2022/10/20 | 0 | 2354
لقيم بين الصّلة و واقع الحدث
أن أُبْقي أمام عيني تلك القيم الإنسانية المكتسبة من خلال واقع تربوي عند أهلي ، بيت جدي الشيخ أبو عبد الرضا رحمه الله و الذي كان شيخ الأسرة و ملاذها في الإصلاح ، و بيت والدي الشيخ أبو ناصر رحمه الله ، و بين تلك القيم التي أتت من ممارسة اجتماعية وعملية وفي مجموعها أصبحت منعكسة على السلوك .
في مجتمع متغيّر مثل مدن الأحساء من تقليديته وأميّته وأعرافه وطقوسه الدينية و تعاملاته ويمكن اختصارها بطرق المعيشة إلى واقع معاصر حداثوي سواءً في البيئة الحضرية ، وفي مناحي الحياة تعليمياً وصحياً ، وأنماط العمل وباختصار التغريب المتمثّل في ملاحقة طبيعة العيش الغربية تحت تأثير حضاري من جهة ، ومفاهيم العولمة و ايدلوجيا الرأسمالية تحت عنوان الليبرالية . هذا التغيير والتطوير انتزع كثير من القيم الإيجابية الى حد عدم الحديث عنها . و بالتأكيد كان تأثير ما عرف بالصحوة الإسلامية قوياً بقدر الهدف للعودة الى الجذر الإسلامي و الإلتزام الدّيني بالمدارس التعبدية المختلفة بقدر نشوء مفاهيم التّعارض كالطّائفية مما يُشكّلُ واقعاً سلبياً مع أنّ أثر ذلك أقل في الأحساء عنه في جغرافيات أخرى .
كانت السُنيّات الأخيرة لها وقعٌ كبير في نفسي بين إرادة الفعل الثقافي و الاجتماعي والوطني والديني والعملي وبين انهزام القيم التي عليّ أن أواجهها بعد هذا العمر ، أنْ لا أنحني أو لا أنكسر أمام حيثيات المجاملة وتيّارات التغيير بظاهرتها الصوتيّة لأتمكن من إلغاء الجوانب السلبية ، بالرغم من أنني أؤمن بثلاثية الموروث وعيش الحاضر و استشراف المستقبل مُقدّراً أنّ بنعمةِ ربِك فحدِّث
النّشاط المُتعدِّد الجوانب جعل التواصل مع مختلف الأطياف وارداً ، ومنحني عزيمة تطبيقية لمفاهيم السّلم و التّعايش ، جميلٌ عند الحساوي أن يكون أريحياً يتناقل الصّفات عبر تواتر الأجيال. و لذلك لم يخلو في مدارات السِّنين من منغِّصات أعلاها الإقصاء مروراً بسرقة المنجز و غير ذلك .
القيمُ الّتي اكتسبتها كانت مدار معرفة من قصصٍ تاريخية و منها القرآنيّة ، ومواقف جليلة تصلُح أن تكون شاهداً و ربما قدوة تُحتذى .
اتذكّرُ كيف أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وهو خليفة المسلمين يخرج لبر الكوفة وفي إحداها كتب على الرمل و هو يقولها :
(وفي الصدر لبانات
إذا ضاق لها صدري
نكتُّ الارض بالكف
وأبديت له سري
فمهما تنبت الارض
فذاك النبت من بذري)
فكيف لي اصطنع أيّامي والصّدرُ لا يخلو من مفارقات و شُحنات أسى أعبّر عنه بقهر الرجال قد يكون من ذوي رحم مع رغبة أكيدة بالكتمان و التّجسير أن هناك من الواجبات ما علي فعله ، التجسير هو أداتي الجميلة .
قُبيل دُخولي المستشفى كانت هذه المعايير هي الضابطة ، في السلوك بين تصحيح المفاهيم ما أمكنني ذلك و بين التّحفظات الّتي أُواجهها أن لا تكون محل خُسران لي مثل الحضور .تُراودني دائماً تلك القيم كالمروءة ، و الشهامة، و رد الجميل، و الشجاعة في الحق ، و السعي لإعمار الأرض ، و الانتماء الوطني، و التسامح، و الحرية ، و الكرامة، احترام الرأي الآخر ، و الصبر ، و ايجاد البدائل ، و ما إلى ذلك .
كنت اتوخّى الحذر أن لا أكون صادماً أو صداميا و لكن مع وضوحي للمبتغى مع اجتهاد لأي تكليف أن ينُجز مادام لدي الإمكانية لذاك ، و تحقيق مستوى من الرضا الذي يُسعفني في مستوى من الفرح ربما يتوازن مع الإرهاصات و يجعل للحياة معنى
.
هناك مواقف اتخذتها تحت تأثير القيم ..جاء جنسها في التعاملات تصل بعضها لحد القطيعة المنعكسة ذات تأثير في الوجدان . و زاد في نسبة الوحدانية لديّ .
قبيل دخولي المستشفى كان الشّرود الذّهني و التفكير العميق المسترسل متمثلا في كل ذلك ، مع تعجّب كيف تخّلى البعض عن القيم ؟! و كيف لهم أن يمارسوا قسوة القطيعة تحت ضغط المغالية بنشوة انتصار ؟! .
اسماءٌ و أحداث و مواقف تمرُّ تباعاً ربَّما أكون المُتجنِّي على نفسي التي طمأنت وجودها في ظل " و لئن شكرتم لأزيدنكم "، أو هو نوعٌ من جلد ذاتي ، و بتصرف عقلائيي استشرت و ما خاب من استشار أو بالأحرى فضفضت لأحد الأصحاب و نعم الصحبة فتشاورنا و أبدى رأيه .
مع مراجعة المستشفى كنت أحملُ الكثير من الهواجس تجاه قومي و محيطي _ إن صح التعبير _ الذين كانت لي معهم مواقف بعد أن صدموني بتخليهم عن قيمة ما و سمحوا بإيذائي حتى مع تواصل لوقفة رجوليّة لم أكن أحضى بها معهم ، إنه الآلام اّتي أحدثوها و الفجوة في التّعامل مع …
جديد الموقع
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني
- 2024-12-25 أغنى لغات العالم