2024/08/13 | 0 | 1453
كيف أرى الكتاب
محمد حسين الحمد
صدق الجاحظ حين قال: لا أعلم جاراً أبر، ولا خليطاً أنصف، ولا رفيقاً أطوع، ولا معلما أخضع، ولا صاحباً أظهر كفاية، وأقل جناية، ولا أقل إملالاً وإبراماً، ولا أقل خلافاً وإجراماً، ولا أقل غيبة، ولا أبعد من عَضِيهَة، ولا أكثر أعجوبة وتصرفاً، ولا أقل صلفاً وتكلفاً، ولا أبعد من مراء، ولا أترك لشغب، ولا أزهد في جدال، ولا أكف عن قتال، من كتاب.
فالكتاب هو الذي يؤنسني في خلوتي فأراه يروي ليَّ الحكايات فيخلق مدنا وأقواما ويُحدث الحوادث العظام، ويسافر بي إليها فأعيش لحظاتها بكل ما فيها من سراء أو ضراء حقيقة كانت أم من وحي الخيال. فيضحكني ويُبكيني ويُرَغّبني ويرهبني، ويُصيّر فيَّ مشاعر متداخلة متغيرة، وتارةً يخبرني عن الأزمان الغابرة فيلقي عليَّ أخبار ملوكهم وأهل مصرهم ويصوّر أحوالهم، وتارةً أراه يُبيّن غوامض الكَلِم ويبحر في لجج العلوم والحكم، وتارةً ينطق بلسان الملوك والرحالة والقباطنة والمقاتلين الجسورين والأدباء وغيرهم أولئك الذين سودوا الصحف لينقلوا للعالمين تجاربهم الشخصية وغوامض حياتهم الخاصة. حقاً لم أعد أتخيل يومي بدون كتاب يصحبني في حلّي وترحالي فقد أصبح خليلي وصديقي الذي لا أمله ولا يملني، وخطر لي قولٌ لأحدهم في حق الكتب، يقول: (الكتب نوافذ تُشرف منها النفس على عالم الخيال، فبيت بلا كتب كمخدع بلا نوافذ).
جديد الموقع
- 2024-12-26 نحو معارض للكتاب الخيري
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني