
2013/08/15 | 4 | 11708
هل ترى أعلمية آية الله السيد كمال الحيدري؟
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد.
تعلمنا أن الأعلمية تحدد بعدة طرق، وهي:
1- العلم الوجداني بأن أحد العلماء أعلم من غيره من العلماء ويحصل ذلك باختبار العلماء الذين تدور حولهم الأعلمية. وهذا لا يتسنى لكل فرد من المكلفين، إنما هو محصور بالمختصين الذين درسوا العلوم الحوزوية. وربما حضر هؤلاء الحوزويون البحث الخارج لبعض العلماء المتصدين للمرجعية، أو قرأوا نتاجهم الفقهي والأصولي والمعرفي. وبناء عليه حددوا الأعلم.
2- الاطمئنان الناتج من الشياع بين أهل الخبرة. وأهل الخبرة لتشخيص الاجتهاد هم المجتهدون أو من يدانيهم في العلم، وأما أهل الخبرة لتشخيص الأعلم فيشترط فيهم بالإضافة إلى ذلك الاطلاع على مستويات من هم في أطراف شبهة الأعلمية.
3- شهادة عدلين من أهل الخبرة ما لم تتعارض مع شهادات أخرى، وإلا لزم الأخذ بشهادة الأكثر خبرة.
وبناء على هذه الطرق كان المكلفون يقلدون مراجعهم الدينية.
ولكن
في وقتنا الراهن أصبح هناك فرصة لعامة الناس من مثقفين وغيرهم أن يستمعوا مباشرة
إلى العلماء المتصدين للمرجعية من خلال الفضائيات وقنوات التواصل الاجتماعية
المتنوعة. فلم تعد مسألة الاطلاع على نتاج العلماء المعرفي محصورة فقط على طلبة
العلوم الدينية.
فهل
يا ترى أصبح للمثقفين والمستمعين دور في تحديد الأعلم، أو على الأقل يكون لهم دور
في المصادقة على من شهد لهم أهل الخبرة بالأعلمية؟
ويدور
في هذه الأيام في أوساط المثقفين سواء في اللقاءات المباشرة أو عن طريق قنوات
التواصل الاجتماعية المختلفة أنباء عن أعلمية آية الله السيد كمال الحيدري على
غيره من العلماء المتصدين للمرجعية في العالم الإسلامي.
وسؤالي
المباشر لكل مكلف استمع أو شاهد برنامج "مطارحات في العقيدة" للسيد كمال
الحيدري في قناة الكوثر الفضائية خلال شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ: هل ترى
أعلمية آية الله السيد الحيدري على غيره من العلماء المتصدين للمرجعية في العالم
الإسلامي، مع افتراض أن هناك شهادة أو عدة شهادات من ذوي الخبرة على أعلميته؟
وفقا
لكتاب الفتاوى الفقهية لآية الله السيد الحيدري، أن الأعلم هو: "الأعرف
والأقدر على الاستنباط في جميع المعارف الدينية، لا خصوص مسائل الحلال والحرام،
على أن يكون الفاصل بينه وبين غيره معتدًا به، وكبيرًا، ومؤثرًا في عملية
الاستنباط" (المصدر: الفتاوى الفقهية ج1 ص24).
وقد
فصل السيد الحيدري أكثر من مرة في برنامج "مطارحات في العقيدة" فيما يخص
الأعلمية، أن يكون المرجع الديني أعلم في التفسير والعقائد والعرفان والفلسفة
والتاريخ وغيرها من المعارف الدينية بالإضافة إلى أعلميته في الفقه والأصول وعلم
الرجال.
