
مسجد الامام علي بالمطيرفي ومسجد العباس بالمطيرفي ومسجد الشيخ الاوحد بالمطيرفي
2017/07/29 | 0 | 1566
الشيخ حسين العباد :وظائف المنتظرين ومسؤولياتهم (1)
( موقع المطيرفي )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين. واللعنة الدائمة على أعدائهم أعداء الدين.
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾.
منزلة المنتظرين :
عن الإمام زين العابدين (ع) قال: «إن أهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل كل زمان، فإن الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (ص) بالسيف، أولئك هم المخلَصون حقاً، وشيعتنا صدقاً، والدعاة إلى دين الله سراً وجهراً».
هذه الحقبة الزمنية، أي مرحلة الغيبة الكبرى وصفها الإمام زين العابدين صلوات الله وسلامه عليه بأنها فترة مهمة لشيعتهم، وخطيرة في الوقت نفسه. فالمصدِّق والمتمسك والمؤمن بصاحب العصر (عج) جعل الإمام (ع) منزلته بمنزلة من كان مع رسول الله (ص) لا من عاش مع رسول (ص) فقط. فكلنا يعلم أن هناك الكثير ممن عاشوا مع رسول الله (ص) لم يستجيبوا لنداء رسول الله (ص) وهناك الكثير من الغزوات والمعارك التي خاضها رسول الله (ص) لم يستجب فيها الكثير منهم لرسول الله (ص) ولم يخرج معه لخوضها.
فمن المعارك التي أحب أن أشير إليها معركة أحد، التي وقعت في الخامس عشر من شهر شوال، تلك الحادثة التي فجع فيها رسول الله (ص) باستشهاد عمه حمزة بن عبد المطلب رضوان الله عليه، أسد الله وأسد رسوله كما وصفه رسول الله (ص) عندما وقف على جثمانه الشريف الذي مُثِّل به من قبل تلك المرأة في ذلك المشهد والموقف الفظيع، فقد قطعت أذنيه، وجدعت أنفه، وراحت تتباهى بذلك في مكة بعد رجوعها من المعركة، وتفخر على نساء العرب. ذلك الحادث المؤلم والمصاب الجلل الذي جعل رسول الله (ص) يتألم ويحزن كثيراً، فلما رجع للمدينة وسمع النساء يبكين قتلاهن من قال: «ولكن حمزة لا بواكي له».
فهناك من تخلف عن هذه الواقعة العظيمة ممن كان في عداد أصحابه،كعبد الله بن أبي بن سلول وأصحابه، إذ انعزل بأصحابه عن رسول الله (ص) وكان معهم قبل ذلك.
وكان عدد جيش المسلمين في تلك الغزوة لا يقل عن ألف، ولكن عندما اقتربوا لجبل أحد ـ وهو قريب من المدينة المنورة اليوم بعد توسعها، وقد كان في تلك الأزمنة بعيداً قليلاً منها ـ انشق عبد الله بن أبي بن سلول عن جيش رسول الله (ص) وكان معه ما لا يقل عن ثلاثمئة مقاتل، وهذا ما يؤثر سلباً في المعركة كما هو معروف، وكان في الطرف المقابل ما لا يقل عن ثلاثة آلاف من فرسان قريش وكبّارهم، وهم موتورون في بدر، ويريدون أن يثأروا من رسول الله (ص) وأصحابه.
وهكذا وقع ما أرادوا، وأوجعوا قلب رسول الله (ص) وقتلوا حمزة، ذلك الرجل العظيم الكبير. هؤلاء نموذج ممن عايش رسول الله (ص) وتخلى عنه في وقت الشدة.
فكلام الإمام زين العابدين دقيق جداً حيث يقول: وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (ص) السيف. فليس من المعلوم أن كل ما قُدر له أن يعيش مع رسول الله (ص) يستجيب لندائه. ولكن ولله الحمد نحن نعيش في هذه المرحلة التي لا تقل في الأجر والثواب والمنزلة عن أولئك الذين عاشوا بين يدي رسول الله (ص) واستجابوا له فقاتلوا بين يديه وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم.
إن عقيدتنا بالإمام المهدي (ع) تعتبر النقطة الأبرز في حياة من يعيش في الغيبة الكبرى، فما هي المسؤوليات المنوطة بالمؤمن تجاه صاحب العصر والزمان؟
دور المؤمن في عصر الغيبة :
لقد تحدثنا في الخطبة الماضية عن آداب الغيبة الكبرى، وفي هذه الخطبة نتحدث عن مسؤوليات المؤمن في هذه المرحلة، وهي كما يلي:
1 ـ تثبيت الاعتقاد به (عج): فلا بد من غرس الأمل والحياة في النفوس، فالإنسان في هذه الحياة يصاب باليأس، بسبب المشاكل والمنغصات، ولكن الروايات تؤكد أن من يعتقد بالإمام (ع) لا بد أن يكون لديه الأمل الكبير. فليس هنالك ما هو أعظم وأشقّ على الإنسان المؤمن من غيبة الإمام (عج) فالعلماء العرفاء يسهرون الليل يبكون بكاء الثكلى لغيابه.
فلا بد لمن يصاب بشيء من هموم هذه الحياة الدنيا أن يتذكر غيبة الإمام لكي يزرع في نفسه الأمل ولا ييأس من هذه الحياة.
2 ـ معرفة الإمام: فعندما يثبّت الإنسان أصل المعتقد بصاحب العصر والزمان، لا بد أن يعرف شخص الإمام (عج). فعن الإمام الباقر (ع): «إنما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرف الله وعرف إمامه منا أهل البيت، ومن لا يعرف الله عز وجل ولا يعرف الإمام منا أهل البيت فإنما يعرف ويعبد غير الله. هكذا والله ضلالاً»()، فالإمام الباقر (ع) ربط معرفة الله بمعرفة إمام الزمان (عج). فمن عاش في زمن الغيبة الصغرى أو الكبرى أو قبلهما في عهد الإمام العسكري أو الهادي (عليهما السلام) أو في زمن الأئمة كلهم واحداً بعد واحد، لا بد أن تقترن معرفته للإمام بمعرفة الله جلّ وعلا. ومن ادعى معرفة الله دون معرفة الإمام ـ كما في الخوارج الذين فعلوا ما فعلوا في دماء المسلمين وأعراضهم فادعاؤه يكذبه الواقع، فالله جل وعلا يريد منا أن نعبده من حيث يريد لا من حيث نريد. فالخوارج وأمثالهم عبدوه من حيث يريدون، لا من حيث يريد هو منهم، إذ عبدوا الله دون الإمام، فابتعدوا عن الدين، وأظهروا عداءهم لإمام المتقين علي بن أبي طالب (ع) وحاربوه، وهم يرفعون شعار: لا إله إلا الله.
فالإمام الباقر (ع) يبين لنا أن معرفة الله جل وعلا مقرونة بمعرفة الإمام، ومن غير معرفة الإمام لا يكون سوى الضلالة، وهو ما يقسم عليه الإمام بالله سبحانه وتعالى.
وفي رواية أخرى عن الحارث بن المغيرة قال: «قلت لأبي عبد الله عليه السلام: قال رسول الله (ص): من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية؟ قال: نعم. قلت: جاهليّةً جهلاء أو جاهليةً لا يعرف إمامه؟ قال: جاهليّة كفرٍ ونفاق وضلال»().
إن ميتة الجاهلية لم تنتهِ بمجيء الإسلام، فهنالك الكثير من العادات والتقاليد الممارسات التي نمارسها ـ مع الأسف ـ ترجع إلى تلك الحقبة الزمنية من الجاهلية. فمن مات وهو لا يعرف إمام زمانه مات ميتة كتلك الميتة من الكفر والنفاق والضلال. فهذه الأوصاف الثلاثة تترتب على من لا يعرف إمام زمانه.
وفي رواية أخرى عن إمامنا الصادق (ع) إمام المذهب الذي نعيش هذه الأيام ذكراه، يقول فيها: «لا يقبل الله من العباد عملاً إلا بمعرفتنا»(). فالعمل مربوط بمعرفة أئمة أهل البيت (ع).
وفي رواية أخرى كذلك عنه (ع) قال: «خرج الحسين بن علي (ع) على أصحابه فقال: أيها الناس، إن الله جل ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه، فإذا عرفوه عبدوه، فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه. فقال له رجل : يا ابن رسول الله، بأبي أنت وأمي، فما معرفة الله؟ فقال (ع): معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته». والمشار إليه في هذه الحقبة هو صاحب العصر والزمان، فالأعمال كلها مربوطة بمعرفته.
في ظل هذه الأهمية لمعرفة الإمام (صلوات الله وسلامه عليه) بحيث إنها معيار الإيمان وقبول الأعمال، نقطع بأنه ليس المراد بها معرفة الاسم واسم الأب والوالدة والغيبة فقط، إنما هي معرفة بعنوان آخر وردت عنهم (ع)، ولا يعرف حقيقة الإمام إلا الإمام.
يقول الإمام الصادق (ع): «وأدنى معرفة الإمام إنه عدل النبي محمد (ص) إلا درجة النبوة ووارثه، وأن طاعته طاعة الله وطاعة رسول الله (ص) والتسليم له في كل أمر، والرد إليه والأخذ بقوله».
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
جديد الموقع
- 2025-05-21 محاضرة "أخلاقيات السرد " للدكتور كميل الحرز وسط حضور نخبوي
- 2025-05-21 من المتوقع أن يتحلل الكون في 1078 سنة، أي قبل وقت أطول بكثير مما كان يُعتقد سابقًا
- 2025-05-21 بيئة الأحساء تُفعّل اليوم العالمي للنحل في لولو مول
- 2025-05-21 الجامعة الأهلية بالبحرين تتوسع في استقطاب الطلبة السعوديين المتميزين وتطلق حملتها من "الأحساء مول"
- 2025-05-21 برعاية سمو المحافظ : انطلاق منتدى ( الاحساء صديقة الطفل ) 25 مايو
- 2025-05-21 وفد الجامعة العالمية يلتقي الملحق الثقافي العراقي في لندن
- 2025-05-21 تخرج احفادي من الابتدائية فرحة اعادت لي ذكرياتي الاولى
- 2025-05-20 سمو محافظ الأحساء يُقلّد مدير الدفاع المدني بالمحافظة رتبته الجديدة
- 2025-05-20 "قرع الطبول في زيارة إسطنبول" للكاتب منير المنيري
- 2025-05-20 برعاية سمو محافظ الأحساء وكيل المحافظة يشهد حفل تخريج طلاب أكاديمية الكفاح المتوسطة تحت شعار طموح