![تجنيد النصوص تجنيد النصوص](https://almoterfy.com/upload_list/source/Article/writer/1527425876.jpg)
2019/08/16 | 0 | 1648
تجنيد النصوص
قد لا يلام الجاهل إذا ما أسرف به انحيازه لعرقه أو لعائلته أو لثروته أو حتى لما يدين به في توسيع نظرته الاستعلائية على الآخرين . ولكن العالِمون العارفون وحدهم لا يُعذرون إن لم تُسعفهم معارفهم في التصدي لكل نظرة استعلائية لا تُخلّف وراءها إلا معاناة هنا ، أم إهدار حق هناك .
ولعله من الغريب جداً ، أن تجند نصوص مقدسة في عملية استدلال منحازة ، لمجرد إثبات ما لا يمكن أن تكون حقيقته سوى هوى نفسي ، أو مصلحة ذاتية .
خذ مما يؤسف له مثلاً ، عندما ينبري بعض طلبة العلوم الدينية للنضال عن تمييزهم المرجو أن يكون مستداماً في المحافل والمناسبات العامة ، منظرين له ب( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) ذاهبين بتأويل هذا النص المقدس فقط إلى ما ينحازون إليه فقط من استدامة لتعالي وتمييز شأنهم داخل تلك المناسبات .
من أخطر الأشياء في تقديري توظيف المضامين الدينية في عكس خط سيرها العام التي جاءت من أجله . أقول هذا في الوقت الذي أكد فيه النص المدشن على ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ، وهذا تنبيه مهم بأن التقوى هو معيار الأكرمية الوحيد لدى الله ، ولعل اخوتنا من ذوي العلم يوافقوننا بأن معايرة التقوى من قبلنا كبشر ومنح أنفسنا وغيرنا في سلمها درجات عملية عصية علينا ، بينما هي في متناوله وحده ، وكأن المعنى المستفاد إجمالاً من هذه الآية : احذروا ياعبادي لأن يمنح بعضكم نفسه مكانة أعلى من غيره ، فضلاً عن أن يطالب الغير بها .
لكن يبدو أن إخوتنا في الله من ذوي العلم هدانا الله وإياهم لم يلتفتوا إطلاقاً لحالة الانحياز التي أطبقت عليهم حينما أعرضوا عن آية التقوى واتجهوا إلى ( هل يستوي الذين يعلمون ........) في إثبات مبتغاهم من ضرورة التمييز لدى البشر . يبدو والله العالم أنهم لم يلتفتوا بأن عدم الاستواء ليس محسوماً في موضوعه ، فقد يراد به المنزلة وقد يسع الحساب ، وهذا من أعراف العقلاء !!
فإن كان الله سبحانه قد يتجاوز عمن لايعلمون حينما تسعى بهم أفهامهم إلى تغييب النظرة الدينية الأصيلة ، كنظرة تكفل للإنسان حقه بغض النظر عن لونه وجنسه وثروته أو حتى مستوى تعليمه ، فهل سيتساهل مع من يفترض أنهم يعلمون حينما يناضلون عن رفعة دنيوية زائلة ، أو تكريس نظرة مستعلية واهمة ، تترك خلفها ماقد تترك ... !!!.
أما حينما يُستشهد ب ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) ، فمن المستغرب حقاً أن لايكتفي من يعتبرون أنفسهم علماء بأن رفعتهم المأمولة قد تحققت واستوفت لدى الله ، بل يطول بهم الأمل كثيراً ويسعون بهذه الآية حثيثاً إلى طلب الرفعة في كل مكان وزمان ، حتى لو كانت على ظهور المتخلقين ، من هم للنظام ، ولاحترام عامة الإنسان من المعتبرين .
جديد الموقع
- 2024-07-20 الفتيات ومحرم الحرام
- 2024-07-20 الختام اليوم السبت .. 260 متبرع في حملة بر النجاح
- 2024-07-20 تظن أنك قد اتخذت قرارًا ماذا ستشتري؟ في الواقع، دماغك لا يزال يعمل على اتخاذ هذا القرار، حتى لو وضعت المنتج في سلة التسوق
- 2024-07-20 نواة العنصرية
- 2024-07-19 توصلت دراسة إلى أن الأطفال الذين تُقدم لهم "أجهزة رقمية" لتهدئة فورات غضبهم يفشلون في تعلم كيف يتحكمون في إدارة انفعالاتهم في وقت لاحق من حياتهم
- 2024-07-19 لماذا نفضل ما نفضله
- 2024-07-19 مدينة الكتب في كوريا
- 2024-07-19 لا هدوء في المكتبات
- 2024-07-19 عام جديد ومسؤوليات جديدة.
- 2024-07-19 العمل التطوعي صنعة أهلية.