2021/05/22 | 0 | 2533
بطاقة شكر وعرفان لسماحة السيد عبد الأمير السلمان.
من الذين يجب أن أذكرهم فأشكرهم لتفاعلهم الكبير مع صدور كتابي الأخير (السيد محمد حسن الشخص: تاريخ مشرف وحياة حافلة) واهتمامهم البالغ به وبمؤلفه، سماحة السيد عبد الأمير بن السيد ناصر السلمان.
فرغم إخباري لسماحته بأنني سأهديه نسخة منه، إلا أنه لم ينتظر الإهداء، فما إن رأى الإعلان حتى اتصل بأحد الأرقام الموجودة فيه ليشتري نسختين من الكتاب، ومن عجائب الصدف أنه اتصل بي ليخبرني عن حصوله على الكتاب في الوقت الذي سلمت فيه نسخة سماحته إلى أخي العزيز، وصديقي الجميل، الكاتب الأستاذ (محمد المبارك) وذلك مساء يوم الثلاثاء (ليلة الأربعاء) 28 رمضان 1442هـ.
وقد أمضى سماحته ليلة الأربعاء كلها بصحبة كتابي، كما أنه راسلني عدة مرات خلال تلك الليلة وزودني ببعض الملحوظات التي أكد لي أنها بسيطة، ولكن من الأفضل تلافيها، ومن ذلك -مثلا- أنني في بعض صفحات الكتاب اكتفيت في ذكر بعض المشائخ الخطباء بلقب (الخطيب) من دون ذكر لقب (شيخ) وكذا ذكر أحد المجتهدين من دون وضع لقب (آية الله) مؤكدا سماحته أهمية الانتباه لمثل هذه الأمور رغم بساطتها، إضافة إلى تنبيه سماحته لبعض الأخطاء المطبعية في ذكر بعض الأسماء.
ومن تواضعه الرفيع، وأدبه العالي، أنه نبهني إلى ملحوظة متعلقة بخطأ في نسبة بعض المؤلفات لبعض الشخصيات العلمية، فوعدته بالمراجعة، إلا أنه ما إن اكتشف اشتباه سماحته في ذلك، حتى بادر بالإرسال إليّ ليخبرني عن اشتباهه وصحة تلك النسبة.
ومن مواقفه الرائعة جدا في تلك الليلة أنني ذكرت في الكتاب شخصية من الشخصيات، وأشرت إلى أنني لم أعثر لها على ترجمة، فاهتم سماحته بالموضوع اهتماما كبيرا، وأخبرني أنه سيتواصل مع المهتمين للبحث عن ترجمة لها، كما بحث بنفسه في المصادر إلى أن عثر على ترجمة فصورها وأرسلها إليّ في الليلة نفسها.
وإضافة إلى رسائله المتكررة تلك الليلة، أيضا اتصل بي ربما أربع أو خمس مرات، لنتحدث تارة عن الكتاب، وتارة عن الشخصيات، وأخرى عن الترجمة وأهميتها، وقد سمعت منه الكلام الجميل، والثناء العاطر، والإشادة الجميلة بالكتاب في منهجه ومادته ومعلوماته.
كما اقترح عليّ مواصلة الكتابة في هذا المجال، خصوصا عن الشخصيات الأحسائية، التي لم تأخذ حقها في كتب السير والتراجم، موضحا أهمية كتب السير والترجمة، ومدى الحاجة إليها بالنسبة لمن يعرف قيمتها وأهميتها.
ومن مقترحاته الجميلة مقترحه بأن أكتب عن شخصيات بلدتي (الجفر) الدينية والاجتماعية والفكرية والثقافية...وغيرها، باعتبار أن كل شخصية خدمت يجب أن تقدر، وأن نؤرخها وإنجازاتها للتاريخ، مضمنا مقترحه الجميل هذا بنصيحته القيمة بأن أكون في ذلك منفتحا على الجميع، وألا أحصر نفسي في الكتابة عن طائفة دون أخرى، لأنني أكتب للتاريخ، والتاريخ يقتضي الأمانة والإنصاف، وإعطاء كل ذي حق حقه بغض النظر أي اعتبارات أخرى.
وفي الوقت الذي كان يقدم فيه مثل هذه الاقتراحات الجميلة، كان يؤكد استعداده الكامل في الوقوف معي ومؤازرتي في أي مشروع كتابي قادم، وفي أي مجال من المجالات كان، سواء بتزويدي بما يمكن أن يكون لديه من المعلومات، أو البحث عنها عن طريق تواصله مع الشخصيات، أو إعارتي ما يخدم البحث من مصادر ومؤلفات.
وكان آخر اتصال بي من سماحته تلك الليلة قرابة الساعة الثالثة والربع فجرا، ليجدد شكره ومباركته لي على إصدار هذا الكتاب، ويخبرني أنه كما أمضى الليل برفقته، أيضا سيعود إليه بعد الظهر لمواصلة قراءته.
ومن كرم أخلاقه أنه رغم اهتمامه الكبير بالكتاب، وتفاعله معه، وتفضله بما تفضل به من تواصل معي بشأنه، مما يجب أن أشكره عليه الشكر الجزيل، وأقدره له كل التقدير، إلا أنه عكس الصورة تماما، حتى أخجلني بمبالغته في تقديم الاعتذارات إليّ، لقناعته أنه أشغلني وأخذ وقتي، بكثرة رسائله واتصالاته.
وفي فجر الليلة نفسها أرسل إليّ سماحته الرسالة التالية: (السلام عليكم.
شكر الله سعيك على جهودك، وحفظك للتراث، وشكرا لك على سعة صدرك، وخلقك الرفيع.
نسأل الله لك دوام التوفيق، وإلى مزيد من النتاج الطيّب.
أخوك الصغير/ عبد الأمير سيد ناصر السلمان.
٢٩ شهر رمضان ١٤٤٢ هجري)
فكان جوابي من المسجد: (عليكم السلام ورحمة الله وبركاته سيدي الجليل.
لقد تفضلتم علي كثيرا بما منحتموني من وقتكم الثمين للاطلاع على كتابي المتواضع، وكذا بما أثريتموني به من معلومات قيمة، أو نبهتموني إليه من ملحوظات مهمة، فجزاكم الله خير جزاء المحسنين.
أخوكم الأصغر/ علي محمد عساكر
من مسجد الإمام الصادق عليه السلام بالجفر
الأربعاء 29 رمضان 1442هـ)
وختام الرسائل رد سماحته: (بالخدمة، ونحن نعتبر الجميع في بيت واحد، وهدف واحد.
دمت بخير)
وما اكتفى سماحته بذلك كله، بل شفعه بتكريمي ونتاجي بصورة عامة بإهدائي ديوانه الجميل (من وحي الوفاء) وكتاب (المستدرك على كتاب المعارف) لمؤلفه الشيخ محمد حسين حرز الدين، وسلهما للأستاذ محمد المبارك حين كان يسلم سماحته نسختي المهداة من كتابي عن السيد محمد حسن الشخص، وكتب في إهدائه للديوان: (إهداء إلى الأستاذ والخطيب، الشيخ علي عساكر.
أخوك/ عبد الأمير السيد ناصر السلمان.
29 رمضان 1442هـ)
والحقيقة إن مواقف سماحته معي، ومع قلمي وقرطاسي لم تنحصر فيما ذكرته، بل هو دائما يغمرني بما يتفضل به علي من كرم خلقه، وعظيم لطفه، ومواقفه في ذلك كثيرة، فلسماحة من محبه بقدر حبه وأكثر: خالص الدعوات الصالحات، وكل العرفان والامتنان.
جديد الموقع
- 2024-07-27 في قصيدة (الوقت) للشاعر السعودي عبد المجيد الموسوي : الخفاء والتجلي والعدوى العاطفية.
- 2024-07-27 رضا الوقفية تكرم عالم الذكاء الاصطناعي الدكتور العبدالمحسن
- 2024-07-27 حقيقة موت القراءة
- 2024-07-27 مشكلة اليتم في نظر الإسلام
- 2024-07-27 علاج فتور القراءة
- 2024-07-27 المواطنة والعلاقة بين الفرد والدولة.
- 2024-07-27 افتتاح المهرجان الدولي 3 للتمور الموريتانية 2024
- 2024-07-27 البرنامج الصيفي لريادة الأعمال في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل يختتم المعسكر التدريبي بمشاريع ريادية متخصصة
- 2024-07-27 تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. وزارة الشؤون الإسلامية تُنظم في مكة المكرمة المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دول العالم الإسلامي
- 2024-07-27 مواضع الإبداع في الدماغ