البرعم الصغير تحت عيون العالم وهم يراقبونه لحظة بلحظة وكلهم أمل أن يرجع لحظن أمه ويتمتع بدفيء حنانها ليكمل مسيرة تربيته ويتخرج بالحياة حيث يكون قرة عين والديه .
انتهت قضية ريان بنهاية حبست العواطف الجياشة بحيرة وصدمة وألم لم نفق منه جميعاً حتى اللحظة فكلنا انتابنا شعور أن هذا الطفل قطعة منا ، قدمناه في دعاءنا وشركناه في صدقاتنا بسلامة النجاة وحملنا همه كجزء من همومنا والكل ينتظر ابتهاجة خروجه سالماً معافى ، وما أن فرحنا وابتهجنا بنهاية مأساة احتجازه حتى نزل خبر موته كالصاعقة والمرارة العالقة والصدمة المحيرة .
ترى مالدافع وكلنا لا يعرف قرية إغران في بلدة تمروت بإقليم مدينة شفشاون شمال المغرب ولا يعلم من يكون والدي ريان ولا صلة قربى تجمعنا أو ذكريات صحبة ، لماذا اتجهت القلوب نحو هذه الحادثة المأساوية بنظرة المشارك والمتبني وحامل الهم .
باختصار ،،، الإعلام وتأثيره !!!!
نجح المسوق الاعلامي في تبني قضية ريان وتصديرها بالمجتمع كقضية اجتماعية أولى تصدرت الاهتمام العالمي متخطية القومية والديانة والعرق والطائفية وكل معايير التصنيف البشري .
نعم الاعلام قادر على توحيد الامم نحو الفضيلة ونحو المبدأ ونحو الفطرة السليمة كما هو في حال قضية ريان ، حيث سلطت الكاميرا ببث متواصل لآلات الحفر ومساعي الانقاذ لتتسع مساحة المشاهدة ساعة بساعة ويوم عن يوم وتحتل الصدارة العالمية .
من هنا يجب على أتباع آل البيت عليهم السلام تسويق قضاياهم بحرفية مبنية على العلم والمعرفة لا العاطفة ، فقضية عبدالله الرضيع لو أتيح لها اعلام واقعي بعيد عن التزييف وتم تهيئة مسارح ومنصات تشبيه وتقريب افتراضي لكان اثرها أبعد مما هي عليه الآن ولكنه التعصب الذي أوداها الحتف فصرنا العوبة الشبهة وبكل عام يتفنن شطر في ابتداع العروض والبعد عن أي مضمون .
قال المفكر المسيحي انطوان بارا : لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية بإسم الحسين.
الاعلام يا سادة هو ضالتنا ولا أقصد قنوات أو مواقع وصفحات وانما قبل ذلك أن نتخلص من لوثات قبعت في مخيلاتنا حتى أمسينا لا نرى الا الاستعراض وحده وسيلة للتعبير ، قضية عبدالله الرضيع (ع) أعمق في مدلولاتها وعظمها من ريان المغربي ويكفي أن نتخيل أن شهادة بطل الطف أبو الفضل العباس (ع) ماهي الا دلالة لما يحضاه هذا الرضيع من تأثير بالغ وصل حد الاستشهاد دون عذابه بالعطش ونحن قادرون على أن نسوق مظلومية عبدالله الرضيع وكيف وبأي حال قتلت هذه النفس الزكية لا بجريرة الا أنه فلذه من كبد مولانا الحسين عليه السلام .
جديد الموقع
- 2024-05-03 افراح الحدب والقطان في صالة الغانم بالاحساء
- 2024-05-03 نوستولوجيا الحنين للذكريات -قراءة لكتب الأستاذ عبدالله عبدالمحسن الجسم
- 2024-05-03 مشروع الشريك الأدبي وإدارة العمل الثقافي
- 2024-05-02 تزامناً مع اليوم العالمي للصحافة و باستضافة نادي كيو بارك .المعلق الرياضي جعفر الصليح .16 عام أمام المايك في 6 قنوات و المعلق العربي و الأجنبي اضافة لمتعة الكرة السعودية
- 2024-05-02 أفراح العايش والفرحان تهانينا
- 2024-05-01 النقد الأدبي بين الفاعلية والمجاملات الرقمية والإعلامية.
- 2024-04-30 سمو محافظ الأحساء يرأس المجلس المحلي للمحافظة
- 2024-04-30 سمو محافظ الأحساء يرأس اجتماع اللجنة العليا لإنشاء المستشفى الجامعي التعليمي
- 2024-04-29 وعي القلم والأمل نص مستخلص من مجموعة (كلام العرافة) للدكتور حسن الشيخ
- 2024-04-29 ريم أول حكم سعودية لرياضة رفع الأثقال حازت على الشارة الدولية