ونكسفت شمس الحبيب

فجعنا برحيلك وحزنت قلوبنا وجعا لفراقك ودمعة عيوننا صغيرناا وكبيرنا لفقدك غادرت الحياة وكلك روح ألقة معطاءة وقلبك النقي ونفسك ندية سخيه ما الصعب الفراق علينا وما أصعب مرارة الوجد حين كنت بين ظهرانينا واليوم تحمل على أكتاف محبيك وتوارى بأيديهم ويهال التراب على جسدك الطاهر ليسدل ستار على العطاء الروحي والتربوي والديني والاجتماعي كنت شعلة نور تضئ بين محبيك وفكر المتجدد في السلوك إلى الله فسلام على تلك الروح التي عرجت إلى باريها لتجزا الجزاء الاوفى
إذا مات العالم أنثلمت ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء وفقدك أيها الشيخ الجليل ثلمة لن يسدها احد بعدك الحديث عن الشيخ لا يمكن أن نختزلها في سطور ولا يمكن أن نختزلها في كتاب خلال حقبة عاشها فضيلته رحمه الله تقارب الستين أو تزيد والعمل الرسالي الديني والاجتماعي والتربوي في وسط مجتمعنا بالجبيل فكان رحمة الله يمتلك الإرادة ويمتلك الحكمة والصبر في أحنك الظروف وأشد المواقف صابرا حكيما وصاحب رؤى مستقبليه قريبا من أبناء مجتمعه قريب من الآباء والشباب والناشئ وكل فئات المجتمع مما أحبته القلوب وطمأنت له النفوس وأنجذبت إليه الأرواح مثالا يحتذى به في أخلاقه الكريمة ومواقفه الجليه.
سوف استعرض نكات من حياته الزاخرة بالعطاء والثمار التي أتت أكلها كل حين ونلخص بعضها في حياته الاجتماعية والثقافية والفكريه

المجال الثقافي والفكري تميز فضيلة العلامة الشيخ حبيب رحمة الله عليها بالعمق الفكري والثقافي منذو شباب ومراحل دراسته حيث انه مولع بالقراءة وأقتناء الكتب بشتى أنواعها وبعد عزم على الالتحاق بالحوزة العلمية زاد شغفه بالقراءة حتى أصبح قامة علمية وأستاذ حوزوي وضليع في اللغه العربيه كل ذلك أنعكس في خطابه المنبري ومنها البعد الفكري والرؤية الحكيمة التي تميز بها رحمه الله

الجانب الاجتماعي له دور فعال وحراك مميز لإانضمامه في كثير من الجهات الرسمية والاجتماعية وله دور بارز في دعمها وبعضها ضمن المؤسسين لها
ومن أبرز الجهات التي كان لها أثر كبير في الدعم والتواصل مركز جمعية البر بالجبيل كرئيس المجلس الإشرافي بالمركز وله دور في دعم مشاريع المركز كبناء وترميم البيوت والإعانات والمبادرات والبرامج التي يقيمها المركز... وله دور في الحث على تقديم زكاة الفطر للمركز كعمل منظم ورسمي وحضوره في إفطار صائم بشكل مستمر ولم يتخلف عنه منذ البدأ
كذلك كان ضمن أعضاء إدارة نادي الجبيل الرياضي أنا ذاك في بدايات التأسيس عام ١٤٠٥ وكان مشرف للجنة الثقافيه بالنادي
ومن اللجان الأهليه الاجتماعيه كذلك ضمن المؤسسين لمهرجان الزواج الجماعي وكذلك الزواج التوافقي لفترة طويله وله دورا في إنجاحهما
كذلك له دورا في الإشراف على الاحتفالات والعزاء والاعتكاف وبرامج اجتماعية عدة
وفقد الشيخ رحمة الله عليه لن يعوض وترك فراغ كبير وثلمة لن يسد ها شئ. فقد حمل مسؤوليه كبيرة تجاه المجتمع إضافة إلى مسؤولياته الأسريه وقدرته على التوازن بينهما ونشغالاته الأخرى وهذا يدل على الإحساس بالمسؤليه الشرعيه والاجتماعيه
وما يميز فضيلة الشيخ رحمه الله قربه من جميع الشرائح الاجتماعيه مما أنعكس ذلك على حبهم له.. وسمة البارزة تلك الابتسامة التي لم تفارق محياه قمة في الخلق والحكمة والصبر لم يحمل ذرة حقد على احد وكان الإصلاح ديدنه والكثير من الشرائح الاجتماعيه تتجه إليه لحل بعض القضايا الأسريه وهذا الجانب ربما هذا جانب لم يعرفه الا القليل. لن أطيل أكثر فحياة الشيخ لا يمكن اختزالها في سطور فقط هي إشارات مضيئة من حياته...
ومن تجربتي اياه فقد كانت الصدقه ديدنه في كل جمعه ويتم توزيعها...
هكذا كان الحبيب حبيبا وقريبا بأعماله إلى الله وقريبا من محمد وآله..خطيبا حسيينا مفوها وانموذجا يقتدى به كطلبة علوم دينيه.. عرجت روحه إلى بارئها بصفاء ونقاء وقلبا سليما وجسد طاهرا وختم حياته مع الحسين عليه السلام ومحمد وأهل بيته الأطهار فسلام عليك يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا
نعم الأب ونعم الأخ ونعم الشيخ اوقدت في أرواحنا حرارة الفقد واشتعلت في قلوبنا حرارة الفراغ افتقدتك المصلاة ومحراب الصلاة افتقدتك مفاتيح الجنان افتقدتك تلك الادعيه التي كنت تعرج بها إلى السماء افتقدتك محبين الصلاة وأهل الصلاة فرحم الله روحك أيها الشيخ وأسكنك الله مع محمد وال محمد وهكذا أسدل الليل سدوله بفراقك ونكسفة شمس الحبيب المشرقه..