فهل
يا ترى تفوق آية الله السيد كمال الحيدري في كل المعارف الدينية على غيره من
العلماء المتصدين للمرجعية في عصرنا الراهن، وبالتالي ينبغي على العامة أن يقلدوه
دون غيره من العلماء؟
كإنسان
مكلف من عامة الناس سوف أجيب على هذا السؤال وفقا لما توفر لدي من معلومات:
بالنسبة
للفقه والأصول وعلم الرجال، لن أشملها في الإجابة لأن طلبة العلوم الدينية أعرف في
هذا المجال، وممكن الرجوع إليهم فيما إذا كان آية الله السيد الحيدري أعلم
المتصدين لها.
أما
في التفسير:
فقد
ألف السيد الحيدري الكتب التالية:
1-
تأويل القرآن النظرية والمعطيات.
2-
صيانة القرآن من التحريف.
3-
اللُّبَابُ في تفسير الكتاب / الجزء
الأوّل / سورة الحمد.
4-
أصـول الـتـفـسـير والـتـأويـل: دراسـة
مـقـارنـة بـيـن آراء الـطـبـاطـبـائـي وأبـرز الـمـفـسـريـن.
5-
التقوى في القرآن / دراسة في الآثار
الاجتماعية والوجودية.
وللسيد بحوث قرآنية أخرى كُتبت بأقلام طلابه ومنها:
1-
الرمزية والمثل في النص القرآني، بقلم:
الدكتور طلال الحسن.
2-
مناهج تفسير القرآن، بقلم: الدكتور طلال
الحسن.
3-
مفاتيح فهم القرآن، بقلم: السيد رضا
الغرابي.
4-
آية الكرسي تفسيراً وتأويلاً بقلم:
السيد رضا الغرابي.
5-
منطق فهم القرآن ـ الأسس المنهجية
للتفسير والتأويل في ضوء آية الكرسي، بقلم: الدكتور طلال الحسن.
6-
المنهج التفسيري عند العلاّمة الحيدري، بقلم:
الدكتور طـلال الحسـن.
7-
الإعجاز بين النظرية والتطبيق، بقلم:
محمود نعمة الجيّاشي.
8-
يوسف الصدّيق رؤية قرآنية / بحوث في
النبوّة الخاصّة، بقلم: محمود نعمة الجيّاشي.
فهل يا ترى آية الله السيد الحيدري أعلم من آية
الله الشيخ مكارم الشيرازي في التفسير؟ علما بأن الشيخ مكارم الشيرازي لديه تفسير
كامل للقرآن الكريم الموسوم بـ "الأمثل" في 15 مجلد. ولديه 6 مؤلفات
أخرى في موضوعات قرآنية متنوعة.
أيضا أترك مسألة تحديد الأعلم بينهما للباحثين في
علوم القرآن.
وأما في العقائد:
لقد أطل علينا آية الله السيد الحيدري على شاشة
قناة الكوثر الفضائية في شهر رمضان المبارك في هذه السنة 1434هـ في برنامج
"مطارحات في العقيدة"، وطرح موضوعا تحت عنوان "من إسلام الحديث إلى
إسلام القرآن" وقد أسهب كثيرا في هذا الموضوع. وقد طرح عدة إشكالات على
منهجية علماء مذهب أهل البيت عليهم السلام.
إشكالات
السيد الحيدري على بعض علماء مذهب أهل البيت عليهم السلام:
إشكالاته
على السيد الخوئي رضوان الله تعالى عليه:
1-
السيد الخوئي يعتبر القرآن الكريم مصدرا
ثانويا، ويرجع إلى القرآن الكريم في حال تعارض الروايات فقط.
وهذا
الإشكال مردود عليه بلسان السيد الخوئي نفسه، حيث يقول في معرض حديثه عن حجية ظاهر القرآن في تفسير
البيان ما نصه: "الروايات المتواترة التي أمرت بعرض الأخبار على الكتاب، وأن
ما خالف الكتاب منها يضرب على الجدار، أو أنه باطل، أو أنه زخرف، أو أنه منهي عن
قبوله، أو أن الأئمة لم تقله، وهذه الروايات صريحة في حجية ظواهر الكتاب، وأنه مما
تفهمه عامة أهل اللسان العارفين بالفصيح من لغة العرب. ومن هذا القبيل الروايات التي
أمرت بعرض الشروط على كتاب الله ورد ما خالفه منها" (ص265).
وقال السيد الخوئي في تفسير البيان أوسع من هذا القول: "والقرآن مرجع اللغوي، ودليل النحوي، وحجة الفقيه، ومثل الأديب، وضالة الحكيم، ومرشد الواعظ، وهدف الخلقي، وعنه تؤخذ علوم الاجتماع والسياسة المدنية، وعليه تؤسس علوم الدين، ومن إرشاداته تكتشف أسرار الكون، ونواميس التكوين. والقرآن هو المعجزة الخالدة للدين الخالد، والنظام السامي الرفيع للشريعة السامية الرفيعة" (ص11).
وفي موضع آخر قال السيد الخوئي: "القرآن هو الناموس الإلهي الذي تكفل للناس بإصلاح الدين والدنيا، وضمن لهم سعادة الآخرة والأولى، فكل آية من آياته منبع فياض بالهداية ومعدن من معادن الارشاد والرحمة، فالذي تروقه السعادة الخالدة والنجاح في مسالك الدين والدنيا، عليه أن يتعاهد كتاب الله العزيز آناء الليل وأطراف النهار، ويجعل آياته الكريمة قيد ذاكرته، ومزاج تفكيره، ليسير على ضوء الذكر الحكيم إلى نجاح غير منصرم وتجارة لن تبور" (ص24-25).
وهذا دليل قاطع على أن القرآن الكريم هو المصدر الأصيل في مقابل السنة المطهرة في منهج السيد الخوئي وليس كما استشكل السيد الحيدري على السيد الخوئي.
2-
السيد الخوئي صحح رواية السهو للنبي صلى الله عليه وآله وسلم:
واستنتج
السيد الحيدري أن السيد الخوئي يقرّها.
وعند
الرجوع إلى الصفحة نفسها التي نقل منها السيد الحيدري سوف تجد أن للسيد الخوئي رأيا
آخر في هذه الرواية الصحيحة السند. حيث قال ما نصه: "وفيه أولا: أن هذه
الروايات في أنفسها غير قابلة للتصديق، وإن صحت أسانيدها لمخالفتها لأصول المذهب.
على أنها معارضة في موردها بموثقة زرارة المصرحة بأنه صلى الله عليه وآله لم يسجد
للسهو قال: سألت أبا جعفر (ع) هل سجد رسول الله صلى الله عليه وآله سجدتي السهو
قط؟ قال: لا ولا يسجدهما فقيه فلا بد من ارتكاب التأويل أو الحمل على التقية أو
الضرب عرض الجدار. وثانيا: على تقدير التسليم فهي حكاية فعل وهو مجمل من حيث
الوجوب والاستحباب، فإن غاية ما يثبت بفعل المعصوم عليه السلام هي المشروعية
والرجحان، ولا يكاد يدل على الوجوب بوجه إذ الحكاية في مقام التشريع لا تستدعي أكثر
من ذلك. وثالثا: مع الغض عن كل ذلك فمن الجائز أن يكون سجوده صلى الله عليه وآله
للسهو من أجل السلام الزائد الواقع في غير محله الذي هو من موجباته.
إذن
استنتاج السيد الحيدري بعيد كل البعد عن استدلال السيد الخوئي فيما يخص سهو النبي
صلى الله عليه وآله وسلم.
وعند الرجوع إلى نفس الصفحة سوف تجد أن السيد الخوئي قال ما
نصه: "إن إعطاء الإمام عليه السلام منصب القضاء للعلماء أو لغيرهم لم يثبت بأي
دليل لفظي معتبر ليتمسك بإطلاقه. نعم بما أنّا نقطع بوجوبه الكفائي لتوقف حفظ
النظام المادي والمعنوي عليه ولولاه لاختلت نظم الاجتماع لكثرة التنازع والترافع
في الأموال وشبهها من الزواج والطلاق والمواريث ونحوها. والقدر المتيقن ممن ثبت له
الوجوب المزبور هو المجتهد الجامع للشرائط، فلا جرم يقطع بكونه منصوبا من قبل
الشارع المقدس، أما غيره فلا دليل عليه".
ومن لديه أدنى مستوى من الذوق الفني في البحث العلمي سوف يعرف
الفرق بين قولنا: "منصب القضاء للعلماء أو لغيرهم لم يثبت" وبين قولنا:
"منصب القضاء للعلماء أو لغيرهم لم يثبت بأي دليل لفظي معتبر ليتمسك
بإطلاقه".
يقول السيد الحيدري في إحدى حلقات "مطارحات في
العقيدة" على شاشة قناة
الكوثر الفضائية في شهر رمضان المبارك لسنة 1434هـ:
"لعلمكم تفسير القمي وما أدراك ما تفسير القمي، هذا الكتاب الوحيد الذي صحح
كل رواياته سيدنا الأستاذ السيد الخوئي. ولكن مع ذلك هذا الكتاب فيه من الدس
والزور والغلو والكذب والاختلاق ما شاء الله، تقول سيدنا ألم يلتفت السيد الخوئي،
أقول عزيزي هذا بحث علمي".
والرد على هذا الإشكال بالتالي:
أن السيد الخوئي يشترط ثلاثة شروط لصحة ما رُوي في تفسير القمي:
1-
اتصال السند.
2-
أن يكون الراوي الثقة شيعيا.
3-
أن تكون الرواية عن الأئمة عليهم السلام.
وقد ضعف السيد الخوئي رجالا وردوا في تفسير القمي ومنهم:
1-
الحسين بن أحمد المنقري، التنقيح ج9 ص78.
2-
موسى بن سلام، المعجم ج20 ص51.
3-
عمر بن شمر، المعجم ج14 ص116-118.
كما أن السيد الخوئي ضعف روايات وردت في تفسير القمي، مثال على
ذلك ما قاله السيد الخوئي في كتاب الصلاة (ج5 ص114) فيما رواه الشيخ القمي في
تفسير قوله تعالى: "وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا".
وبعد ذكر رواية أم سلمة قال السيد الخوئي: "لكن الحديث- مضافا إلى ضعف السند
بالإرسال – مقطوع البطلان".
ومن خلال هذه المقتطفات من رأي السيد الخوئي في بعض ما جاء في
تفسير القمي يتضح للباحث المبتدئ أن السيد الخوئي لا يعتبر تفسير القمي كتابا
صحيحا بكل ما جاء فيه من روايات، وإنما لكل مقام مقال.
أكتفي بهذا القدر من إشكالات السيد الحيدري على السيد الخوئي،
وقد أثبتنا بطلانها.
ذكر آية الله
السيد الحيدري على شاشة قناة الكوثر الفضائية في شهر رمضان المبارك في هذه السنة
1434هـ في برنامج "مطارحات في العقيدة" بأن الشيخ المفيد يعتقد أن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم نام عن صلاة الصبح، وقد استنتج السيد الحيدري ذلك
بقوله: "يعني
شنو يعني النوم الشيخ المفيد آمن به، فقط نفى السهو. المشكلة نعم الشيخ المفيد هم
وقع في مطب ماذا وفي فخ ماذا فقط نفى عن النبي ماذا السهو ولكنه لم ينفِ عنه ماذا
النوم معقولة هاي الشيخ المفيد إلي حمل هاي الحملة
أعزائي أنا ما أذهب يمينًا ويسارًا لماذا أذهب بعيدًا هذا أمامكم موسوعة الشيخ
المفيد النكت الاعتقادية المجلد العاشر ص27 و 28 يقول "ولسنا ننكر بأن يغلب
النوم الأنبياء في أوقات الصلوات حتى تخرج" ولسنا ننكر سؤال: نعم هي المشكلة
هو هذا إسلام الحديث فيقضوها بعد ذلك شنو المحذور".
ولكن ماذا قال الشيخ المفيد في مسألة نوم النبي عن الصلاة؟
قال الشيخ المفيد في نفس الكتاب (ج10 ص22) ما نصه: "والخبر المروي أيضًا في
نوم النبي (عليه السلام) عن صلاة الصبح من جنس الخبر عن سهوه في الصلاة، وإنه من
أخبار الآحاد التي لا توجب علمًا ولا عملا، ومن عمل عليه فعلى الظن يعتمد في ذلك
دون اليقين، وقد سلف قولنا في نظير ذلك بما يغني عن إعادته في هذا الباب".
ومن خلال الاطلاع على رأي الشيخ المفيد يتضح للقارئ أن الشيخ
المفيد لا يؤمن بنوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الصلاة كما أنه لا يؤمن
بسهوه في الصلاة. وليس كما استنتج السيد الحيدري في كلامه أعلاه.
قال السيد الحيدري في حلقة "مشروع المرجعية
الدينية وآفاق المستقبل" وهي الحلقة رقم 25 من حلقات برنامج "مطارحات في
العقيدة" على شاشة قناة الكوثر الفضائية في شهر رمضان لسنة 1433هـ أن الشيخ
الأنصاري يرى الولاية العامة للفقيه كما يراها الإمام السيد الخميني رضوان الله
تعالى عليه (كتاب البيع للسيد الخميني، ج2 ص467). وقد استخلص السيد الحيدري هذه
النتيجة من كتاب المكاسب للشيخ الأنصاري (ج3).
لكن نجد أن الشيخ الأنصاري قال في كتاب المكاسب (ج3
ص553)، ما نصه: "وبالجملة، فإقامة الدليل على وجوب طاعة الفقيه كالإمام عليه
السلام – إلا ما خرج بالدليل – دونه خرط القتاد!" وقال في (ص558) ما نصه:
"وقد تقدم: أن إثبات عموم نيابة الفقيه عنه عليه السلام في هذا النحو من
الولاية على الناس – يقتصر في الخروج عنه على ما خرج بالدليل – دونه خرط
القتاد".
وقد فهم السيد محمد محمد صادق الصدر (الشهيد
الثاني) رضوان الله تعالى عليه من بحث الشيخ الأنصاري في ولاية الفقيه أنه لا يرى
ولاية الفقيه العامة. حيث قال في كتاب ما وراء الفقه (ج9 ص35)، ما نصه: "وقد
قال بعموم الولاية عدد من العلماء كالمحقق الكركي وبعض أساتذتنا وكتب عن ذلك جماعة
من العلماء المتوسطين والمتأخرين ومن أشهر من كتب، الشيخ الأنصار في (المكاسب)
والسيد محمد بحر العلوم في (بلغة الفقيه). ولم يرَ هذان المؤلفان عموم الولاية بعد
تحقيقهم لأدلتها".
ويتبين من هذه القرائن أن استنتاج السيد الحيدري
أن (الشيخ الأنصاري يرى الولاية العامة) هو استنتاج غير صحيح البتة.
1-
عدم إحاطة السيد الحيدري بتراث هؤلاء
الأعلام.
2-
عدم فهم السيد الحيدري لما قرره هؤلاء
الأعلام من آراء في الإشكالات التي استعرضها.
3-
لم يتّبع السيد الحيدري مناهج البحث
العلمي في استقرائه لآراء هؤلاء الأعلام.
4-
القفز المتسرع إلى النتائج دون النظر بدقة
وتأنٍ في بحوث هؤلاء الأعلام.
فعندما يصل إلى مسامع المكلفين أن هناك شهادات من
ذوي الخبرة أن آية الله السيد الحيدري أعلم المتصدين للمرجعية في عصرنا الراهن، من
حقهم أن يتساءلوا: كيف لمن لم يفهم، ولم
يدرك، ولم يستنتج الآراء الصحيحة لعلماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام من خلال
قراءته لتراثهم (وهو كلام بشر غير معصوم)، فكيف سوف يستطيع استنباط الأحكام الشرعية
من المصادر المعتبرة: الكتاب والسنة، من غير أن يقع في شبهة أو استنتاج خاطئ.
فقد جعل آية الله السيد الحيدري علم العرفان شرط
من شروط الأعلمية. فهل يا ترى السيد الحيدري أعلم علماء العرفان في عصرنا، وهم
كثر.
سوف أسرد حادثة واحدة سوف تبين المستوى العرفاني
للسيد الحيدري. وهي عبارة عن حوار بين السائل والمقدم والسيد الحيدري على قناة
الكوثر الفضائية.
هذه المحادثة وقعت ليلة 28/7/2013م في
قسم 9 من حلقات (من إسلام الحديث إلى إسلام القرآن) في برنامج "مطارحات في
العقيدة" على شاشة قناة الكوثر الفضائية. المرئي: http://www.youtube.com/watch?v=LAr7wwU3NWw
والمكتوب: تجده على موقع الكوثر الفضائية.
علي من العراق (في
دقيقة 50.51): سلام عليكم… ممّا لا شكّ فيه أن الحب هو الإتباع، الله قال: {قُلْ
إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} فماذا
يقول السيّد للذي يسخر ويتهم رواية حب علي حسنة لا تضر معها سيئة؟ ..........
لم يكمل السائل
سؤاله.
السيد الحيدري طلب
من علاء قطع الاتصال، وقال هذا جاي يلقي محاضرة.
علاء: نعم الفكرة
واضحة.
سماحة السيد: تصوّر
العزيز أنا سخرت من الرواية، أنا ما سخرت من الرواية بل سخرت من تفسير الرواية،
إذا كنت من أهل العلم أنا ما قلت أن الرواية يسخر منها وإنّما قلت تفسيرها بمعنى
أنّك حب علي وافعل ما تشاء من الزنا والسرقة وكذا، أنا سخرت من التفسير هذا
جواب علي من العراق:
علاء: سيدنا هل
لديكم إضافة في حب علي حسنة.
سماحة السيد: يظهر
أنّك من أهل الاطّلاع والمطالعة. أوّلاً: سؤالك لم يكن سؤال بريء.
علاء: سيدنا نحمله
على البراءة.
سماحة السيد: أحملها
على الصحّة، أنا ما أشكلت على الرواية ولا أشكل على الرواية، بعد أن تثبت أن
الرواية صادرة عن الأئمة، أنا أشكلت على أولئك الذين فسّروا هذه الرواية بتفسير
خاطئ ما استهزئ به الإمام الصادق، قال: والله ما أنصفونا، الله يأمرنا بأن نكون
مطيعين ولكن شيعتنا يقولون حبوا الأئمة وافعلوا ما تشاءون. أنا أشكلت على التفسير.
هذا مضافا إلى أنّه من يعلم سوءًا يجزى به. نقول اقتل وازني واظلم واضرب ولكنّه
فقط ليلة العاشر تطبر فقط، شهادة أمير المؤمنين ابكي عليه وانتهت القضيّة، لا يوجد
منطقا عاقل يقبل هذا.
يتبين
للقارئ من هذا الحوار أن السيد الحيدري اتهم سؤال علي (من العراق) أنه سؤال غير
بريء. وهذا الاتهام في رأيي يتنافى وعلم العرفان الذي يهذب السلوك. ويتنافى مع
التقوى والورع. ففي هذه اللحظة لم يكن السيد الحيدري عرفانيا أبدا. أين السيد
الحيدري من قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض
الظن إثم)، وقول الإمام علي عليه السلام: (احمل أخاك المؤمن على سبعين محمل من
الخير). في تصوري هذان النصان لا يغيبان عن ذهن مؤمن بسيط، وبناءً عليهما يتصرف في
موافقه. فهل من المعقول أن يغيبان هذان النصان عن فكر وذهن العالم العرفاني؟
وبناء
على هذه النتيجة سقط شرط من شروط الأعلمية وهو علم العرفان.
جديد الموقع
- 2025-04-22 افراح العبد والدندن والنجاد تهانينا
- 2025-04-21 الأميرة سما بنت فيصل: نتطلع إلى مضاعفة ساعات العمل والمشاريع في "رسل السلام" من خلال المشاركة والمشاريع النوعية للشباب
- 2025-04-21 بيئة الاحساء تدشن اسبوع البيئة 2025م
- 2025-04-21 مدير البيئة بالاحساء يكرم الطالبة ريفان المظفر
- 2025-04-21 سمو أمير المنطقة الشرقية يستقبل رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة
- 2025-04-21 سمو نائب أمير المنطقة الشرقية يستقبل رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة
- 2025-04-21 سمو أمير المنطقة الشرقية يرعى غداً الثلاثاء حفل تخريج الدفعة ٤٦ من طلاب وطالبات جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام
- 2025-04-21 نظرية جديدة عن تكوِّن نجوم الكون
- 2025-04-21 ذاكرتنا التلقائية تساعدنا على أداء وظائفنا اليومية بكفاءة
- 2025-04-20 الأسس الفكرية للعلمانية
تعليقات
عدنان ال صقر
2013-08-15العالم لابد ان يمتاز بالأعلمية وقد بان حتى لصاحب الثقافة غير الحوزوية انه يدلس ويكذب ويبتر في مطارحاته على اقطاب المذهب الشيعي وقال بان الموروث الشيعي اغلبه من الاسرائليات ويسخر ويضحك لا ودائما يقول بيني وبين الله اين الله في بترك لماتنقل وهذا ينفي عنه الورع والذي هو من ركائز المرجعية
محمدحسن السيد محمد الحداد
2013-08-18كم نحن بحاجة لمثل هذا النقد العلمي الذي يعتمد على البحث المنهجي وتقصي الحقائق للإثبات او النفي بعيداً عن الإسفاف والتسقيط للوصول للحقيقة العلمية , الإختلاف العلمي مكسب حضاري وهو سبب النهضة العلمية في شتى الميادين وهو سبب ما توصل إليه العقل البشري في كل المنتجات الإنسانية العظيمة , والعلوم الحوزوية ليست نشاز ووتطور بإختلاف الرؤى ونقد الإختلاف , محاكمة النوايا ومحاولات التسقيط ومنع الآراء العلمية بذرائع وجود الشبهات أو مغالطات أو أخطاء منهجية لا تصل بنا إلى النتائج المثلى ولا تثبت للمخالف حقيقة نتباهى بها أمام الغير في أننا أبناء الدليل والحجة نسير حيث تسير , الحجة والدليل والشبهة والمغالطة إذا وجدت تقرع بالحجة والدليل العلمي....شكراً لك سيدي الجليل
جواد موسى احمد بوخمسين
2013-08-21جواد موسى احمد بوخمسين الدخول في مثل هذاه المواضيع تضيع للوقت ومن يجعل السيد كمال الحيدرى ديدنه في تأيد اورفض هو مخطئ فقد وجه البوصلة خطأ امامنا اولويات كبرى واهداف عليا المفروض لا ننشغل في صغائر الامور مع ضعاف العقول
علي أمير العقلي
2015-12-29أيضا موضوعك غير بريء على أقل تقدير السيد أعلم في عموم المعارف الدينية. و اتهامك السيد بسوء الضن كان في حد ذاته بهتان و إتهام بغير حق. اتق الله في أمة رسول الله صلى الله عليه وآله و اعتذر لسيد و عموم محبي سماحته و لا ترجع إلى التعدي على ساحة المراجع