2011/09/19 | 0 | 3527
الحاج المرحوم محمد علي البوصالح
الحاج المرحوم محمد علي البوصالح (صاحب السجدة الطويلة)
ومن الذين تتردد أسمائهم في حي الشعبة, على أنه من أهل التقى والروع وحب العبادة الحاج المرحوم محمد بن علي بن حسن البوصالح. بيته يقع في الصكة التي خلف بيوت العبدالوهاب, شرق براحة القوارة بجوار الجعفرية. ومن جيرانه المرحوم محمد بن أحمد المعني (رحمه الله).
تزوج الحاج محمد بن علي البوصالح من المرحومة عائشة بنت عبدالله بن حسن البوصالح, والثانية هي المرحومة مريم بنت صالح بن عبدالله البوصالح, وأبنائه (علي, وأحمد, وحسين, وعبدا العزيز, وعيسى, وياسين, وراضي). وهو من مواليد 1301 هـ (تقريباً). من عشاق بيوت الله, له سمعة عطرة في مجتمعه, طالما سمعت الثناء عليه وذكر بعض صفاته الحميدة. فلم يعرف عنه الشدة في التعامل بل تميز باللين والسماحة.
التقيت بالحاج حسين بن المرحوم محمد علي البوصالح, وسألته عن والده
فقال : في احد الأيام, أتذكر أني التقيت بسماحة السيد ناصر بن السيد هاشم (الكبير) العلي, فذكر الوالد وترحم عليه. وقال لي :
في الماضي, كان من عادة (الحملادارية في المنطقة) وقبل سفرهم إلى العراق يذهبون لبعض أهل المحلات في سوق المبرز وغيرهم, ويجمعون منهم بعض الإعانات لطلاب العلم في العراق. ومن الذين يقومون بجمع تلك التبرعات المرحوم الملا ناصر بن محمد الخميس (رحمه الله).
يقول السيد ناصر السلمان (رحمه الله عليه) :وكان المرحوم محمد بن علي البوصالح من القلة القليلة والتي استمرت في دعمها لذلك الهدف السامي والسنوات طويلة. ويجب علينا, التنويه بالوضع الاقتصادي للبلاد في تلك الفترة. وهي فترة (السبعينات والثمانيات) الهجرية بعد الثلاثمائة والألف من الهجرة النبوية, فقد كانت سنوات عوزً وفاقة.
ويعلق الحاج حسين بن المرحوم محمد علي البوصالح على ذلك, أن هذه من الأمور التي لم نكن نعرفها عن الوالد في حياته.
وينقل أبنه الحاج حسين بن محمد علي بو صالح: كان والدي المرحوم محمد علي البوصالح جالسا في دكانه في قيصريه المبرز, وفي أحد الأيام, جاء إليه المرحوم احمد بن حسن الميدان, ترافقه جماعه من أهل الحي, وسلموا على الوالد, سلام قادم من عند الإمام الحسين (عليه السلام) وهو لم يسافر في تلك السنة.
فقال لهم الوالد : أنا لم أسافر للعراق في هذه السنة !
فأجابه الحاج أحمد الميدان قائلا :
كنا بمجلس سماحة السيد محمد بن السيد حسين العلي (أبو عدنان) صباح هذا اليوم, ونقل لنا انه رآك في تلك الليلة أنت والحاج أحمد البحراني (الدرة) في المنام, وأتم تسيرون خلف الأمام الحسين (عليه السلام). وجئنا للسلام عليك مستبشرين بهذه الرؤية المعبرة. سئلت عنه أخي الحاج حسين بن الحاج محمد البحراني عن الحاج محمدعلي البوصالح, فقال :طالما رأيناه وهو متوجها للمسجد قبل الصلاة وخصوصا لصلاة الفجر.
وصفه الأخ الحاج أحمد بن المرحوم محمد إبراهيم البحراني, بقوله: هو من رجال الحي المعروفين, بتقواه. كان له (رحمه الله) دكان في قيصرية المبرز, عرف بأمانته في تعاملاته حريصا على الكسب الحلال. وكان يعمل معه كاتب (كيتبان) الحاج عيسى بن علي البوصالح.
ويعلق أحد المؤمنين عندما سمع بوفاة الوالد (رحمه الله), فقال :الحاج محمد علي البوصالح, لم يمت. ولسوف تبقى له تلك السجدة الطويلة في المسجد الجامع بالشعبة, والذي عرف بها. حتى أنه عندما كبر في السن وضعف بصره, وأصبح الذهاب للمسجد الجامع متعسراً عليه, أستأذن من جاره الحاج محمد بن أحمد المعني أن يمر من خلال بيته ليصل لمسجد المهنا المجاور لهم. حتى لا ينقطع عن المسجد وصلاة الجماعة.
وكان فترة الثمانيات والتسعينات الهجرية فترة (كثرة فيها حفريات الطرقات) للتمديد الكهرباء والمجاري لبيوت الحي, وخصوصا المجاري حيث تكون الحفريات واسعة لتمديد أنابيت الصرف الصحي الأسمنتية. وشوهد هذا المؤمن وهو يتخطى تلك الحفريات في الظلام الدامس قبل بزوغ الفجر, بسراجه قاصدا المسجد الجامع بالشعبة. وكان البعض يستغرب كيف تمكن من اجتياز تلك الحفريات الخطرة. وكان يطيل المكوث في المسجد بعد أداء الصلاة, وعرف عنة أنه كان (يستلقي على ظهره) بعد الصلاة في المسجد الجامع معمراً وقته بالذكر والدعاء.
طرفة... وبها عبرة
وذكر لي الأخ الفاضل أحمد بن الشيخ عبدالكريم البحراني, هذه الطرفة والتي سمعها من والده (سماحة الشيخ عبدا لكريم البحراني), يقول : سئل المرحوم محمد علي البوصالح (رحمه الله) يوماً"أيهما أكبر" أنت أم السيد هاشم العلي (الكبير) !
فأجاب : أن السيد هاشم أكبر مني
فقيل له قد تكون متوهماً, فالسيد ليس أكبر منك !
فأجاب : نعم السيد أكبر مني, ولدي الدليل على ذلك.
يقول : كنت في أحد الأيام قادما من محل الحداديد أحمل (هيبً), وكان هذا الهيب كبيراً وثقيل. وعندما اقتربت من براحة المصبغة متوجها للبيت أو للمكان الذي يريد (التردد مني).
يقول الحاج محمد علي البوصالح :
فرآني السيد هاشم العلي (الكبير) أنني غير قادر على حمل (ذلك الهيب الثقيل), فبادر بحمل ذلك الهيب عني وأوصله إلى المكان الذي أريد".
ويعلق الأخ أحمد بن الشيخ عبدا لكريم البحراني على تلك الواقعة, فيقول:
أن هذا ليس دليلا على أيهما أكبر, ولكن هذه الواقعة, تصور لنا إحدى سمات المجتمع في تلك الأيام, وعن شخصية السيد هاشم العلي (الكبير) وجيله, وكم هو صاحب نفس كبيرة, اشرأبت فيها حب الخير ومساعدة الآخرين, دون أن يطلب منها ذلك. وترمز للعلاقة بين أطياف المجتمع في ذلك الزمان. أتمنى أن نستطيع فعل هذا في زماننا هذا. (فرحمة الله عليهم وعلى جميع المؤمنين والمؤمنات) إنتهئ.
وصفه الحاج حسين بن حسن بوكنان, فقال :
ومن مواقفه مع الغير
نقل لي أحد رجال الحي من أقارب الحاج محمد علي البوصالح, يقول كنت أشتكي من (حكة) شديدة في الجسم. وفي أحد الليالي لاحظ (رحمه الله) أني متألم, وقد كنت أحك جسمي متألما, فقال لي :
مما تشتكي, فقلت له الحكة (زايدة هذه الليلة).
فقال لي أحضر ماء في طاسة من (المصخنة).
فقراء على ذلك الماء ونفث فيه من ريقه فيه, ثم مسح بيده على جسمي وخصوصا على الظهر
وقال لي أمسح على جسمك من هذا الماء وأشرب منه قليلاً.
