2019/08/21 | 0 | 2503
الدين و الحداثة قراءة في الحداثة كحاجة دينية للكاتب الدكتور توفيق السيف الجزء الاول
الدين و الحداثة قراءة فيالحداثة كحاجة دينية للكاتب الدكتور توفيق السيف
الدار العربية للعلوم – ناشرون مركز آفاق للدراسات والأبحاث
الطبعة الأولى
٢٠٠٦-١٤٢٧
الكتاب من القطع المتوسط ويحتوي على ١٢٨ صفحة
حيث بدايته مقدمة ويليها أربعة فصول
1. الدين و الذات
2. الإسلام والنهضة: السؤال الخطأ
3. البداية: نقد الذات
4. سؤال الحداثة
المقدمة
يشير الكاتب في مقدمة الكتاب بأن ما كتبه ليس إلا مرافعة في شكل حوار بين عقلين، ومنه يثير سؤال يحسبه أكثر الأسئلة إثارة للحرج وهو: كيف ينهض المسلمون من سباتهم المزمن، وكيف يعودون إلى قطار الحضارات بعد ما نزلوا أو أنزلوا منه؟ وبالفعل هذا السؤال قد يثير حفيظة من يعتقدون امتلاك الحقيقة المطلقة.
كما أنه يؤكد بأن غرضه ليس تقديم أجوبة نهائية، فاهدؤوا....
حيث يعتبر كل سؤال هو نتاج شك في الواقع وهذا الشك هو بداية اليقظة وهو دلالة وعي العقل، فيقول نحن لا ننتج العلم ولا نطور ما نتعلمه من علوم الآخرين والأمر ظاهراً أيضاً في الثقافة الاجتماعية فهي لا زالت محكومة بتقاليد أكل الدهر عليها وشرب، ولازال دينها مختلطاً بالخرافة والأسطورة.
لذا يرى الكاتب بأن مرافعته لا تزعم أنها تقدم جديداً لم يطرقه طارق من قبل ولكن هي أقرب إلى سلسلة من الأسئلة تدور حول محور واحد هو تجديد الثقافة الدينية والانضمام إلى مسيرة الحداثة، وربما ما دعا الكاتب إلى هذه المرافعة ما وجده بأن غلبة الايدولوجيا على البحث قد أعاقت التوصل إلى صيغة مناسبة للعلاقة، كما أنه يوضح شيئاً مهماً جداً من وجهة نظري على الأقل بأنه يفرق بين الدين و التراث ويؤكد بأنه لا يدعو لإلغاء التراث وحتى لا يكون عندك لبس أيها القارئ جرى التوضيح.
فيؤكد بأنه لا يتحدث عن الدين في صيغته الأصلية ولا الدين الذي نتخيله بل عن صيغته الموجودة بين أيدينا، ويزعم بأن يمكنه إثبات أن نمط التدين السائد في العالم الإسلامي اليوم معيق للنهضة وفي اعتقاده إن التفكير في الذات هو الخطوة الأولى نحو تحكيم العقل، لذلك مرافعته تجادل التراث الذي أخذناه عن أسلافنا نعم التراث الذي يرتدي عباءة الدين ويقدم نفسه كمصدر لكل الإجابات على الأسئلة التي يطرحها عالم اليوم.
الفصل الأول: الدين والذات
يؤكد الكاتب بأنه يجب أن لا نخشى من البوح بما في أنفسنا من أسئلة مهما بدت موجعة ويجب أن لا نتردد في طرح السؤال الحرج، هل الإسلام مسؤول عن تخلفنا أم لا ... وإذا لم يكن مسؤولاً فمن هو المسؤول إذن؟
الإسلام لم يخرج يوماً من نفوس المسلمين لكنه مع ذلك فقد وظيفته الاجتماعية، ويعبر عن نفسه بصورة محددة في العبادة والأخلاقيات الشخصية وهذا هو الحد الأدنى الذي ينبغي للإسلام أن يمارس وجوده فيه لكن هذا الحد لا ينفع كثيراً في تطوير المدنية، لذلك المسلمون الأوائل لأنهم تحرروا نفسياً وثقافياً من الخرافة والأسطورة وتحرروا من الشعور بالصغار الذي حصر معرفتهم وطموحهم وتطلعاتهم في صحراء محدودة، وكان الإسلام قوة تحرير للذات وقوة إصلاح للنظام الاجتماعي وقوة تطوير للعلم والابتكار، الإسلام الذي فقدناه هو الإسلام الحضاري الإسلام الذي يحيي روح الانسان ويثير عقله ويعيد تشكيل القيم الناظمة لحياة الجماعة، وإذا كان ثمة أهمية لتجديد الإسلام فيجب أن يتجه هذا التجديد إلى هذا الهدف بالذات أعني استعادة دور الإسلام كقوة تحفيز للمسلمين نحو المدنية في شتى جوانبها.
ما لحق بالإسلام من مفاهيم وتقاليد خلال التاريخ
الثقافة ليست ما يقرأه الناس في الكتب، الثقافة في معناها العميق هي ما يملأ داخل النفس من تصورات حول الذات والغير من البشر والأشياء، أي رؤية الانسان إلى العالم المحيط به وتقديره لموقعه من هذا العالم، الثقافة هي أيدولوجيا كاملة وهي مثل كل الأيدولوجيات محملة بوسائل الدفاع عن ذاتها، لذا علينا أن نقبل بحقيقة أن الدين في معناه المجرد غير موجود في واقع الحياة ويوضح الكاتب للأهمية (نحن لا نتحدث في حقيقة الأمر عن الدين كما نزل في الأصل من عند رب السماء)، كما أن الدين الذي تطبقه أي جماعة هو دين ملون بلونها الثقافي الخاص.
كيف تتحول الرغبات إلى مسلمات مقيدة للعقل؟
إن معظم الناس لا يفكرون بالمعنى الدقيق للتفكير أي التأمل في كل أمر وتقليبه على وجوهه المختلفة وتفكيك أجزائه قبل تكوين رأي إجمالي فيه و ما نظنه تفكيراً هو بالنسبة لمعظم الناس مجرد انطباعات أولية يحتملونها دون جهد ذهني يذكر، وما نسميه ثقافة سائدة ما يخطر في أذهاننا وما نسمعه من الناس أو نقرأه في الجرائد يحتاج إلى تقليب، فأكثر ما يخدع العين هي الأشياء التي تحسبها ثوابت أو مسلمات وهي ليست كذلك إلا لأن العقل أرادها في هذه الصورة والأشياء التي نتصورها معقولات هي في غالب الأحوال أوهام أو لنقل على سبيل التحفظ إنها تصورات عن الحقيقة لكنها ليست حقيقة بذاتها فجميع الناس ينظرون في وهج الظهيرة فيرون الضوء منعكساً على وجه الأرض فيخالونه ماء حتى إذا اقتربوا وجدوه مجرد سراب في بقيع تصفر فيه الريح، إنه وهم الماء رغم أن العيون اعتبرته ماء في النظرة الأولى.
لهذا تجد الناس يسارعون في تقرير الآراء والرد على الأسئلة وتبني المواقف دون أن ينتظروا دقيقة أو بعض دقيقة ريثما ينتهي العقل من مهمته في تفكيك المسألة وتحليل عناصرها ومقارنتها بغيرها قبل إعلان حكمه فيها.
عقل الفرد وعقل الجماعة
المجتمع بصورة عامة يمارس القهر ضد الضعفاء فيه كالنساء و الأطفال والأجانب ولا يعتبره من مصاديق الظلم بل على العكس من هذا فالناس يعتبرون الرجل المنصف في بيته العادل بين أهله ضعيفاً ناقص الرجولة (خاضعاً للحريم)، هذه القدرة على تبديل القيم والحقائق وتحويرها تستند إلى ما يحصل عليه الفرد من مساعدة ثقافية توفرها مسلمات اجتماعية صنفت تحت عناوين من نوع العادات و التقاليد والأعراف.
الدين نسلم بأنه نازل من عند الله وليس صنيعة المجتمع وفي الوقت نفسه فنحن لا ننكر التأثير الذي يتركه المجتمع على الدين من خلال الأعراف و التقاليد و الأوهام المختلفة التي تضاف إلى الدين، فنحن نفصل بين دين الله و دين عباد الله، دين الله كامل ومنسجم المكونات أما دين العباد فهو في حال تغير بين الأزمنة المختلفة والأماكن المختلفة.
لماذا لا نستعمل أدواتنا الخاصة
إن الكلام في التقاليد و المعارف أيسر من الكلام في الدين فهناك لن تجد من يرفع في وجهك سيف الممنوع والمحرم، والكلام في الدين عسير لأن بعض الناس اعتبروا التفكير فيه امتيازاً خاصاً لأشخاص محددين ذوي أوصاف خاصة، أم الفقهاء فقد اعتادوا لا سيما في الأزمان القديمة على إضفاء صفة القدسية الخاصة بالأحكام الدينية على كثير من العادات التي ما أنزل الله بها من سلطان، لعلك قرأت في كتب الفقه مثلاً إن حاسر الرأس لا تقبل شهادته ولا يؤم الصلاة، فالواضح أن هذه ليست من الدين في شيء لكنها أعراف اجتماعية رغب الفقهاء في بلد محدد في زمن محدد في إدراجها في كتبهم كأعراف محترمة لكنها تحولت من ثم إلى أحكام تنتقل عبر العصور من جيل إلى جيل دون أن يسائلها أحد والذين يمانعون من الكلام في الدين يمانعون في الغالب من الكلام في المعارف التي قامت في ظله، كما أن كثيراً من التقاليد و الأعراف الاجتماعية قد اكتسبت لوناً دينياً.
أما المشكلة اليوم إن هؤلاء وغيرهم من سائر الناس ينظرون إلى هذه الأعراف والعادات باعتبارها مصداق الحقيقة الدينية أو رداءها، وكي يكشف الانسان عيوب نفسه وعيوب ثقافته فهو بحاجة إلى تعريفها لنقد الآخرين، أما نحن أضحوكة بالفعل، ألا ترى أن العالم كله يستهزئ بنا ألا ترى أننا نباهي صباح مساء بعلو الحق وعظمته ونحن الذين نظن أنفسنا أهل الحق قابعون في الأسافل والدين الذي نؤمن به حري بأن يقيم حضارة عظمى وهو أهل لأن ينقذ أهله مما هم فيه لكن بحاجة إلى تفعيل و لا يمكن أن يكون فاعلاً إلا إذا حررناه من سجنه الذي حبسناه وراء جدرانه.
جديد الموقع
- 2024-05-04 بيت الشعر في الفجيرة ينعى الأمير بدر بن عبد المحسن
- 2024-05-04 الأمير سلطان بن سلمان : الأمير بدر بن عبدالمحسن ترك ارثاً لا يمكن أن يحمى مهما طال الزمن
- 2024-05-04 افراح الدويل و الغزال في احلى مساء بالاحساء
- 2024-05-04 عميدة اسرة العليو بالاحساء في ذمة الله تعالى
- 2024-05-04 فريق طبي في مدينة الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) الطبية يجري عملية تثبيت وتعديل الفقرات القطنية لمريض بعمر (56) عام
- 2024-05-03 مستشفى اليرموك التعليمي يجري عملية قسطارية طارئة لمريض يعاني من احتشاء العضلة القلبية
- 2024-05-03 مستشفى الأمام علي (عليه السلام) العام في بغداد يجري عملية تداخل قسطاري طارئ لمريض يبلغ من العمر 48 عام
- 2024-05-03 "بيئة الأحساء تنفذ يوم بيئي مع جماهير نادي الفتح الرياضي"
- 2024-05-03 النجف رصاصة طائشة تصيب زائر أثناء تأدية صلاة المغرب في الصحن الحيدري
- 2024-05-03 بعد عقم دام 7 سنوات أسرة ترزق بتوأم في مستشفى كمال السامرائي