من خلال ما يكتبه شعرت بشخص له موهبة بالكتابة والبحث متميزا بأسلوبه الراقي وجذب القراء فيما يدونه يراعه. منذ سنوات وجدت تلك الطاقة تدفعني دفعا وتجرني نحوه لمعرفته عن قرب. فلأمال تراودني للوصول لهذه الشخص الذي كان ضوءا ماسيا انار لي طريقا وبعث الامل في تفكيري من جديد فهو بحق أحد مبعثي أملى فيما كتبه أعني صديقي وأخي الكاتب الاستاذ " سلمان عبد الأعلى " "سلمان عبد النبي المعيوف "

كان لقائي الأول به احتفاء بباحث يبحث عن الحقيقة. كتب بخبرته وثقافته وتجربته إلى فضاء رحب. فلقائي المباشر بتنسيق من الكاتب الاستاذ: عادل حبيب القرين "ابا محمد " حيث كان لقاءا مميزا امتزج بالمعرفة والانسانية بما هو نصيا ونقديا فيما يطرحه من نصوص. لقاء في سياق العطاء الغني للمبدع والناقد الاستاذ سلمان عبد الأعلى. بحديثه العامر بالدلالات والمقارنات منها شدني أكثر فأكثر لأجسد علاقة اخوية صادقة تضمنت أسمي معاني الاخوة واصدق المشاعر.

"ابا محمد " كاتبا وناقد يحمل بين جانبيه روح التسامي والحب والدقة فيما يطرح ويؤمن به. فمن خلال حديثه او مقالاته تجد المقومات الجلية عبر التوجيه للمتلقي وانطلاقا من قدرته على قراءة الواقع وكسف ملابساته. فتقده يتسم بالقيمة الاخلاقية الرائعة المبنية على المصادر والمنطق والاستنتاج بعيدا عن الشخصنة والتشخيص.

الاستاذ سلمان: متميز في هندامه. انيق في ملبسه، متواضعا، صاحب اسلوب راقي في تعامله الانساني. متواصلا عفيفا، قارئا متمعنا فيما يقع بين يديه، عزة نفس وكرم سخي، قنوعا يحمل افق واسع من المعرفة والاطلاع.

لم تكن علاقتي محصورة معه بأرض الوطن الغالي ولكنني سافرت معه خارج الوطن. فوجدته الرجل الشامخ صاحب المبادئ الانسانية والاخلاقية في تعامله وفي زيارته لمن يتفق معهم ومع من يختلفون معه. عندما يتحدث او يكتب او يحاور تنسال الكلمات منه كإنسيال الزئبق على الزجاج . ليس فبما يطرحه من نقد هو المتمثل الرئيسي لديه . إنه الشخص الذي يستشعر الحسن وعكسة وتمكنه من التحليل بدراسة واعية ولغة جميلة . صبور قليل الحديث مغضا للبصر متسامحا .

"ابا محمد " عرفته ومن خلاله عرفت العديد من الشخصيات ومن اقاربه واخوته . حيث وجدت فيهم العزة والكرامة والتقدير والاحترام والكرم والسخاء . فإن مجالسته لا تمل وابتسامته لا تفارقه مع الجميع . اخ وصديق افتخر واعتز بمعرفته وصداقته . اسأل الله العلي القدير ان يديم عليه الصحة والعافية .