تعزيزًا لريادة صناعات التمور التحويلية في الأحساء، ومواكبة النمو المضطرد في حجم سوق الصناعات التحويلية للتمور محليًا وعالميًا، وارتفاع استهلاك الفرد، طرح أمس صناعيون ومستثمرون، للمرة الأولى، في مهرجان تسويق التمور المُصنعة في الأحساء «ويا التمر أحلى 2024»، الذي تنظِّمه أمانة الأحساء بالشراكة مع محافظة الأحساء وهيئة تطوير الأحساء، وذلك في «قلعة أمانة الأحساء التراثية»، «عطرًا» مستخلصًا من مشتقات التمور في واحة الأحساء الزراعية، وكذلك إنتاج مشروب بديل لمشروب «الماتشا» خالٍ من الكافيين ومليء بمضادات الأكسدة، ومستخلص من سعف نخيل واحة الأحساء.

أذواق الأطفال

بينما أنتج آخرون «أقراص التمور» التي تحاكي أذواق الأطفال، وذلك بكبس بودرة التمور وتحويلها إلى أقراص بأشكال جديدة وألوان ونكهات: الشكولاتة البلجيكية بـ20%، والمشمش، والحليب، والشوكولاتة الداكنة، والشكولاتة بالحليب. كما طور صناعيون ومستثمرون آخرون في المهرجان بخورًا طاردًا للناموس من منتجات النخيل، ومطري لحوم من نواة التمور «خاليا من المواد الكيماوية».

عطر التمر

أبان المستثمر في الصناعات التحويلية للتمور علي الياسين أن عطر «التمر» هو العطر الأول من نوعه، إذ لم يسبق إنتاج عطر مستخلص من التمور في العالم، وتمت الاستعانة في إنتاجه، الذي استغرق فترة طويلة، بمجموعة من الخبرات الأكاديمية في السعودية، وخبرات متخصصة في المجالات العطرية من فرنسا وإيطاليا، موضحًا أن مكونات عطر «التمر» من مادة ميثانول التمر وزيت التمر، بالإضافة إلى زيوت عطرية بتركيز 30%، و70% من مشتقات التمور.

وبيّن الياسين أن العطر خضع، قبل طرحه في المهرجان، للعديد من التجارب، من بينها مختبرات عالمية متخصصة في إنتاج العطور في فرنسا، وتبين من تلك التجارب أن فترة ثباته تمتد 24 ساعة، ومساحة الفوحان في دائرة قطرها 3 أمتار، لافتًا إلى أن مضخات الزجاجة العطرية مُصنعة في إيطاليا، ومؤكدًا أن هناك توجهًا للتوسع بالمستقبل في ضخ المزيد من الصناعات العطرية المستخلصة من مشتقات التمور بالسوق.

الزيوت الأحادية

من جهتها، دعت الباحثة والمدربة والخبيرة السعودية في إنتاج وصناعة العطور، فاطمة خليل الردحة، المستثمرين في الصناعات التحويلية للتمور إلى تطوير أعمالهم الاستثمارية في استخلاص الزيوت العطرية الأحادية، لإنتاج المزيد من تلك الروائح الجميلة، المشتقة والمستخلصة من بيئتنا الأحسائية، لافتة إلى أن العطور المحتوية على خلاصة أو روح التمور ستكون عطورا ذات رائحة «سويتية» زكية، ولها عشاق كثيرون، ومضيفة أن رائحة التمور تشبه إلى حد ما رائحة «الكراميل»، وهذا موجود في بعض النوتات العطرية، وممكن استخلاص رائحة عطرية من التمر بالتقطير، لكي يصبح عندنا مستخلص عطري زيت أحادي عطري برائحة التمر.