2020/03/29 | 0 | 2569
شيخ مؤرخي الأحساء الأديب الشيخ جواد بن حسين الرمضان منارة علمية أحسائية يُستضاءُ بها في دروب العلم والثقافة
اشتهرت الأحساء شرق المملكة العربية السعودية على مر العصور والأزمان بعلمائها وأدبائها. فهي الأحساء الخلاقة التي يُتغزل بها محلياً وعالمياً، فتارةً الأحساء ضمن عجائب الدنيا الطبيعية السبع لعام 2009م، وتارةً الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي (باليونسكو لعام 2018) وتارةً الأحساء عاصمة السياحة للدول العربية لعام 2019 وإنجاز تلو إنجاز. فلا غرو أن يولد من رحم بيوتاتها العلمية والأدبية الخلاَقة منارة علمية أحسائية يُستضاءُ بها في دروب العلم والثقافة ، ومن وليد تلك البيوتات الأصيلة ، الأديب الراحل المؤرخ (الشيخ جواد بن حسين آل الشيخ علي الرمضان)، وهو سليل بيت علم وأدب، حيث خرجت من أسرته آل الرمضان أجيال من العلماء والفقهاء والأدباء والشعراء، وللشعر جانب كبير في إنتاجهم، وأبرز علمائهم جده الرابع الشيخ محمد بن عبدالله المتوفي في البحرين عام 1240هـ -1835م، فقيه و شاعر له قصيدة نونية مطبوعة تُعرف "بخير الوصية" في الآداب الدينية والاجتماعية، وجده الثالث الأديب الشيخ علي بن الشيخ محمد بن الشيخ عبدالله الرمضان المتوفي عام 1265هـ -1848م فقيه وشاعر له ديوان شعر مخطوط طُبع عام 1414هـ -1993م ، وجده لأمه الشاعر الشيخ مُلا علي بن محمد آل موسى الرمضان المتوفي عام 1323هـ -1905م له ديوان شعر مخطوط طُبع عام 1413هـ -1992م ، والشاعر مُلا موسى بن الشيخ مُلا علي بن محمد الرمضان المتوفي 1369هـ - 1950م، أما البارزون المعاصرون من أسرته أخيه الشيخ محمد بن حسين الرمضان –أبي سمير- مواليد 1350هـ - 1931م حفظه الله ، وهو أديب ونسابة وشاعر ومؤرخ وله عدة مؤلفات منها (ديوان مائدة رمضان) و(أمثال وأقوال من عامية الأحساء)، حيث بوفاة أديبنا المؤرخ الشيخ جواد الرمضان (رحمه الله) في 27 شوال 1439هـ -11 يوليو 2018م، فقد الوطن والخليج العربي هامة ثقافية باسقة بطول نخيل واحته الأحساء.
ولد الأديب المؤرخ الشيخ جواد بن حسين آل الشيخ علي الرمضان عام 1357هـ - 1938م في محلة الفوارس بالرفعة الوسطى من مدينة الهفوف بالأحساء شرق المملكة العربية السعودية، ونشأ في أسرة أحسائية علمية وأدبية، تجرع مرارة اليتم في وقت مبكَر حيث توفى والده وهو في سن السادسة من عمرة، وذلك في عام 1363 هـ -1943م، فكفله أخوته، فكما قالت الكاتبة شمس علي:(حيث أن العناية الإلهية تلطفت بالصغير اليتيم جواد لتحيك له حياة مطرزة بالإبداع، مكتنزة بالعطاء، مدموغة بالأسفار)، حيث بدأها بدراسة مبادئ القراءة والكتابة في طفولته عند المطوع وحفظ القرآن الكريم على يد مُلا عبدالله بن صالح العامر ومُلا موسى بن سليمان وكانا من المبصرين، حيث وفق مؤرخنا بختم القرآن الكريم في أقل من عام.
أرض خصبة للثقافة
كان الأخ الأكبر الأديب الشاعر المؤرخ الشيخ محمد بن حسين الرمضان (أبي سمير) مهتم اهتمام كبير من صباه بالقراءة والمطالعة للكتب والدوريات والأدب والأنساب، مما كان له أثر بالغ على أخيه الأصغر جواد في تبني هذا الاهتمام والاستفادة من كتبه، حيث إعتاد أخيه الأديب الشاعر أبي سمير بالجلوس في المساء على منضدته للقراءة وكان أخوه الأصغر جواد يأنس بالجلوس بجانبه لتتوطد علاقته بالكتاب والمطالعة، حيث يذكر المؤرخ الشيخ جواد في أمالي الرمضان بقلم سلمان :( خارج دروازة الخميس بالهفوف بنى القصيبي فندقاً ومطعماً ومقهىً في موقع عمارة المحبوب حالياً وفيها دكاكين وأحدها دكان استأجره مصور من البحرين اسمه - جاسم - ، وفي نفس الفترة صدرت في البحرين مجلة اسمها صوت البحرين في حدود 1368هـ - 1948م و- جاسم - هو وكيل توزيع مجلة صوت البحرين والأخ أبي سمير يشتري أعدادها بانتظام ويقرأها ثم استأذنه لقراءتها وأستفيد مما فيها من ثقافة متنوعة واستمرت تلك المجلة في الصدور إلى 1374هـ - 1954م)، بالإضافة إلى ما توفره مكتبة التعاون الثقافي من دواوين شعر وكتب في الأدب والتاريخ، حيث كانت أول مكتبة في الأحساء تأسست عام 1368هـ -1948م وكان الأديبُ أبوسمير الرمضان وأخوه الصغير جواد من أوائل روادها، حيث أسبل له أخوه الأكبر الأديب الشيخ محمد الرمضان -أبو سمير- أرضاً خصبة للثقافة والأدب والتاريخ ليحرث مؤرخنا الشيخ جواد بمعوله في تلك الأرض الخصبة الجرداء ويزرعها مما اكتسبه من علوم مختلفة في الأدب والتاريخ والتراث وعلم الأنساب.
هجرته بين العمل والتعليم
في رجب من عام 1369هـ - 1949م، انتقل إلى البحرين بمعيّة أسرته وأشقاؤه منهم أخوه الأكبر الحاج جعفر الرمضان -أبي عبدالرؤوف (ت 1432هـ -2010م)، والأديب الشاعر المؤرخ الحاج محمد الرمضان -أبي سمير- حفظه الله-، وكانت سفرته الثانية للبحرين حيث سفرته الأولى مع والده وهو طفل صغير، حيث يمارسون حرفة أبيهم الراحل المتوارثة من الأجداد في خياطة البشوت، فهناك أتقن المؤرخ جواد في صباه حرفة خياطة البشت الحساوي في سن مبكّر في البحرين، بجانب سعيه لنيل العلم ملتحقاً بالدراسة المسائية في مدرسة جمعية الصادق، أسسها مثقفو البحرين المستقلين من نادي العروبة ، حيث درس الحساب والمطالعة والخط العربي واللغة الإنجليزية ، وكان من أساتذته للغة الإنجليزية الأستاذ الفاضل صادق محمد بن مكي البحارنه الذي أصبح فيما بعد رئيساً لدائرة الأوقاف ، كما درس اللغة الإنجليزية عند الأديب والشاعر سيد رضي الموسوي في بيته، وهو صاحب نشيد البحرين ووالد وزير الصحة سابقاً فيصل الموسوي ،ومعلم القراءة الأستاذ حميد بن علي التحو والأستاذ محمد النواخذة ومعلم الحساب الأستاذ حسن الخياط ، ومن زملائه جواد بن فارس الشيخ، وجواد بن طاهر التحو واستمر في الدراسة في تلك المدرسة من أواخر 1370هـ -1950م إلى آخر 1371هـ -1951م ، مستلاً من وقت راحته بعد عمله، حيث يعمل في خياطة البشوت صباحاً مع إخوته جعفر وموسى وصديقهم علي ياسين حسن الأمير في قيصرية الشيخ عبدالله بينما أخيه الأديب محمد متأرجحاً حينها في العمل بين الأحساء والبحرين، ويدرس مؤرخنا الشيخ جواد مساءً كل يوم ساعتين، ونمت لديه في البحرين حب القراءة والمطالعة واقتناء الكتب التي لم تنقطع أثناء دراسته الليلية ،حتى تكونت لديه مكتبة لابأس بها، حيث أصبح لديه إقبال على شراء الكتب المستعملة من (سوق المقاصيص) أثناء دراسته الليلية في البحرين وارتياده مكتبة الحاج محمد علي التاجر. ومن الكتب النفيسة التي اقتناها (كشكول الشيخ يوسف العصفور)، طبعة حجرية أولى في (بومباي – الهند) عام 1291هـ -1874م، يُعنى بالتاريخ والأدب والتراجم والعقائد والفقه والنوادر، اشتراه من تاجر البشوت السيد عبدالله اليوسف بعد أن أشبع نهمه من قراءته، ومن خلال هذا (الكشكول) وقف المؤرخ الرمضان على تراجم بعض علماء الأحساء منهم : الشيخ محمد بن أبي جمهور ، والشيخ محمد بن علي بن أبي جمهور، فاصبح له اهتمام في تتبع آثار علماء الأحساء وأدبائها وكان ذلك في عام 1372هـ -1952م. وحصل على نسخة من ديوان الشيخ أحمد بن علي بن مشرف الأحسائي، وديوان شعر بعنوان (شفق الأحلام) للأستاذ محمد بن سعيد المسلم ، واشترى (كتاب الأغاني) ووقف فيه على شعراء من البحرين ، فصار من أمنياته أن يرى كتاباً يجمع بين دفتيه ما يتعلق بأعلام المنطقة وآثارهم العلمية والأدبية، فبدأ بنقل بعض النصوص من مصادرها إلا أنه لم يوفق في تلك الفترة بما يلبي طموحه لضعف إمكانياته وكان ذلك في 1373هـ -1953م، إلا أنه كثف القراءة المسائية ، وهمته فيها غلبت همته على خياطة البشوت إلا بما يغطي تكاليف المعيشة، علماً بأن تلك الفترة كانت تعرف بازدهار مهنة خياطة البشت الحساوي في البحرين ومردودها المالي الكبير.
وبعد أن أمضوا في البحرين 10 سنوات، هاجروا بحرفتهم إلى العراق وهو في سن الثامنة عشر من عمره. ترك مكتبته في غرفة أحد أقاربه بعد أن أودعها في خمسة صناديق خشبية طول كل واحده منها 1.5 متراً، لينضموا مع باقي الأحسائيين في الكاظم ببغداد العاكفين على صياغة الذهب والبشوت الحساوية، إلى أن طردهم سريعاً انقلاب تموز، انقلاب (عبدالكريم قاسم) على الملكية، من العراق ليتوجهوا الى