2022/07/04 | 0 | 1055
الذمم الملطخة بقذف المؤمنين
للانحراف مسالك أخطرها وأشدها ما كانت خلفيته دينية ، حيث البواعث بمسلك التقرب للعقيدة ولكن الآثار والانعكاسات ما هي الا فساد حقيقي في القيم والتربية .
من هذه النماذج محل الابتلاء مؤخراً ما شاع في الأوساط الشبابية من مواقف متشددة من علماء ومفكرين واتباع علماء وكل صاحب قناعة فكرية ، حيث بدى التمايز الحقيقي على قاعدة إن لم تكن معي فأنت ضدي ، هذه المقولة الفاسدة والتي فرخت جيلاً من أهل الشذوذ العقلي والتفكيري و ورطت المجتمعات المسالمة والآمنة بآفة المصادرة العقلية والاستنساخ الجاهلي والعصبي لمحور التفكير والاستنارة .
مشكلة المنغرسين في هذا الوباء أنهم ورطوا ذممهم بخط الكراهية المقيت وانعكست أحلامهم ومخيلاتهم نحو هاوية سحيقة قد لا يستعيدوا من انزلاقاتها مكانتهم وسمعتهم حيث باعوا حظهم بالثمن البخس في سوق النخاسة الأخلاقي فاستغلهم أيما استغلال من توهم العلو والمرجعية الفكرية بحفظ وترديد المعلومات وكأنه وريث الأنبياء والائمة .
الاصطفاف وإن لم يجر منفعة لصاحبة في بعض الأحيان إلا أنه تعزيز لسلوكيات منبوذة في غالبها وتجر ويلات اجتماعية تنعكس على جيل البراءة من الشباب و تورطهم بمواقف ذات فاتورة أكثر من حصادهم وتاريخهم وهذا ما لمسناه في أكثر من فتنة فكرية في محيطنا الحالي .
إن زج البسطاء في تصفية حسابات وتنمية روح الكراهية على قواعد هشة بهدف العزل والاقصاء يعتبر مرض اجتماعي خطير طالما حذرنا منه لا بهدف الوقاية فحسب وانما كونه افساد حقيقي لمستقبل ضحايا الشراك إذ أن عودتهم للأصالة والفطرة تكون أصعب من انزلاقهم مما يعني تكون مدرسة مستقلة عن طبيعة النفس اللوامة المجبول عليها الانسان بفطرته ، بالمقابل تتجلى وتتضح كثير من المبهمات بعامل الوقت لتكشف التطور الطبيعي للمعرفة وفق قواعد التراكم العلمي فتكون الفكرة اكثر استيعاباً من ذي قبل لتظافر وتعدد البينات العلمية .
من هنا علينا ادراك أن خط الرجوع الذاتي صعب للغاية ما لم تتوفر بيئة الادراك بمستوى الاستغلال والفخ الذي وقع على هذه الفئات وهذه مسؤولية أهل الوعي والادراك في كشف وهدم رؤى أهل التشدد والتشنج الفكري والحد من خيلائهم المقيت نحو الاستئثار بأحلام العوام ورؤاهم .
قد يكون الخلاف نتاج رأي وينعكس على الواقع بشدة أكثر من الرأي ذاته وأهميته ولكن لأننا بيئة استهلاك فقط وليست بيئة تحليل نقع دائماً في الفخ ويكون لزاماً علينا تحمل تبعاته ولكن ، ما عسانا أن ننظر لمن تورط في هذا المنزلق وتشرب حدته وتبنى مواقفه .
هنا يكمن موقف الحكمة ولب المقال .
من تجربة عايشتها وسأورثها لمن يعز علي ، لا تثق بالملطخة ذمتهم بقذف المؤمنين أبداً فهم من اختار الظلم كمنهج للتعبير عن قناعتهم وهم من يتحمل وزر هذا الاختيار وعليهم تحمل تبعاته ودفع فاتورة عصبيتهم في دنيا وتحمل وزرها في الآخرة فقد يكون من وقع ضحيتهم بالدار الأبدية ولا مجال لبراءة ذمتهم كما قد يكون من ضحاياهم من لا يزال يتقلب بحرارة نارهم الى وقتنا هذا فهم في عداد الظالمين الذين لا حظ لهم بالثقة والركون لكي لا تمسنا نارهم بل البراءة منهم ومن شناعتهم هو باب النجاة .
جديد الموقع
- 2024-04-27 صدور الكتاب الرابع عشر لـ عدنان أحمد الحاجي
- 2024-04-26 الوائلي.. في أوج العلم والثقافة والأخلاق
- 2024-04-26 القراءة خارج الدائرة
- 2024-04-26 الشيخ الصفار يدعو لمواجهة تحديات الحياة بالثقة والأمل والنشاط
- 2024-04-26 مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري يكرم بر حي الملك فهد
- 2024-04-26 فرع مركز الملك عبدالعزيز بالشرقية للتواصل الحضاري يكرم مركز بر الفيصلية .
- 2024-04-25 اترك أثراً إيجابياً.
- 2024-04-25 مؤسسة رضا الوقفية تكرم الفائزين في مسابقتها التصوير الفوتوغرافي - النسخة الثانية
- 2024-04-25 «خيوط المعازيب».. والذاكرة المنسية
- 2024-04-25 ناشط قرائي