2020/10/02 | 0 | 5623
من شعراء هَجَر المبدعين .. صادق بن موسى السماعيل
إعداد الشاعر والاديب / ناجي بن داود الحرز
هو صادق بن موسى السماعيل أو (دقيانوس) كما أطلق على نفسه ، وكما كان يوقّع تعليقاته ومقالاته وأشعاره في شبكات الإنترنت ، شاعر وكاتب ، من مواليد مدينة الهفوف بالأحساء عام 1394هـ، خرّيج معهد الإدارة العامة تخصص دراسات مالية ، ويعمل موظفًا بالشئون الصحية ، بدأ محاولاته الشعرية في سن مبكرة ، له بصمة خاصة في الشعر الضاحك ، له حضور بارز في منتديات الإنترنت بقصائده وتحقيقاته الطريفة، نشـر العديد من قصائده في الصحف وشارك في العديد من الأمسيات الشعرية والمحافل الولائية ، وترجمنا له في (معجم شعراء منتدى الينابيع الهَجرية) الصادر عام 1434هـ ، عضو بالمنتدى منذ عام 1426هـ ، ويرأس اللجنة الإعلامية فيه .
إنه من الرجال الذين صَفَت نفوسهم ، وأراحوا قلوبهم من الغلِّ والحسد والنوايا السيئة ، فلا تنطوي حناياه إلا على الخير والمحبة ، ولا يصدر منه إلا الوفاء والإيثار.
أتذكّر أنه خرج شبه غاضبٍ من أول زيارة للمنتدى ، برفقة الأستاذ يحيى العبداللطيف والأستاذ عبدالله الهميلي، لأنه ظنَّ أن بعض شعراء المنتدى الذين يرونه ويسمعون منه لأول مرة لم يتفاعلوا التفاعل اللائق بما أتحفَنا به تلك الليلة من كتاباته الساخرة عن العسو وعن الطبينة وأشياء أخرى ، والواقع أنهم لشدة إعجابهم واندهاشهم بما سمعوه منه أفرطوا في التفاعل مع هذا النوع من الأدب الحيوي، ورفعوا الكلفة معه من أول لقاء بتعليقاتهم الجريئة وضحكاتهم العالية ، ولكنه سرعان ما تفهّم ذلك الموقف وزال اللبس وَصَفت النفس وعاد إلى المنتدى وهو يتأبط الكثير من تلك الكتابات التي تفرّد بها وأبدع فيها.
هكذا نبسمل مع الأستاذ صادق قبل الشروع في تلاوة ما يتيسر لنا من زبور تجلياته ، إنه يعلمنا هنا كيفية الوضوء لصلاة الشعر وأن ذلك الوضوء لا يتطلب غير شيء من الخشوع والاستسلام فقط ، فلا طهر أنقى بعد الاغتسال ببَرَدِهِ المحموم و لوثته البيضاء
هــو الـشـعر لا تـذبـح بـمـديتكَ الـشعرَا
ولم أكن أتوقع أن تكون أول صفحة في زبور ( دقيانوس ) غير سورة الأحساء معشوقة الينابيع والضياء والطيب والنخل الطاعن في التباريح :
ولكنه سرعان ما يلتفت إلى ما آل إليه حالُ تلك الجنان التي كانت تجري من تحتها الأنهار ، ليذرف دمعة عند كل نخلة تقف حائرة تسأل عن الجداول التي اغتالها الظمأ ، وعن الخمائل التي عصفت بها رياح الجفاء و النكران :
أتــدريـن أنـــي واقـــفٌ واهــنُ الـقـوى
وهل للشاعر منجى وملجأً غير لغته يلوذ به عندما يكظه الوجد و تخنقه التباريح :
فــيـا لــغـةً راقـــت وشــفّـت حـروفُـهـا
وكغيره من شعراء ( هَجَر ) يختلط عليك الأمر عندما تقرأ غزله وحنينه ، أإلى حبيبةٍ تشح عليه بوصل ؟ أم إلى أمه الأحساء ذات العشرين ربيعاً رغم ولادة الأزل عند قدس أعتابها :
وللأعمار التي تتقصّف كالمرايا قبل أن تكتمل صورنا فيها نصيب في ( زبور دقيانوس ) ، يتفقد أمكنة الراحلين في قلوب عشاقهم و مريديهم ، فيرقرق دموعه هناك حيث محاريب الأسى و معارج النشيج . فوقفة على ضريح فقيد الشباب الدكتور صادق العمران مثلا
وفي غمرة فقدٍ آخر ، يقف الأستاذ صادق مؤبنا ( سفير الحسين عليه السلام ) و زعيم الحوزة العلمية السيد محمد علي بن السيد هاشم العلي رحمه الله :
رحـلـتمْ ولــم نـحـفظِ ( الـمُـستهلّْ )
ولفلسفة الحياة و الموت و للركض وراء أمنياتٍ لا تجيء يقف شاعرنا برهة :
هانحن نمشي و الطريق طويل
ورغم برودة ذلك السكون و مرارة غليله تتفتح بين الفينة والأخرى بيننا بعض المطارحات الاخوانية التي تروّح عن قلوبنا تارة ، و تغسل بعض شجونها تارة أخرى ، منها هذه الأبيات التي أهديتها للأخ صادق عام 1427هـ :
تــرنّـمُ صــادقٌ وشــدَا وأنـشَـدْ
بقي الحديث عن وفاء هذا الرجل لمنتدى الينابيع و تفانيه و جهوده في خدمة أهداف المنتدى اختصرته في هذين البيتين اللذين بعثتهما إليه ذات شجن :
بـوركتَ مِـن رجـلٍ يظل وفاؤهُ
هذه نماذج مقتضبة من ديوان الأستاذ صادق الذي ننتظر أن يرى النور قريبا ، أُلفت بها نظر النقاد و عشاق الأدب الرفيع لهذا الشاعر المتواضع إلى حد إنكار الذات والجميل إلى حد أن الينابيع أصبحت كلها في ركب عشاقه و مريديه .
جديد الموقع
- 2024-11-22 عادات قرائية مفيدة
- 2024-11-22 مع أن الأديان تتحدث عن قيمة التواضع الفكري، لكن قد يصعب على رجال الدين بشكل خاص تطبيق ما يدعون إليه الناس
- 2024-11-22 يرجع الفضل في استمرارك في تذكر كيف تركب دراجتك الهوائية إلى منطقة المخيخ في دماغك.
- 2024-11-22 نظرة على البنوك في المملكة.
- 2024-11-22 المخرج الشاب مجتبى زكي الحجي يفوز بجائزة أفضل مخرج في مهرجان غالاكسي السينمائي الدولي35
- 2024-11-21 توقبع اتفاقية شراكة بين جمعية أدباء بالاحساء وجمعية هجر التاريخية
- 2024-11-21 أمانة الاحساء تُكرّم الفائزين بــ ( جائزة الأمين للتميز )
- 2024-11-21 سمو محافظ الأحساء يبحث مع معالي وزير التعليم خطط ومشاريع تطوير التعليم في المحافظة
- 2024-11-21 «الغربة باستشعار اللون».
- 2024-11-21 البيت السعيد