2017/06/19 | 0 | 4158
وقفة مع أخطاء المثقفين في المشهد الأحسائي
1- عدم تراكم الخبرات في المشهد الثقافي
2-عدم وجود مجايلة للمثقفين
3-غياب التنظير واختفاء المنظرين من المشهد الثقافي المحلي ولا يمكن أن يؤسس لأي مشروع ثقافي إلا بوجود أرضية تنظير ووجود منظرين للمشهد الثقافي وبعدها يتم مراجعة وتقييم هذا المشروع ومن ثم إعادة قراءته حتى تؤسس أرضية ثقافية تنظيرية للعمل من خلالها ،ونظرا لغياب المنظرين ترى كل المثقفين الذين يقودون الحراك موجودين في الميدان الثقافي وبدون خلفية تنظيرية يعتمدون عليها في أرض الميادن وبالتالي عملهم أشبه مايكون بالقصف العشوائي وغير الممنهج يرمون سهامهم يمينا وشمالا وبدون حماية ثقافية لبنائهم الثقافي أو التفكير في نتيجة القصف وردة فعل الطرف الآخر (التقليدي) تجاههم .
أحيانا تصيب لهم بعض هذه السهام ولكن ردة الفعل تكلفهم أكثر مما حققوه من مكاسب أو ما تم تحقيقه يعتبر ضئيلا أمام ماقدموه من تضحيات اجتماعية واستنزفوه من وقت وجهد كان يمكن أن يحققوا فيه مكاسب ونجاح أكبر لو كانت عندهم أرضية ثقافية تنظيرية يشتغلون من خلالها.
4- غياب الخبرات الثقافية
عدم قدرة المثقفين الموجودين في الساحة على إدارة الأزمات في الميدان الثقافي والاجتماعي وبالتالي ترى اغلب حراكهم الثقافي يقوم على ردات الفعل التشتجية غير محسوبة العواقب من ردة الفعل الاجتماعي تجاههم وبما أن الطرف الآخر (التقليدي) أكثر خبرة منهم في الميدان ورؤيتهم أكثر وضوحا من المثقفين تجدهم يستثمرون الأخطاء الفادحة بسبب التسرع والانفعال من المثقفين ويجيرونها لصالحهم بل يضخموها اجتماعيا ومن ذلك على سبيل المثال ردة الفعل الحادة تجاه مجتمعهم وإصدار بيانات إدانة في أفعال تمثل جانب من عقائد المجتمع الدينية تربى عليها مئات السنوات مما يجعل الطرف التقليدي يقتنص مثل هذه الأخطاء ويقلب الصورة للمجتمع ويصور له المثقفين أنهم يريدون محاربة عقائدهم وهدم موروثهم دينيا في وقت يواجهون هجمات شرسة من المتطرف خارج إطار دائرتهم العقدية ويتناسى المثقفون أن خطابهم موجه للعامة والبسطاء وليس للنخب!!
5-التسرع والاستعجال
ولو كان المثقفون يمتلكون رؤية تنظيرية لم يدخلو في صدام مع المجتمع وبدل من ذلك لتسللوا إلى الموروث الديني الاجتماعي وتمت قراءته ومن ثم العمل على هدم قواعده وقطع جذوره حتى ينهار البناء الذي يقف عليه هذا الموروث الاجتماعي وهذا يتطلب عشرات السنوات من العمل التنظيري قبل الميداني وقراءة الموروث بعمق وفهمه بنضج ومن ثم إعادة قراءته ونقده من جديد
.6- غياب القوة الناعمة
لم يستخدم المثقفون في حراكهم القوة الناعمة(المسرح،الشعر،القص،الرواية،المسرح،الموسيقى،الفنون....) لأن القوة الناعمة تهذب نفوس المجتمع وتجعل المجتمع يميل للتصالح والتسامح ومحب للحياة لكن مع الأسف كثير من المثقفين الموجودين في الساحة حتى هم عندهم فطيعة مع هذه الفنون وبعضهم مع الأسف كانوا فنانين وبدل أن يستخدموا فنونهم في حراكهم الثقافي تجدهم ترجلوا عن صهوة الفن ودخلوا في مهاترات وصدام مع المجتمع فخسروا أنفسهم اجتماعيا ولو كانوا اشتغلوا في حقلهم الإبداعي لكن قبولهم اجتماعيا أكبر وتأثيرهم على المجتمع أبلغ .وليس المقصود بالفنون الاستماع لها ولكن انتاجها فعلى صعيد إنتاج الفنون مازال حجمها قليل مقارنة بالتاريخ الحضاري والثقافي للمنطقة
7- نظرة الاستعلاء على المجمتع
المثقفون الموجودون في الميدان أغلبهم ينظر للمجتمع بتعالي وتحقير وتسطيح وهذه النظرة المتعالية أفقدتهم الود الاجتماعي وجعلت بينهم وبين المجتمع حاجز وقطيعة
هذه وقفة سريعة على أخطاء الحراك الثقافي في المشهد وهناك نقاط أخرى تحتاج لدراسة وتفاصيل في كل هذه النقاط لو قدر أن يوجد باحثين للقيام بهذا العمل
ولذلك نجد كثير من المثقفين الجادين التزموا الصمت وبدأوا الاشتغال على مشروعهم الذاتي لأن بناء الذات ثقافيا يتطلب سنوات من البناء والهدم الداخلي وحتى بعد هذه السنوات لايمكن للمثقف يتصالح مع ذاته لأن المققف لايطمئن لامتلاكه الحقيقة ومتى ماوصل لهذه النايجة خرج من دائرة القلق المنتج ثقافيا ودخل في الدائرة التقليدية ولذلك ومع الأسف تجد كثير من المثقفين الموجودين في الميدان يرفعون أصواتهم وكأنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة ليس في مجالهم ولكن في كل المجالات التي يحاربون فيها بعشوائية!!
نتمنى نقرأ مستقبلا منتجا ثقافيا أو رصدا للحراك الثقافي وقراءة جادة وعميقة للمشهد الثقافي ليكون لدينا حراك ثقافي حقيقي وجاد في المجتمع
جديد الموقع
- 2024-12-26 نحو معارض للكتاب الخيري
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني