2023/08/04 | 0 | 937
الإمام الحسين (ع) بوصلة الحق
وصل صديقي متأخراً كعادتهِ ولكنه في هذه المرة كان تأخره مقصوداً.أراد أن يكون منفرداً يسحب نفس سيجارته ويشرب كوب قهوته التركية . أطالة السكوت، أشعل خلال سكوته ما يقارب الثلاث سيجارات اما عن أكواب قهوته فلم يسعفني الحظ أن أعدها . لم يرغب بالكلام ولم استطع أن أنتظر اكثر من مما أنتظرت، أخذت المبادرة وسألته عما يختلج في صدره، فبدأ بتنهيده وأعقبها بأخرى وقال لي اقرأ ، كان مقالاُ من مقالات الواتس الصفراء.
لقد ضاق صدر صديقي أن يقرأ مثل هذه السطور الرخيصه في حقِ الإمام الحسين عليه السلام وفي أيام مصيبته، تلك المصيبة التي يهتز لها الكون .
قلت له لا عليك ، يكفيك أن تردد كلمات العقيلة زينب عليها السلام "كد كيدك وأسعى سعيك فو الله لن تمحو ذكرنا". إن العقيلة زينب سلام الله عليها لم تصرخ بهذه الكلمات لذاك اليوم فقط، لقد أرادتها صرخةً ً تحدٍ للذين تغشى قلوبهم الدنيا إلى قيام يوم الدين، و صرخة أطمئنان للموالين حتى تهدأ قلوبهم وتطمئن .
إن قضيةَ الأمام الحسين عليه السلام واضحةٌ جلية لمن صفى قلبه، جليةٌ في كلماتهِ " وإني لم اخرج أشراً ولا بطرا ولا مفسداً وأنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن أمر بالمعروف وانه عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد علي هذا اصبر حتى يحكم الله بيننا وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين"
إن الحسينَ حق وقضيتهُ حق وخروجهُ حق وشهادتهُ حق، فمن قبله بالحق فالله أولى بالحق . وكما إن الحسينَ (ع) حق فإن الكفة الأخرى حتماً باطلةٌ لا محالة.
لم يخرج عليه السلام لمنصب و لا لكرسي بل كان مشروع شهادة أمام ما تفشى في الأمة من ظلمٍ و فساد لم يبق للدينِ لا معنىً و لا أسم، لذا قالها مدويةً "إني لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما" وقال "كأني بأوصالي هذي تقطعها عسلان الفلوات مابين النواويس وكربلاء فيملأن منّي أكراشاً جوفاً، وأجربة سغباً". ولقد كان صريحاً وواضحاً مع من ألتحق به فقام فيهم خطيباً قائلاً "أللهم إني لا أعرف أهل بيت أبر ولا أزكى ولا أطهر من أهل بيتي، ولا أصحابا هم خير من أصحابي، وقد نزل بي ما قد ترون وأنتم في حل من بيعتي، ليست لي في أعناقكم بيعة، ولا لي عليكم ذمة، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا وتفرقوا في سواده فإن القوم إنما يطلبوني، ولو ظفروا بي لذهلوا عن طلب غيري."
وبقي معه ثلة أستخلصها الله لنصرةِ دينه فكان صوتهم صوتاً واحداً ينم عن أيمان صلب حتى قال الحسين عليه السلام أرقى وصف في حقهم حيث قال " أما بعد، فأني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي" .
ولم يطل المقام حتى تحسس صاحبي قهوتهُ التي بردت وسيجارتهُ التي انتهت إلى رماد. فأشعلتُ له سيجارةً جديدة وسكب لي قهوتي الساخنة، وطلبنا لمن خط ذاك المقال الأصفر المغفرة والسلامة وإن يلجَ بابَ الحسين كما وليجه الحر عليه السلام ولو في آخر لحظة، فباب الحسين (ع) لا يغلق أبداً. فوالله يعز علينا أن يكون خصيماً للحسين في يوم يحتاج العالمين ان يلوذون بثوبه عليه سلام الله.
جديد الموقع
- 2024-05-04 بيت الشعر في الفجيرة ينعى الأمير بدر بن عبد المحسن
- 2024-05-04 الأمير سلطان بن سلمان : الأمير بدر بن عبدالمحسن ترك ارثاً لا يمكن أن يحمى مهما طال الزمن
- 2024-05-04 افراح الدويل و الغزال في احلى مساء بالاحساء
- 2024-05-04 عميدة اسرة العليو بالاحساء في ذمة الله تعالى
- 2024-05-04 فريق طبي في مدينة الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) الطبية يجري عملية تثبيت وتعديل الفقرات القطنية لمريض بعمر (56) عام
- 2024-05-03 مستشفى اليرموك التعليمي يجري عملية قسطارية طارئة لمريض يعاني من احتشاء العضلة القلبية
- 2024-05-03 مستشفى الأمام علي (عليه السلام) العام في بغداد يجري عملية تداخل قسطاري طارئ لمريض يبلغ من العمر 48 عام
- 2024-05-03 "بيئة الأحساء تنفذ يوم بيئي مع جماهير نادي الفتح الرياضي"
- 2024-05-03 النجف رصاصة طائشة تصيب زائر أثناء تأدية صلاة المغرب في الصحن الحيدري
- 2024-05-03 بعد عقم دام 7 سنوات أسرة ترزق بتوأم في مستشفى كمال السامرائي