2024/10/03 | 0 | 831
يعيشون بيننا صادق الحسن
صادق الحسن
مواليد 1389هـ
مدينة العُمران- الشمالية
شاعرنا صادق محمد معتوق الحسن تَشعرُ وأنت تتحدث معه بالدفء والاطمئنان والارتياح، ملائكي المظهر تلج إلى دواخله من نقاء ابتسامته وصفاء سريرته. له كيمياء خاصة في تعامله مع من حوله،حَذِرٌ حد التمنع من التواجد في المناسبات العامة أو مايسمى ب( الظهور )، متوددٌ حد الاندفاع بمن يلتقي به حين خلسة في نسيم فرحٍ أو هجير عزاء.
لَمْ يُشبعْ رغبتنا في التعرف عليه أكثر، فلم نقتنص منه سوى ثلاث قصائد تُظهرُ أن شعره يتركز في المناسبات الدينية والاجتماعية؛ قصيدته يفرضها عليه الموقف حينها، فيلملمُ شتات انفعالاته لينثره على منصة الحدث. كقصيدته "ذاكرة متوجعة" التي كتبها ذات ألم حين هاتفه مدير المدرسة الإبتدائية ليخبره أن ابنه قد قُطعَ جزء من اصبعه.
أيا حسن الوجه يا مطــمعي وياصبوة الليل في المرتع
أرى فيك نجما ينير الظلام ونجـــــمة غـــيرك لم تلمع
وبان ضياؤك حين الشروق
وغررت بالشمس في المطلع
تصابيت نحــــوك لم امتنع
بأن تمتطيني وتمشي معي
أو كهذه القصيدة في رثاء المرحوم المهندس محمد أحمد العيسى صاحب الايادي البيضاء الذي ترجل في العام 1427هـ
رحيل في وسط الالم
صدح النشيد ومالت الأحساء
نحو الذي هتفت به الأسماء
نحو الذي خطب النشيد صفاته
وكأن بيض سماته حسناء
وتنفس الصعداء جمع لاهث
وفدوا عليه يحوطهم فقراء
هتفوا بصوت واحد متبسم
هذا الذي يعطي ونحن وعاء
هذا الذي سكب العطاء فضيلة
فهفا الى فيضانه البخلاء
هذا الذي سكنت خواطرنا به
لولاه ما كانت لنا سراء
هذا الذي طعن الخلاف عشية
فتوحدت في شخصه الاراء
هذا الذي ملك الفؤاد بقلبه
ما خالطت أحشاءه شحناء
مذ غاب فارقت المنى احلامنا
وحوت أمانينا دجى ظلماء
يا أنت - أنت – كما نحب وإننا
وسط الشباك بحبكم أسراء
****
أيا حسن الوجه يا مطــمعي
ويا صبوة الليل في المرتع
أرى فيك نجما ينير الظلام
ونجـــــمة غـــيرك لم تلمع
وبان ضياؤك حين الشروق
وغررت بالشمس في المطلع
تصابيت نحــــوك لم امتنع
بأن تمتطيني وتمشي معي
وكنت كنهر صغير جــرى
تدفق مأواه من منبعي
ورن بهاتفي صوت حسام
تعالى صليله في مسمعي
فهد بقلبي جــــبال الأمان
وبت أسير على أربع
وقلت لنفسي وسود الظنون
تمرغ عقلي في أضلعي
تعاليت ربي رفــــــيقا بــنا
تلطف بعبدك يا مفزعي
فأنت المـــــلاذ كريم الندى
تحنن بلطفك في مطمعي
صبي يتمم مهد الصــــلاة
ويجهر للخالق المبدع
بأن مشــــــاربه قد روت
صلاته من فيضك المترع
وما إن دخلت ربوع الفنا
بمدرسة المنذر الألمعي
تلقيت طفـــــلي في مشهد
وجمعت غيظي في أضلعي
فسال نحـــــيبه في محفل
تناهى مسيله في مدمعي
ورحت أدفق سيل الحنان
على رأسه عاصبا مجزعي
يناديني (بابا ) أيا منقذي
أزاحوا باصبعي ذا المقطع
فحرق قلبي جمر البكــــا
ومنيت أن فارقت إصبعي
وحين الطبيب رأى جرحه
أشارت يداه الى المبضع
وجــــرع إصبعه إبرة
تزلزل من هولها موضعي
فخاطت يداه على لحمه
وكل جهوده لم ترقع
ومد الي الحبــــيب يـــدا
فشتت اصبعه مجمعي
ولم تر عيناي مذ ابصرت
كمشهد منظره الأبشع
ففجر منبع أحداقــــــــــها
وذرفت من جوفها أدمعي
وعفرت سمعي في صوته
فمد أنينه في مسمعي
تذبذب موجه في منــــتهاه
أريد سماعه لم أسمع
وبلل ثوبي دمع الرجــــــا
وناديت رب الشفا الأنجع
بأن يذهب السقم عن إصبع
ليحظى بخمسته الأجمع
تختلف القناعات وتتباين الأساليب في عالم الشعر، وتبقى القصيدة وحدها شاهدة على كاتبها؛ من هذه الرؤية ينطلق شاعرنا الأستاذ صادق الحسن ليُثَبتَ حروف قصيدته على صخرة ولائه وحبه لمحمد وآل محمد
زهو الأنوار
تزهو بليلك يا علي الأنوار
وترف بالفرح البهي الدار
لبيك يا من فيه يجتمع العلى
وتحوم تحت سموه الأشعار
لبيك يامن فيه يجتمع النهى
وتفوح من جنباته الأفكار
لا زلت نبعا صافيا في فيضه
تحلو برشف زلالك الاثمار
ولأنت أعلم بالزمان ولحنه
تشدو وتعزف حولك الأوتار
ولأنت اثبت في الوغى لو انها
هجمت على أبطالها فانهاروا
من ذا يقول سواك للناس
اسألوا، عما بدا أني لكم خّبار
من ذا يبارز عمرو ود حينما
هتفت بذاك ملائك أبرار
لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى
إلاك يا مولاي يابتار
ولأنت إن عفرت خدك في الثرى
عظم الثرى وتكشفت أسرار
يشتار من بصماتها أهل الحجى
حكما ويعظم نحوك الإكبار
وذووا السفاهة بان حمقهم الذي
طفحت بفضح متونه الأخبار
وتيقنوا حين الممات بأنهم
حمقى تلف لحودهم أوزار
ووقفت فانتبهوا لوقفتك التي
ما إن رأوها علتهمُ الأعذار
قالوا صدقدت أبا تراب إننا
كنا نكن لكم عدا ونغار
ما أدرك الطاغون غب صنيعهم
حتى اصطلتهم في القبور النار.
الحسن ليس بدعاً في عدم الوفاء لموهبته ففي الأحساء من المواهب الشعرية مالم تصله أقلام المدوينين، أما انشغال في السعيي وراء طلب الرزق أو تواضع مفرط في غير محله يفضي بهم إلى ضمور الموهبة وحرمانهم ومتذوقيهم هذا السُكر الحلال:(الشِعر).
تُراوده نفسه في كتابة المقالات الأسبوعية، يقرأ للكثير من الكتاب والمفكرين. دَرسَ الكيمياء الحيوية في جامعة الملك فيصل.
عَمِلَ معلماً في مدرسة العمران الابتدائية.
جديد الموقع
- 2024-12-26 نحو معارض للكتاب الخيري
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني