2024/10/04 | 0 | 418
في مودة أهل البيت (عليهم السلام) والقربي لهم
مع كتاب نفائس الأخيار في تاريخ النبي محمد صلى الله عليه وآلة الأطهار. للمؤلف/ فخر الخطباء السيد محمد حسن الشخص. الطبعة الأولى 1445هـ/ 2024 م
جزء من المقدمة:
بقلم الدكتور/السيد عدنان عبد رب الرضا باقر الشخص
عن الخطيب الشخص نتكلم:
بين يدينا كتاب كتبه العم الخطيب السيد محمد حسن الشخص وهو كتاب يتكلم في قسمه الأول عن وقائع الاسلام الأولى، وفي قسمه الثاني عن سيرة وترجمات بعض أصحاب النبي محمد (ص) وبعض أصحاب الإمام علي (ع)، وأما القسم الثالث والأخير فقد تكلم عن مواضيع مختلفة اسماها النفائس.
وهناك أمثلة عديدة على المواقف التي قام بها العم لخدمة الأفراد وسعيه لمساعدتهم حتى اشتهر في الأوساط وعرف بين الناس بشهامته وقضاء حوائجهم، مثل رفع تهمة عن رجل حكم عليه بتهمة ملفقة وغير ذلك. وكان له الكثير من المواقف في جمع تبرعات لمساعدة فقير لشراء منزل أو علاج قريب أو غير ذلك من القضايا التي لا حصر لها لكثرتها.
في مودة أهل البيت (عليهم السلام) والقربي لهم:
قال الله في فرقانه الكريم: ﴿قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ﴾ سورة الشورى 23. وهذه الآية الشريفة هي من آي الذكر الحكيم الخاص من نزولها في أهل البيت (ع). وفيها ألزم الجليل جل شأنه الأمة الإسلامية وجوب محبتهم. وأبان لهم فيها عن فرض مودتهم، ولم تجعل الآية الشريفة بعد مناصاً لكل من ينتحل الدين الإسلامي أن يحيد عن مودتهم، ويميل عن وجوب محبتهم. يقول الشعراوي" صاحب كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأفكار: (ويجب اعتقاد وجوب محبة ذرية نبينا محمد(ص) ، وإكرامهم واحترامهم، وهما الحسن والحسين (ع)، أبناء فاطمة (ع) ، وأولادهما. وأن نكره كل من آذى شريفاً. ونهجره ولو كان من أعز أصحابنا لقوله تعالى:﴿قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ﴾ سورة الشورى 23.وأما المجد البغوي، الذي هو من أعاظم علماء السنة يقول في تفسيره: مودة النبي صلى الله عليه (وآله ) وسلم، ومودة أقاربه من فرائض الدين . وغير خفي من أن المودة مشتقة (من الود) وهو الحب القوي الدائم الثابت وهذا المرمى الذي رمزت إليه الآية الشريفة.
وقد تطرق كثير من فطاحل علماء السنة، وأدباءها في نظمهم منهم الإمام الشافعي، الذي هو أحد أئمة خلفهم وسلفهم بقوله:
يا آل بيت رسولِ اللهِ حُبُّكُمُ=فُرضُ مِنَ اللهِ فِي القُرْآنِ أَنْزَلَهُ
ومنهم ابن العربي:
رأيتُ وَلائِي آلَ طَهَ فَرِيضَةً=رأيتُ وَلائِي آلَ طَهَ فَرِيضَةً
فَمَا سَأَلَ المَبْعُوثُ أَجْراً عَلَى الْهُدَى=بِتَبْلِيغِهِ إِلَّا الْمُوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى
وهكذا قال النبهاني صاحب كتاب الشرف المؤبد لآل محمد (ص)، قصيدة عصماء منها قوله:
ال طه يا آل خير نبي=جدكم خيرة وأنتم خيار
أذهب الله عنكم الرجس=أهل البيت قدماً فأنتم الأطهار
لم يسل جدكم عن الدين أجراً =غير ود القربى ونعم الاجار
والحق إذا تدبرنا محبتهم التي فرضها علينا الكتاب لوجدناها هي من أفضل الطاعات عند الله تعالى، وأقبلها لديه. ويبلغ صاحبها عند الله سبحانه الدرجات العلية، التي تتقاصر عنها جميع درجات أهل الطاعة؛ لأن جميع الأعمال الصالحة العبادات، لا قيمة لها ولا قسط، عند الله سبحانه، مالم تعضدها محبة أهل البيت (ع).كما وأن الأحاديث مستفيضة بهذا.
منها قوله (ص) :(ألزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقى الله عز وجل وهو يحبنا، دخل الجنة [بشفاعتنا]، والذي نفسي بيده، لا ينفعُ عبداً عملُهُ إلا بمعرفة حَقَّنَا).
وقال (ص) ، في حديث آخر: إن الله تعالى خلق الأنبياء من أشجار شتى، وخلقت أنا وعلي من شجرة واحدة، فأنا أصلها، وعلى فرعها وفاطمة لقاحها، والحسن والحسينُ ثمرها، وأشياعُنا أوراقها. فمن تعلق بغُصن من أغصانها نجا، ومن زاغ عنها هوى ولو أن عبداً عبد الله عز وجل [بين الصفا والمروة] ألف عام، ثم ألف عام، ثم ألف عام، حتى يصير كالشن البالي وهو لا يحبنا أكبه الله على منخريه في النار).
حبكم يغسل الذنوب عن العبد=ولا غرو أن يزيل فساده
يوم تأتون واللواء عليكم=خافق ما أجلها من سياده
والمحبون خلفكم في أمان= حين قول الجحيم هل من زياده
فاز والله في القيامة شخص = لكم بالوداد أدى اجتهاده
كلُّ مَنْ لَم يُحِبُّكُمْ فهو في النار = وإن أوهنت قواه العباده
هكذا جاءنا الحديث عن الهادي =فَمَنْ ذا الذي يروم انتقاده
وقد اقتبس معنى هذا الحديث الشريف أبو بكر بن شهاب الدين الحضرمي في رائعته في مدح أهل البيت(ع):
وقد منح الله سبحانه أئمة الهدى من آل محمد (ص)، وخصهم بمزايا لم يخص بها أحد من خلقه، وهي أن جعلهم رجال الأعراف المثبتون بهذه الآية الشريفة وهو قوله تعالى: ﴿وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاً بِسِيمَاهُمْۗ﴾ سورة الأعراف 46. والأعراف هو موضع عال من الصراط تقف عليه الأئمة ليميزوا محبهم من عدوهم. وسيماء المحب في ذلك اليوم يرد أبيض الوجه ناصع الغرة. والمبغض طالح الوجه أسود الوجه. ولقد أجاد الشاعر حيث يقول من مقطوعة له:
يا عِترَةَ الْمُخْتَارِ يَا مِنْ بِهِم=يفُوزُ عَبْدٌ يَتَوَلَّاهُمُ
أُعْرَفُ في الحَشْرِ بِحُبِّي لَكُم=إِذْ يُعْرَفُ النَّاسُ بِسِيمَاهُمُ
وورد في تفسير قوله تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيْهِمْ ﴾ سورة الفاتحة 6-7 . أي أرشدنا إلى حب محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم، وقد ذكر هذا وكيع بن الجراح في تفسيره عن الثوري والسدي وأسباط وقتادة عن ابن عباس في محبة أهل البيت (ع).
يقول الزمخشري:
كثر الشك والخلاف وكلُّ =يَدَّعِي الفوز بالصراط السَّوِي
وهذه المنزلة الشامخة التي أثبتتها لهم آية المودة وهي تطويق رقاب الأمة الإسلامية بطوق محبتهم؛ لأنهم خيرته والصفوة من عباده، وفرض مودتهم على كل فرد، كما فرض محبتهم وجعلها الصراط المستقيم الذي أخبرنا عنه في فرقانه الكريم، لقوله تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ﴾ سورة الأنعام 153. ويقول سبحانه عزَّ وجلَّ : ﴿ وَلَاتَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ﴾ سورة الأنعام153.
والمراد هنا من السبل أئمة الضلال، وجعلهم أيضاً حبله الذي أوصانا بالاعتصام به بقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) سورة الأنعام153.روى لنا الثعلبي في معنى هذه الآية من تفسيره الكبير بالإسناد إلى أبان بن تغلب عن الإمام الصادق (ع)، قائلاً : ( نحن حبل الله الذي قال: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِاللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ سورة الأنعام153.).
جديد الموقع
- 2024-11-23 أفراح الملفي و الفليو تهانينا
- 2024-11-22 عادات قرائية مفيدة
- 2024-11-22 مع أن الأديان تتحدث عن قيمة التواضع الفكري، لكن قد يصعب على رجال الدين بشكل خاص تطبيق ما يدعون إليه الناس
- 2024-11-22 يرجع الفضل في استمرارك في تذكر كيف تركب دراجتك الهوائية إلى منطقة المخيخ في دماغك.
- 2024-11-22 نظرة على البنوك في المملكة.
- 2024-11-22 المخرج الشاب مجتبى زكي الحجي يفوز بجائزة أفضل مخرج في مهرجان غالاكسي السينمائي الدولي35
- 2024-11-21 توقبع اتفاقية شراكة بين جمعية أدباء بالاحساء وجمعية هجر التاريخية
- 2024-11-21 أمانة الاحساء تُكرّم الفائزين بــ ( جائزة الأمين للتميز )
- 2024-11-21 سمو محافظ الأحساء يبحث مع معالي وزير التعليم خطط ومشاريع تطوير التعليم في المحافظة
- 2024-11-21 «الغربة باستشعار اللون».