
2025/04/13 | 0 | 163
القراءة في كتاب الحمزة ابن عبد المطلب (ع)
قراءة في كتاب الحمزة ابن عبد المطلب (ع)، الكاظمين الغيظ -الشؤون الفكرية والثقافية- ، الطبعة/1432هـــ
حمزة مثال الطاعة والانقياد:
علت مكانة حمزة في قومه وفي بني عبد المطلب، إلا أنه كان ذلك الجندي المطيع الله ولرسوله، ولم يخالف قط أمراً صدر من رسول الله (ص) ولم يفكر بأنه كان عماً للرسول وأكبر منه سناً، بل كان مسلماً راضياً كل الرضا في اتباع ابن أخيه وما يصدر منه.
وفي رواية سد الأبواب عندما أمر رسول الله (ص)أعمامه وسائر أصحابه بسد أبوابهم من المسجد وترك باب علي (ع)، قال في ذلك حمزة بن عبد المطلب (ع): العجب من فضل الله عز وجل يؤتيه من يشاء، يخرج العم من المسجد ويترك ابن العم.
فبلغ ذلك رسول الله (ص) فلقي حمزة فقال له: يا حمزة بن عبد المطلب، قد بلغني قولك في أمر المسجد، وسدي أبواب عمومتي وترك باب علي، والله ما عن أمري فتحت الأبواب، ولكنه عن أمر رب العالمين، ولا عن أمري سددت ما سددت وتركت ما تركت لكنه عن أمر رب العالمين، فأيكم سخط أمر رب العالمين؟
فقال حمزة: فداك أبي وأمي ما نسخط ذلك بل نرضى ونسلم فقد بعثت إلينا وفي قومك من هو أكبر سنا منك، وأطوع فيهم وأكثر أموالاً، وأبعد صوتاً، ولكن الله تعالى يعلم حيث يجعل رسالته، فخصك بذلك دونهم، فأهل ذلك ربنا، وأهل ذلك أنت عنه، وأهل ذلك علي من الله ومنك يا رسول الله، فقد آمن بك علي إذ كفرنا، بل وصدقك إذ كذبناك، ورضي بالله وبك وهو غلام، وجحدنا نحن ذلك ونحن رجال، ودعوتنا وجميع بني عبد المطلب، وطلبت من يؤازرك منا على أن تجعله أخاك ووزيرك في حياتك ووصيك وخليفتك من بعدك، فأحجمنا ومنعنا من ذلك ونحن رجال، وبذل لك نفسه وهو غلام، فهنيئا لعلي ما منحه الله عز وجل إياه وفضله به، وما ننكر فضله فابتهج رسول الله(ص) لذلك من قوله عمه، وأثنى عليه خيراً.
ومن الرواية يتضح الانقياد التام وطاعة حمزة لأوامر الله الصادرة بلسان رسوله محمد بن عبد الله(ص) وأنه قد هيأ نفسه لهذه الطاعة بإيمان وإخلاص، وهذا ما نراه في سيرته العطرة (رضي الله عنه)، وكان أبو طالب (رضي الله عنه)، يخص حمزة من دون إخوته وعناه أن يتبع محمدا(ص) وينصره والصبر على طاعته والثبات على دينه فقال (رضي الله عنه):
فصبرا أبا يعلي على دين أحمد
وكن مظهرا للدين وفقت صابرا
نبي أتى بالدين من عند ربه
بصدق وحق لا تكن حمز كافرا
فقد سرني إذ قلت: إنك مؤمن
فكن لرسول الله في الله ناصرا
وباد قريشا بالذي قد أتيته
جهاراً، وقل ما كان أحمد ساحرا
حمزة في الكتاب والسنة:
إن الله تعالى اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، وفي ذلك حث على الجهاد في سبيل الله تعالى وذم من يبطئ في الخروج إليه، وأن المجاهدين في سبيله شروا بإسلامهم الله تعالى الحياة الدنيا بالآخرة، فوعدهم الله عز وجل أن لهم أجرا عظيما وجنات ومنازل رفيعة، وأن المجاهد في سبيل الله ينتهي إلى أحدي عاقبتين ممدوحتين، أولهما أن يقتل في سبيل الله شهيدا والثانية أن يقتل عدو الله منتصرا وفي كليهما أجر عظيم ورضوان من الله عز وجل.
ولما كانت كل معاملة تتكون في الحقيقة من خمسة أركان أساسية وهي: «المشتري والبائع والمتاع، والثمن، وسند المعاملة أو وثيقتها» فقد أشار الله سبحانه إلى كل هذه الأركان فجعل نفسه مشترياً والمؤمنين بائعين، وأموالهم وأنفسهم متاعاً وبضاعة، والجنة ثمن لهذه المعاملة والوثيقة هي الوعد الذي ذكره في كتبه المنزلة «التوراة والإنجيل والقرآن».
فهذه تجارة لا مثيل لها ولن تخسر أبداً، بل فيها الربح دائماً والفوز العظيم، وقد كان بطلنا حمزة بن عبد المطلب أحد مصاديق المجاهد المقاتل في سبيل الله تعالى، فما من آية ذكر فيها الجهاد إلا وحمزة قد شمل فيها، كقوله تعالى:﴿ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾[ الأحزاب: 23]
نزلت هذه الآية في حمزة وعبيدة قضى نحبه وعلي (ع) من ينتظر أجله، وإنها شاملة لجميع المؤمنين. وقوله تعالى: ﴿مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [العنكبوت: 5]
عن ابن عباس قال: أنها نزلت في بني هاشم، منهم حمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث. وقوله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [البقرة: 25].
قال الإمام الباقر(ع): نزلت في حمزة وعلي وعبيدة، وهناك الكثير من الآيات القرآنية التي نطقت بسيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب والمجاهدين المؤمنين ومن تبعهم بإيمان، وكما أسلفنا فإن كل آية ذكر فيها الجهاد والقتال في سبيل الله يكون حمزة أحد مصادقيها.أما في السنة فقد ذكره النبي الأكرم (ص) وأمير المؤمنين (ع) وسائر الأوصياء وبينوا مكانة حمزة وفضله وما قدمه في سبيل الله تعالى حتى رفعه الله سبحانه وأعطاه المراتب العالية وجزيل الثواب وأعلى مقامات السعادة الأبدية، فالشهادة في سبيل الله هي أشرف خاتمة لعمر المؤمن، وقال رسول الله (ص) :
«فوق كل ذي بربر، حتى يقتل الرجل في سبيل الله، فليس فوقه بر»، وقال (ص): «أشرف الموت قتل الشهادة»، فما بالك وأن حمزة كان هو سيد الشهداء فينال كل الفضائل التي جعلها الله لمن قتل شهيدا، وكما قال رسول الله (ص)الفاطمة (ع): «شهيدنا سيد الشهداء وهو حمزة بن عبد المطلب وهو عم أبيك. قالت: يا رسول الله (ص) وهو سيد الشهداء الذين قتلوا معه. قال: لا، بل سيد شهداء الأولين والآخرين، ما خلا الأنبياء والأوصياء وجعفر بن أبي طالب ذوا الجناحين والطيار في الجنة مع الملائكة».
وذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فضله ومكانته في احتجاجه على أهل الشورى قائلا في حديث طويل: «نشدتكم في الله.. هل فيكم أحد له عم مثل عمي حمزة أسد الله وأسد رسوله وسيد الشهداء غيري؟».
قالوا: اللهم لا.
وقال أبو جعفر(ع): «على قائمة العرش مكتوب حمزة أسد الله وأسد رسوله وسيد الشهداء». وهذا غيض من فيض فقد دخل سيد الشهداء التأريخ من أوسع أبوابه وذكره القرآن وذكره رسول الله (ص) والأئمة من بعده، وكلما تليت آية الجهاد والقتال والشهداء إلا وكان حمزة أحد مصادقيها.
جديد الموقع
- 2025-04-23 سمو محافظ الأحساء يكرّم المشاركين في مبادرة "أنثر أثر"
- 2025-04-23 من منبر الجمعة.. الشيخ عادل المرعي: سماحة العلامة الحجة الشيخ جواد الدندن -قدس سره- كان شعاره السير إلى الله سبحانه وتعالى
- 2025-04-23 مجرد تفكيرك في أنك جائع قد يغير جهازك المناعي
- 2025-04-23 29 شاعرًا وشاعرة يتنافسون على لقب "شاعر الجامعة" في التصفيات النهائية بجامعة الملك عبدالعزيز
- 2025-04-23 سمو محافظ الأحساء يفتتح "قرية النخيل" كوجهة ثقافية وسياحية لتعزيز التنمية الزراعية والسياحة الوطنية
- 2025-04-23 أمانة الاحساء تُصدر ٣٩١٤ " شهادة صحية " وتُجري ٥١٠ فحص ميكروبيولجي
- 2025-04-23 الاعتذار .. سهل ممتنع تتهاوى عند أعتابه الرجال
- 2025-04-23 تساؤل عظيم اللغز: ماذا لو وُلدت من جديد؟!
- 2025-04-23 ( قصيدةُ نثرٍ فيها ما ليس فيها )
- 2025-04-22 افراح العبد والدندن والنجاد تهانينا