ومن تلك الليلة (ولله الحمد) لم أشتكي من تلك الحالة أبداً.
والحاج المرحوم محمد علي البوصالح معروف على أنه من المؤمنين الأخيار, سريع العبرة على مصاب سيد الشهداء. كثير العبادة والتهجد في مسجد المهنا والمسجد الجامع. وينقل عنه بعض أقاربه قوله (خوفي من أخر هذا الزمان). انتهى
نهاية المطاف:
ونقل لنا ممن سمع من المرحومة زوجة المرحوم الحاج عبدالله العامر (وهي أحد المؤمنات انتقلت إلى رحمة الله تعالى قبل حوالي خمسين سنه, أصلها من قرية بني معن).
تنقل بأن المرحوم محمد بن علي البوصالح كان يملك بيتين في فريج السياسب, ولما علم بوضع المؤجرين لهذين البيتين, وأنهم فقراء, وليس لديهم قدرة على دفع الإيجار. فتأثر بذلك, وقام على دعوتهم لوجبة الإفطار في أحدى ليالي شهر رمضان, وتنازل عن البيتين لهم.
وعن تاريخ وفاته, ينقل الأستاذ ياسر بن الحاج عبدالوهاب البوصالح :
"أن المرحوم محمد بن علي بن حسن البوصالح توفي في عام 1394هـ .
ويقول :
وتوفى في نفس العام ثلاث شخصيات من الأسرة.
وهم: الحاج سلمان بن صالح بن عبدالله بوصالح
والحاج حسين علي بن عبدالله بوصالح
والحاج موسى بن صالح موسى بن حسن بوصالح
رحمة الله عليهم أجمعين.
وكتب الدكتور هاشم عبد الله الصالح مقالاً بجريدة لاقتصادية بعنوان (إنه يدعوكم من قبره), يقول فيه:
"صحيح أن الأموات لا نسمعهم ...
ولكنهم يتحدثون إلينا وعندهم ما يريدون قوله لنا ....
وعلينا أن نحسن ترجمة ما يقولون, إنهم يتحدثون لنا بصدق وينقلون لنا تجاربهم بكل أمانة....
وعلينا أن نصغي إليهم". إنتهئ.
وهذا المؤمن الحاج محمد بن علي البوصالح من الشخصيات التي تقول لنا الكثير بسيرتها, والمطلوب منا أن نصغي إليها, وهو الذي عرف عنه كثرة ترديد (العفو) في جوف الليل.
فرحمة الله عليه وأسكنه فسيح جنانه. والحمد لله رب العالمين.
جديد الموقع
- 2024-05-01 النقد الأدبي بين الفاعلية والمجاملات الرقمية والإعلامية.
- 2024-04-30 سمو محافظ الأحساء يرأس المجلس المحلي للمحافظة
- 2024-04-30 سمو محافظ الأحساء يرأس اجتماع اللجنة العليا لإنشاء المستشفى الجامعي التعليمي
- 2024-04-29 وعي القلم والأمل نص مستخلص من مجموعة (كلام العرافة) للدكتور حسن الشيخ
- 2024-04-29 ريم أول حكم سعودية لرياضة رفع الأثقال حازت على الشارة الدولية
- 2024-04-29 بيئة الأحساء تدشّن أسبوع البيئة 2024 تحت شعار "تعرف بيئتك"
- 2024-04-29 منتدى البريكس الدولي يكرم الفنان السعودي الضامن في غروزني الشيشان ..
- 2024-04-29 حققوا المركز الأول على مستوى المملكة كأعلى تسجيل للطلاب طلاب "تعليم الرياض" يفوزون بـ13 ميدالية في أولمبياد "أذكى"
- 2024-04-29 جمعية العمران الخيرية بالاحساء للخدمات الاجتماعية تحظى بتكريم مرموق من مركز الملك عبد العزيز للتواصل الحضاري .
- 2024-04-29 مبادرة خطوة قبل الشكوى تبدأ فعالياتها بتأهيل اناث الدمام