سوريا ليكملوا مسيرتهم العملية في خياطة البشوت مع ما يقارب مئة أسرة أحسائية في دمشق لخياطة البشت الحساوي وتأسيسه في تلك البلد بدعوة من الحاج عبدالله إبراهيم بوحليقة -رحمه الله - على أثر الشراكة بينه وبين التاجر الدمشقي نبيه حمدَالله. وعندما طال بمؤرخنا الرمضان البقاء، أرسل له أحد أقاربه يستأذنه بالانتفاع ببيع متاعهم المودع في البحرين، فأذن له ولم يخطر بباله أنه سيتصرف أيضاً بصناديق الكتب وبيعها بثمن بخس في سوق المقاصيص الذي اشتراها منه وهو كناية عن المِقص وهو الشخص المعدم المفلس. ولم يغمض لأديبنا الراحل جفن عن إشباع نهم القراءة في سوريا، حيث تسنت له مع أخيه الأديب المؤرخ أبي سمير فرص واسعة في التغلب على ألم خسارة فقدان مكتبته في البحرين، وذلك بالحصول مجدداً على الكتب من استعارة بأجر أو شراء كتب مستعملة حتى تكونت لديهما مكتبة لا بأس بها في سوريا، حيث يذهب كل يوم جمعة إلى سوق دمشق عند باب الصالحية ويشتري الكتب والدوريات بأثمان زهيدة من على الأرصفة والعربات، فحصل على كتب ومخطوطات قديمة ونادرة منها دوريات ترجع إلى القرن التاسع عشر الميلادي مثل (مجلة المختطف والهلال) أيام صدورها في حياة (جورجي زيدان) مؤسس دار الهلال في مصر. كما أكمل مؤرخنا تعليمه النظامي في دمشق وكان معه عبد الحميد محمد حسن الأمير ودرس معه سنة كاملة، حيث انضم المؤرخ الشيخ جواد الرمضان في المرحلة الابتدائية في دمشق ابتداءً من الصف السادس مباشرة، لأنه تعلم القراءة والكتابة والحساب في البحرين من غير أن يحصل على شهادة، وواصل إلى المرحلة المتوسطة، على أمل الالتحاق بالمعهد العلمي في الأحساء.
عودته الى أرض الوطن ومسقط رأسه الأحساء
قرر المؤرخ الشيخ جواد مع أخوته الحاج جعفر والحاج موسى والحاج علي والحاج أحمد، وأخيه الأديب الشاعر الحاج محمد -أبي سمير- الذي طبع ديوانه الشعري (مائدة رمضان) في دمشق عام 1385هـ -1965م (مطبعة كرم) كأول ديوان شعري لشاعر أحسائي، الرجوع إلى أرض الوطن ومسقط الرأس الأحساء بعد قضاء قرابة 10 أعوام في دمشق وذلك عام 1388هـ -1968م، فعمل مع إخوته في خياطة البشوت، حيث لقي البشت الحساوي ازدهاراً وطلب في مهده الأحساء. فعاد مؤرخنا جواد الى مسكنه الأول في محلة الفوارس بالرفعة الوسطى بالهفوف الذي هو مسقط رأسه، وعاد إلى أهله وجيرانه، ومعاودة خياطة البشوت في مجلسهم الشهير (مجلس الشيخ علي الرمضان)، مع عدد من المخايطة الأحسائيين المهرة، إلى أن تم نزع ملكية بيوت الطين في محلة الفوارس فيما بعد عام 1401هـ -1981م ومنهم منزل مؤرخنا الرمضان، ومجلس جدهم الشيخ علي الرمضان.
مدرسته التراثية
وكعادة أسرة مؤرخنا أينما حلَوا في مكان وهمَوا بخياطة البشوت قرنوه بطلباً للعلم ، فطمح المؤرخ الشيخ جواد أن يواصل تعليمه النظامي بإكمال المرحلة الثانوية في الأحساء ، ليحقق حلمه في الالتحاق بالمعهد العلمي لكن لم تجري الرياح بما يشتهي مؤرخنا حيث لم يُقبل لكبر سنه عن تلك المرحلة، فصنع من الألم أمل ، فبجانب عمله في خياطة البشوت، صنع له مدرسة تراثية قوامها البحث والكتابة حيث بداية بحثه كانت عام 1390هـ ، وكان مرتبطاً بتراث أسرته الرمضان العلمي والأدبي، حينها وجد كتباً نادرة وقليلة تتحدث في هذا المضمار، مما دفعه إلى الدخول في البحث عن تراث شرق الجزيرة العربية "الأحساء، القطيف، البحرين"، ليطوي بعدها صفحة عمله في البشوت التي دامت 15 عاماً في الأحساء بعد الرحلة الدمشقية، ليتفرغ لمعشوقته الأحساء بجمع تراثها ورصد تاريخها، من خلال قراءته النهمة والمطالعة لكتب التراث الأدبي والعلمي والدوريات والمخطوطات والوثائق. صنعت منه عالماً متبحراً في التاريخ والأدب وقبلة للباحثين وقطباً يستدل بِه في علم الأنساب والتراجم، حيث يستقبل بكل رحابة صدر في ضحى كل جمعه طلبة العلوم الدينية والباحثين وأساتذة الجامعات وطلاب الدراسات العليا والمؤرخين والمهتمين برصد التراث والتاريخ ومعرفة الأنساب من كل حدب وصوب، ليس فقط من السعودية بل من جميع دول الخليج، مجيباً على أسألتهم الغزيرة معتمداً على ذاكرته التي لا تُهزم أبداً، ليشبع نهمهم المعرفي في إثراء مؤلفاتهم وبحوثهم، حيث يسرد المعلومة بطريقة علمية، لتكون مادة خصبة وجاهزة لبحث من سأله عنها. فهو فخر الأحساء وابنها البار الذي توجته بشهادة فخرية من جامعة مجتمعها مطرزة بحُبِ أبنائها. وبين هذا وذاك تكونت لديه مكتبة في موطنه الأحساء تزخر بآلاف الكتب والمخطوطات النادرة وأرشيف كبير من الوثائق والرسائل القديمة.
مصادر بحوثه
قلة المصادر جعلته ينتهج سبلاً شاقة في البحث عن مصادر لمؤلفاته وبحوثه العلمية، أتعب نفسه في البحث عنها والعثور عليها، منها ما عثر عليه من خلال تنقيبه للمخطوطات النادرة والوثائق الخاصة والوصايا والرسائل القديمة، لينقل مصادره من تلك الوثائق الخاصة التي ليست موجودةً عند أحدٍ غيره، مما أودعها أصحابها في محاريب المساجد والكهوف، وذلك من خلال ما قام به المؤرخ الشيخ الرمضان بجولات استكشافية للأماكن الأثرية في الأحساء، مثل كهوف (جبل القارة)، والمساجد القديمة مثل (مسجد جواثا) وهو المسجد الذي صُليت فيه ثاني جمعة في الإسلام، و(مسجد الجعلانية) بالبطالية الذي يرجع تاريخ تأسيسه قبل 1000 عام تقريباً، وغيرها من المساجد القديمة المنتشرة في أطراف الأحساء. ومنها من خلال رصد التاريخ الشفاهي من خلال المقابلات الشخصية مع العلماء والأدباء وأحفادهم، ومنها من الكتب النادرة التي يتنافس عليها بالشراء للمكتبات الشخصية مزايدةً لما قد يبيعه ورثة العالم أو الأديب ممن لم يرثوا منه ذلك الاهتمام ليبيعوا مكتبته بين عشيةٍ وضُحاها. ومن خلال صداقاته للعلماء والمشائخ والأدباء وارتياده لهم وتبادل المنافع الأدبية بينهم، وأبرزهم الأديب (الشيخ باقر آل أبي خمسين) قاضي الأوقاف والمواريث ت 1413هـ -1993م، والمؤرخ (الشيخ جعفر الهلالي) ت 1440هـ-2019م، و(المؤرخ السيد هاشم الشخص) حفظه الله.
