
مسجد الامام علي بالمطيرفي ومسجد العباس بالمطيرفي ومسجد الشيخ الاوحد بالمطيرفي
2017/11/20 | 0 | 1290
لشيخ حسين العباد . بعنوان : من تراث الإمام السجاد (ع)
( بريد الشبكة )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين. واللعنة الدائمة على أعدائهم أعداء الدين.
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾. (طه: 25 ـ 28).
نعيش هذه الأيام ذكرى شهادة الإمام علي بن موسى الرضا (ع) في السابع عشر من هذا الشهر، شهر صفر.
ولاية العهد:
والإمام الرضا (ع) هو الإمام الثامن بحسب تسلسل الأئمة الأطهار (ع) عاش في فترة تتميز بعدة أمور، فهو الإمام الوحيد الذي عاش ولاية العهد في زمن عصيب على أهل البيت (ع) ومعترك خطير للأمة الإسلامية في حكومة بني العباس، فقد حدث صراع طاحن ذهبت فيه الكثير من الأنفس، وقتل فيه الكثير من المسلمين.
لقد عُرضت على الإمام الرضا (ع) الخلافة والحكومة فرفض، وعرضت عليه ولاية العهد فرفضها أيضاً، إلا أنه قبلها في نهاية الأمر لأسباب كثيرة. وما كانت هذه الخطوة في تقريبه من قبل العباسيين إلا تبريراً لما حصل منهم من جرائم وسفك للدماء، فأرادوا بذلك تلميع صورتهم أمام الأمة الإسلامية، وتقوية موقفهم في نفوس المسلمين، بعد الصراع الدامي الذي حصل بين المأمون وأخيه الأمين على السلطة. ومن البديهي أن أئمة أهل البيت (ع) يتمتعون بشعبية فائقة لا يضاهيهم فيها أحد، لذا أرادت السلطة العباسية الاستقواء بهذا الثقل الشعبي الذي يمثله الإمام الرضا (ع). وكانت هذه أبرز الأسباب التي دعتهم لعرض الخلافة ثم ولاية العهد على الإمام الرضا (ع).
نبذة من حياة الإمام الرضا (ع) :
عاش الإمام الرضا (ع) مع أبيه الإمام الكاظم (ع) خمساً وثلاثين سنة، والجميع يعلم أن الإمام الكاظم (ع) عاش تلك الحقبة في أشد المحن والمآسي، فما إن يخرج من سجن لفترة وجيزة حتى يعاد إلى سجن، وهكذا قضى حياته في ضيق وضنك وسجن بشكل لم نعهده في حياة إمام آخر. فكان أغلب أوقاته بعيداً عن أهله ووطنه وموطن جده في المدينة المنورة.
فالإمام الرضا (ع) كان يتصدى لأمر الأمة وقيادتها عند غياب أبيه في قعر السجون. أي أنه مارس القيادة وزعامة الأمة بشكل فعلي طيلة خمس وثلاثين سنة من حياة أبيه.
أما الفترة التي عاشها بعد استشهاد الإمام الكاظم (ع) فكانت فترة مميزة أيضاً، ذلك أنه عاش في فترة كانت الكتب والمعارف غير الإسلامية قد ترجمت للغة العربية ودخلت أوساط الثقافة الإسلامية، ومن الطبيعي أن يكون لها الأثر في العقول والأذهان، وتنتشر الكثير من الشبهات، كما هو الحال اليوم. لذا انتشرت الآراء والأفكار والمذاهب والتيارات بسبب الترجمة من جهة، ورعاية الدولة العباسية lلهذه الحركة من جهة أخرى.
من هنا تولى الإمام الرضا (ع) مسؤولية التصدي لذلك، وكانت هنالك جلسات وحوارات بينه وبين المذاهب والأديان الأخرى، وكان ذلك يجري في مجلس المأمون، أمام مرأى ومسمع العلماء والفقهاء وأهل الفكر والرأي. ومن الجميل أن يطّلع المسلم على الحوارات التي أجراها الإمام الرضا (ع) مع العلماء المسلمين من مذاهب أخرى، أو مع علماء من غير المسلمين من الديانات الأخرى أو من الملحدين.
أيها الإخوة: ليكن معلوماً لدينا أن الكثير من المذاهب كانت قد تولدت في تلك الحقبة، كما دخلت الكثير من الأفكار الانحرافية في المجتمع والثقافة الإسلامية، بل حتى بين أتباع الطائفة وأصحاب علي بن موسى الرضا (ع) فالانفتاح على الأمم والثقافات الأخرى له مردوداته السلبية الكثيرة، وينبغي أن نحذر من ذلك، وأن نكون محصّنين تجاه ما يرد إلينا من أفكار وثقافات، فالمحصّن لا يضره الانفتاح، سواء انفتح على غيره أم انفتح غيره عليه.
مواجهة حركات الانحراف:
فالإمام الرضا (ع) تصدى لتلك الهجمة إلا أنها كانت شرسة جداً. فأول مشكلة واجهته عند تصديه لزمام الإمامة والقيادة، هي مشكلة الواقفة، وهم من وقفوا على الإمام الكاظم (ع) ورأوا أنه المهدي المنتظر، ولا إمام بعده.
ففي فترات تعرض الإمام الكاظم (ع) للسجن، كان هنالك من تصدى من الوكلاء لقبض الحقوق الشرعية، والتبليغ، في فترة غياب الإمام، وكان ذلك بإشراف الإمام الرضا (ع) فتكدست الكثير من الأموال عند هؤلاء الأصحاب. وبسبب السلطة الضاغطة آنذاك لم يكن بالإمكان إنفاق الكثير من تلك الأموال، وكانت مرحلة عصيبة جداً. ولما استشهد الإمام الكاظم (ع) وانتقلت الإمامة وزمام الأمور للإمام الرضا (ع) بادر بعض من كان تصدى للوكالة وبيده الأموال الطائلة إلى حبس الأموال، تحت ذريعة جديدة، وهي القول بأن الإمام الكاظم (ع) لم يمت ولم يستشهد، إنما غاب عن الأنظار، ورفع إلى السماء، وهو المهدي المنتظر! كل ذلك للاحتفاظ بالأموال الطائلة التي بين يديه. فأطلق عليهم (الواقفة) أي أنهم توقفوا عند الإمام الكاظم (ع) ولم يرتضوا إمامة الإمام الرضا (ع) رغم الحجج والبينات التي عرضت عليهم.
وقد واجه الإمام الرضا (ع) هؤلاء، ولعنهم ونعتهم بالزنادقة وأن مصيرهم إلى جهنم. ولم تكن تلك المجموعة من خارج المذهب، أو من خارج مدرسة أهل البيت (ع) إنما كانوا من داخلها، وبعضهم كان من المشار إليهم.
كما عانى الإمام الرضا (ع) من المفوضة، وهم مجموعة من داخل المذهب أيضاً، قالوا بتفويض الأمر للأئمة (ع) وقالوا: إن الله تعالى خلق الخلق ثم فوض أمره وكل شيء فيه للأئمة (ع) وجعل مقاليد الأمور إليهم، يميتون ويحيون ويرزقون ويفعلون كل شيء. وهؤلاء خرجوا من الملة والدين، وقد لعنهم الإمام الرضا (ع) أيضاً.
وكذلك عانى من أصناف الغلاة، الذين ذهبت بهم المذاهب وجعلوا من الأئمة آلهة، فخرجوا من الملة أيضاً، وقد لعنهم وتصدى لهم.
التحذير من مصاحبة الأحمق:
بالعودة إلى وصية الإمام السجاد (ع) لولده الإمام الباقر (ع) قال: «وإياك ومصاحبة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك».
هذا هو الصنف الرابع من الأصناف التي حذر الإمام السجاد (ع) من مصاحبتهم. والأحمق هو قليل العقل، كما ورد في الروايات. أو المتهور في الأمور كما في روايات أخرى، أي المتسرع فيها دون تريث أو تدبير. والمؤمن لا يكون أحمق، فصفة الإيمان لا ينالها المؤمن إلا بعد أن يتخطى الكثير من المراحل، ومنها الحماقة، بأن لا يكون أحمق. فقد ورد في بعض الروايات عن النبي (ص): «المؤمن كيّس فطن». (بحار الأنوار، المجلسي 64: 307).
فالأحمق سريع القرار، عَجول، يتدخل فيما لا يعنيه، إلى غير ذلك من العلامات التي تجتمع فيه فيسمى أحمق.
عن الإمام علي (ع) أنه قال: «الحمق داءٌ لا يُداوى، ومرض لا يبرأ». (غرر الحكم، الآمدي: 96). فلا بد أن ننتبه لهذا المرض الخطير، الذي من الممكن أن يكون مزمناً لا يداوى ولا يبرأ.
ويقول (ع): «الحُمق أضرُّ الأصحاب». (غرر الحكم، الآمدي: 36). فالصفات أصحاب، إن كانت الصفة سيئة فبئس الصاحب، وإن كانت حسنة فنعم الصاحب. فالصدق والكذب والأمانة والخيانة والحمق والعقل وغيرها كلها أصحاب. فكيف يرضى العاقل أن يكون الحمق صاحبه؟
وعن أمير المؤمنين (ع) في صفة الأحمق قال: «تعرف حماقة الرجل في ثلاث: في كلامه فيما لا يعنيه، وجوابه عما لا يُسأل عنه، وتهوره في الأمور». (غرر الحكم، الآمدي: 321).
عواقب مصاحبة الأحمق:
من عواقب وآثار مصاحبة الأحمق أنه يريد أن ينفعك فيضرك، كما ورد في وصية الإمام السجاد (ع) للإمام الباقر (ع). وفي وصية أخرى له أيضاً: «إياك يا بني أن تصاحب الأحمق أو تخالطه، واهجره ولا تجادله». (بحار الأنوار، المجلسي 71: 198).
ويقول الإمام أمير المؤمنين (ع): «كن على حذر من الأحمق إذا صاحبته، ومن الفاسق إذا عاشرته، ومن الظالم إذا عاملته». (غرر الحكم، الآمدي: 532).
وعن الإمام الصادق (ع) قال: «ومن لم يجتنب مصادقة الأحمق أوشك أن يتخلق بأخلاقة». (أمالي الشيخ الصدوق: 270). ومن الطبيعي أن يتأثر الصاحب بصاحبه، فمن يدخل دكاناً لبيع العطور فلا شك أن العطور تعلق بثيابه، ومن يجلس عند الحداد لا يعلق بثيابه سوى رائحة الدخان ولون السواد. وهكذا الحال في المصاحبة.
وهنالك الكثير في هذا الموضوع، ولكن طال بنا المقام، فأكتفي بهذا القدر، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين
جديد الموقع
- 2025-05-21 محاضرة "أخلاقيات السرد " للدكتور كميل الحرز وسط حضور نخبوي
- 2025-05-21 من المتوقع أن يتحلل الكون في 1078 سنة، أي قبل وقت أطول بكثير مما كان يُعتقد سابقًا
- 2025-05-21 بيئة الأحساء تُفعّل اليوم العالمي للنحل في لولو مول
- 2025-05-21 الجامعة الأهلية بالبحرين تتوسع في استقطاب الطلبة السعوديين المتميزين وتطلق حملتها من "الأحساء مول"
- 2025-05-21 برعاية سمو المحافظ : انطلاق منتدى ( الاحساء صديقة الطفل ) 25 مايو
- 2025-05-21 وفد الجامعة العالمية يلتقي الملحق الثقافي العراقي في لندن
- 2025-05-21 تخرج احفادي من الابتدائية فرحة اعادت لي ذكرياتي الاولى
- 2025-05-20 سمو محافظ الأحساء يُقلّد مدير الدفاع المدني بالمحافظة رتبته الجديدة
- 2025-05-20 "قرع الطبول في زيارة إسطنبول" للكاتب منير المنيري
- 2025-05-20 برعاية سمو محافظ الأحساء وكيل المحافظة يشهد حفل تخريج طلاب أكاديمية الكفاح المتوسطة تحت شعار طموح