2010/06/23 | 0 | 2705
الحاج حسين المحمدعلي... رمزٌ للعطاء
في مجالس العلماء
توسم علماء المنطقة فيه الحصافة والرأي السديد, فقربوه لمجالسهم, سألت السيد علي السيد ناصر السلمان (حفظه الله) عنه، فقال: "كان يَحبُّ العلماء ومجالسهم".
كما سألنا عنه السيد حسين بن العلامة السيد محمد السيد حسين العليِّ؛ فكتب لنا:
"كان الحاجُّ حسين بن أحمد المحمدعليِّ من المقربين عند المقدَّس السيد حسين العليِّ القاضي آنذاك، بل كان عنده من المستشارين فكان هو كاتب السجل الشرعيِّ. وبعد وفاة السيد حسين تولى المسئولية نفسَها لابنه المقدَّس السيد محمد بعد أن تولَّى القضاء، وذلك حين كانت تصدر الصكوك الشرعية للعقاراتِ من المحكمة الجعفرية، فبعد المناداة عليها لخمسة عشر يومًا في مدينة الهفوف، وقد تكون في مدينة المبرز (حسب موقع العقار المنادى عليه)، بعد ذلك يقوم الحاجُّ حسين بن أحمد المحمدعليِّ بتسجيل صدور صكٍّ شرعيٍّ في سجلِّ الصكوك الشرعية، إلى غير ذلك الكثير من الأمور العامة والخاصة التي كان يقوم بها رحمه الله".
وكانت علاقته بالشيخ حسين بن الشيخ محمد الخليفة - رحمه الله - خاصةً وحميمة، وهو من المقربين للسيد هاشم السيد حسين العليِّ، فكان للحاجِّ حسين المحمدعليِّ مجلسٌ معروفٌ في حيِّ الشعَبة يستقبلُ فيه أعيان المجتمع والجيران يوميًّا، وفي تلك المجالس يتم تبادل الرأي والمشورة وأخبار المجتمع. وكان يُشرِّفُ هذا المجلسَ بحضوره صباح السبت من كلِّ أسبوع العلامةُ السيدُ محمد السيد حسين العليِّ (القاضي).
ويقول عنه الحاجُّ حسين بن حسن البوكنان: "كان للحاجِّ حسين بن أحمد المحمدعليِّ (رحمه الله) باعٌ في مجال إصلاح ذات البين، وتقريب وجهاتِ النظر لأهل المنطقة. وعُدَّ من أهل الخبرة المعتبرين في مجال (تمتير) البيوت في حال توزيع المواريث وغيرها".
"اعتمد عليه الحُجَّة السيد حسين العليِّ (القاضي) في كثير من الأمور الخاصة والعامة، بل عُدَّ من أهل الرأي والمشورة. وهو من المقربين للعلاَّمة السيد محمد بن السيد حسين العليِّ، فكان يحمل بعض مراسلاته لبعض المراجع العظام، مثل السيد أبي الحسن الأصفهانيِّ، والشيخ آل ياسين في العراق".
دُكانه في (فريج السدرة)
وللحاجِّ حسين بن أحمد بن المحمدعليِّ، دُكانٌ في فريج السدرة، يبيعُ فيه بعض أدوات الخياطة مثل الزريِّ، والقطن، والبريسم، والأوبر.
وكان من عادة السيد هاشم السيد حسين العليِّ (رحمه الله) أن يزورَ الحاجَّ حسين المحمدعلي في دكانه في فريج السدرة بشكلٍ شبه يوميٍّ. وذُكر لنا أنه كان بجانب هذا الدكان دهريزٌ، وله فتحة تطلُّ على الدكان. والهدف من هذا الدهريز توفير الستر للنساء، بحيث لا تضطرهن الظروف للوقوف أمام الدكان في حال رغبتهن في شراء بعض اللوازم، أو التوقُّف لعرض أسئلتهن الفقهية والشرعية على السيد هاشم السيد حسين العليِّ، وتُعتبر فكرة هذا الدهريز لفتةً كريمة من رجل عُرفَ ببُعد النظر في تقدير الأمور.
وفي مرحلة لاحقة، تحوَّل هذا المحل إلى دكان للصياغة، فكان يصوغ بيده حينما ازدهرت الصياغة نتيجة لتحسن الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
ومن مواقفه في العطاء
عُرف عن الحاجِّ حسين بن أحمد المحمدعليِّ سعيُه الدءوبُ في دروب الخير، فقد منَّ الله عليه بالخير الكثير فأبى إلاَّ أن يُشركَ معه أهل مجتمعه فيما رَزِقَه الله؛ وتلك هي صفات أهل النبِلِ والعطاء, وهم في كل زمانٌ قلة قليلة.
وممَّا يشهد له في معرض البذل والعطاء، أنه (رحمه الله) أوقفَ ثُلثَ المزرعة المعروفة (بأم الحصحص) لبناء أول مغتسل للموتى؛ ففي الماضي كان سكان حيِّ الشَّعَبة وغيرها يجهزون موتاهم في بيوتهم، حتى أوْقف الحاجُّ حسين بن المحمدعليِّ قطعة من مزرعة يمتلكها معروفة (بأم الحصحص)، ليقام عليها أولُ مُغتسل مخصَّص لهذا الغرض في حيِّ الشَّعَبة، وهو المعروف بالمغيسل القديم (الواقع بين المغيسل الجديد ووقف مستورة شرق الشعبة). استمر هذا المغيسل يقوم بدوره الخيريِّ لعشراتِ السنين حتى العام ١٣٩٠هـ، عندما بُني المغيسل الجديد، والواقع في شرق المبرز شمال المغيسل القديم.
وبعد وفاته، قام أبناءُ الحاجِّ المرحوم حسين بن أحمد المحمدعليِّ، بوقفِ الباقي من أم الحصحص على أعمال البرِّ، علمًا بأن أم الحصحص بكاملها تستخدم حاليًّا كمستودع من قِبَل جمعية البر بالشعبة لوجه الله دون مقابل ماديٍّ.
المسجد الجنوبيُّ
كان له - رحمه الله - دورٌ مشهودٌ وذائعٌ في تخصيص قطعتيْ أرضٍ لبناء مسجديْن في مخطط (الشعبة الجديد) شمالي خزان الجبر، بعد أن سعى سعيًا حثيثًا في هذا الشأن، ولم يألُ جهدًا في مطالبة بلدية الأحساء بهذا إلى أن تم تخصيص أرض ليقام عليها مسجد لأهل السنة والجماعة، وأخرى لمسجد للشيعة - وهي الأرض التي بُني عليها المسجد الجنوبيِّ بالمبرز- وهذا المسجد معروفٌ باسم مسجد الإمام العسكريِّ، وهو تحت ولاية سماحة السيد طاهر السيد هاشم السلمان (حفظه الله).
والجدير بالذكر أنَّ الحاج حسين المحمدعلي كان من ضمن وفد الأهالي الذي قابل الملك فيصل- رحمه الله - بشأن قضية مسجد العدامة في الدمام عام ١٣٨٧هـ.
مجلس المحمدعليِّ
وبعد وفاة السيد هاشم السيد حسين العليِّ في العام ١٣٩٠هـ، انتقل الحاجُّ حسين إلى الدمام، ليكون بالقرب من أولاده. ومن ضمن أعماله هناك، تأسيس مجلس عائلة المحمدعليِّ في مدينة الدمام بحيِّ (العنود) ليكون مقرًّا للتواصل الاجتماعيِّ بين أفراد الأسرة، ولتقام فيه جميع أنشطة أسرة المحمدعليِّ الدينية، والاجتماعية، والثقافية.
نهاية المطاف
انتقل الحاجُّ حسين إلى رحمة الله تعالى بتاريخ ٢٦/٥/١٤١٥هـ، عن عمر مبارك يناهز الثانية والثمانين. وفي مدينة الدمام، صلى عليه سماحةُ السيد عليُّ السيد ناصر السلمان، ودُفنَ في مقبرة الشَّعَبة بالمبرز في الأحساء - بحسب وصيته - بعد أن صلى عليه المرحوم الشيخ حسين بن الشيخ محمد الخليفة. ودفن بجوار والديه، وبالقرب ممَّن أحبَّ ولازم من العلماء والأعلام.
كان "رحمه الله" أنيقاً في ملبسه, كان لحديثه جاذبية وثقة بالنفس. ترك سجلاًّ جميلاً في أعمال النفع العام والخاصِّ، فكُتب اسمه بحروف من نور خالدًا في قلوب كلِّ من عرفوه. فرحمة الله عليكَ (أبا عليٍّ) وأسكنكَ فسيح جنانه.
جديد الموقع
- 2024-05-01 النقد الأدبي بين الفاعلية والمجاملات الرقمية والإعلامية.
- 2024-04-30 سمو محافظ الأحساء يرأس المجلس المحلي للمحافظة
- 2024-04-30 سمو محافظ الأحساء يرأس اجتماع اللجنة العليا لإنشاء المستشفى الجامعي التعليمي
- 2024-04-29 وعي القلم والأمل نص مستخلص من مجموعة (كلام العرافة) للدكتور حسن الشيخ
- 2024-04-29 ريم أول حكم سعودية لرياضة رفع الأثقال حازت على الشارة الدولية
- 2024-04-29 بيئة الأحساء تدشّن أسبوع البيئة 2024 تحت شعار "تعرف بيئتك"
- 2024-04-29 منتدى البريكس الدولي يكرم الفنان السعودي الضامن في غروزني الشيشان ..
- 2024-04-29 حققوا المركز الأول على مستوى المملكة كأعلى تسجيل للطلاب طلاب "تعليم الرياض" يفوزون بـ13 ميدالية في أولمبياد "أذكى"
- 2024-04-29 جمعية العمران الخيرية بالاحساء للخدمات الاجتماعية تحظى بتكريم مرموق من مركز الملك عبد العزيز للتواصل الحضاري .
- 2024-04-29 مبادرة خطوة قبل الشكوى تبدأ فعالياتها بتأهيل اناث الدمام