مؤلفاته
أفنى حياته في رصد تاريخ الأحساء بالقراءة النهمة والمطالعة في أُمهات كتب الأدب والتاريخ والثقافة العربية وكتب الرحالة الأوائل الذين زاروا الأحساء ضمن جولاتهم العالمية أمثال (ابن بطوطه وناصر خسرو وابن علوي وياقوت الحموي) حيث يستشهد كثيراً بما كتب هؤلاء خاصةً ياقوت الحموي صاحب (معجم البلدان) الذي يقع في سبعة أجزاء، والاطلاع على المجلات الدورية مثل (العربي الكويتية، والأديب اللبنانية، والهلال المصرية، ومجلة الكاتب المصري، ومجلة الكتاب، والمصور، ومجلة العرفان، ومجلة المجمع العلمي السوري، وصوت البحرين ، وقافلة الزيت، والواحة، والساحل، ومجلة الموسم، ومجلة المنهل، ومجلة العرب) وغيرها الكثير بشكل منتظم، ومجالسة العلماء والأدباء ومحاورتهم وجمع الوثائق والمخطوطات التاريخية والرسائل القديمة والوصايا في منطقة الأحساء وخارجها هاضماً بذلك ليس فقط تاريخ الأحساء بل متبحراً في تاريخ دول الخليج العربي من خلال القراءة المستمرة لما وُثق من تاريخها ، متنقلاً بين مكتبات عدة دول وعواصم منطلقاً من الأحساء إلى (المنامة ودمشق والكويت والقاهرة ولبنان) ودوّل أخرى وصولا إلى (الأرشيف العثماني في إسطنبول)، فما كان من حَرْثِه العلمي والتعلم الذاتي والبحث المضني طوال حياته متجاوزاً الثمانين عاماً إلا أن يجني ثماره بمؤلفات متنوعة في الأدب والتاريخ وعلم الأنساب والتراجم معظمها مخطوطة يتردد في طباعتها شغفاً بالاستزادة و الإضافة عليها بلغت عشرون مؤلفاً، من أبرزها (مطلع البدرين في تراجم علماء وأدباء الأحساء والقطيف والبحرين)، 12 جزأً، استغرق تأليفه ثلاثين عاماً ، طبع في الكويت منه جزآن الأول والثاني طبعه أولى عام 1419هـ -1999م. و(معجم أعلام الأحساء في العلم والأدب لسبعة قرون من سنة 800 هجرية)، في أربعة أجزاء، وقدم له العلامة المؤرخ العراقي المفكر العربي الكبير (الدكتور حسين علي محفوظ ) (1925م- 2009م) سفير الحضارة العالمية، وأشاد به بقوله ( تُعتبر الأحساء من مواطن العلم العامرة بالعلماء الكبار ومن مراجع الأدب الحافلة بالأدباء البارعين ومن منابت الشعر المخصبة بالشعراء الفحول، عُرف أهلها بالطيبة والذكاء والفطنة والأريحية والألمعية، وتميز علماؤها بالعمق والدقة والإحاطة والاستيعاب، ورزق أدباؤها البراعة والإبداع والإتقان، وشعراؤها اللطف والرقة وخفة الروح. عرفت بلاد البحرين الثلاث الأحساء والقطيف والبحرين (أوال) وأنا صغير وتعرفت على علمائها وأبدائها وشعرائها وأنا يافع ، وأتيح لي أن أطلع على أمثلة من روائع تراثها وأنا في عنفوان السن، وقد عرفتُ بأدب البحرين في أواسط هذا القرن ثم احصيتُ علماءها وأعلامها، وكتبتُ (نظرة في تراث البحرين) و(مصادر دراسة تراث البحرين ) و( خمسة عشر قرناً من تاريخ التراث العربي في البحرين ) وألممتُ بنتاجه الضخم الفياض المعطاء والمعطار، وأتاني أن الأخ الكريم الفاضل الشيخ جواد بن حسين الشيخ علي الرمضان -أطال الله بقاءه-، ألَف كتاب (مطلع البدرين في تراجم علماء وأدباء الأحساء والقطيف والبحرين) وقد سرني جداً أن يهتم أهل البلاد بمآثرهم وأثارهم وأبهجني أن يخص الأخ الكريم الشيخ جواد (الأحساء) بكتاب مفرد يُوسعُ أعلامها وعلماءها تعريفاً).
عضويته في نادي أدبي الشرقية
عضو مؤسس لنادي أدبي المنطقة الشرقية حيث دامت عضوية مؤرخنا الرمضان لمدة ثلاثة عشر عاما، وكان أول اجتماع للنادي في 11/6/1410هـ - 8/1/1990م.
ألقابه التكريمية
حظي مؤرخنا الرمضان بطيف واسع من الألقاب التكريمية من قبل الأدباء والشعراء والمؤرخين والمفكرين والعلماء. من أبرزها : شيخ المؤرخين، جاحظ عصره، طبري الأحساء، أطلس التاريخ، عالم التأريخ، علاَمة مؤرخ، معشوق الجماهير، كنز المعارف، أيقونة الأحساء الرقراقة، الباحث الموسوعي، قبلة الباحثين.
المصادر
1-مقابلة مع مؤرخنا الكبير الشيخ جواد بن الرمضان رحمه الله في27/4/2018م في منزله في الأحساء.
2- مقابلة مع الأديب الشاعر المؤرخ الشيخ محمد بن حسين الرمضان (أبي سمير) في 11/10/2018م في منزله بالدمام.
3-بوخمسين، موسى الهادي. في محراب الشيخ محمد بن الشيخ حسين آل أبي خمسين. ص106، الطبعة الأولى 1425ه، مؤسسة العروة الوثقى، لبنان.
4-الحجي، سلمان بن حسين، أمالي الرمضان بقلم سلمان، الطبعة الأولى 1434هـ مطبعة الرجاء.
5-شمس علي، جواد الرمضان بين إبداعين: حياكة (خياطة)المشالح والتأريخ. مقال في قافلة الزيت على الرابط التالي: https://qafilah.com/ar/جواد-الرمضان
6-الرمضان ، وفاء بنت جواد ، مقال بعنوان "كنوز شيخ المؤرخين الشيخ جواد الرمضان".
7-المبرزي، إبراهيم. مقال في جريدة اليوم، 28ربيع أول 1424، 29مايو 2003 العدد 1094.
8-الرمضان، محمد موسى. مصدر سابق، مقال " قالوا في شيخ المؤرخين الشيخ جواد الرمضان"، نشر في موقع المطيرفي.
9-الحسين، سيد عادل حسن، مقال بعنوان "المؤرخ جواد الرمضان منارة أحسائية رائدة" بتاريخ 9 يونيو2107 نشر في القطيف اليوم على الرابط التالي: http://alqhat.com/beta/archives/30078
10-جعفر عمران، مقال بعنوان "المؤرخ الرمضان: حلقات مفقودة عن تاريخ الأحساء وعهود كاملة لانعرف عنها شيئاً" بتاريخ 21 يوليو 2005 العدد9732، جريدة الشرق الأوسط على الرابط التالي:
https://archive.aawsat.com/details.asp?article=313190&issueno=9732#.Xiw9DyS8aaN
11-تحرير لغوي: الأستاذ ياسين محمد الناصر.
جديد الموقع
- 2024-11-24 البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل
- 2024-11-23 جمعية الكشافة تُشارك في الاحتفاء باليوم العالمي للجودة
- 2024-11-23 العرابي يتوّج في الاحساء بطلاً للجولة الثالثة والأخيرة لمنافسات بطولة السعودية تويوتا الدرفت 2024
- 2024-11-23 الفتح يتصدر ترتيب الأندية في الدوري المشترك للبلياردو
- 2024-11-23 ذاكرة القلم عن ملتقى الفريج الشمالي
- 2024-11-23 الأدلجة السلوكية
- 2024-11-23 في يومين : الأدباء الشباب في ضيافة ابن المقرب
- 2024-11-23 أفراح الملفي و الفليو تهانينا
- 2024-11-22 عادات قرائية مفيدة
- 2024-11-22 مع أن الأديان تتحدث عن قيمة التواضع الفكري، لكن قد يصعب على رجال الدين بشكل خاص تطبيق ما يدعون إليه الناس