2024/10/04 | 0 | 673
قراءة في كتاب خدمات أرامكو الصحية
مع كتاب خدمات أرامكو الصحية في المنطقة الشرقية
1355 – 1384 هــ / 1936 - 1964 هـــ للمؤلفة / هناء بنت محمد بن موسى الحواج. الطبعة الأولى 1444 هــ / 2023 م
لمحة جغرافية تاريخية عن المنطقة الشرقية وامتيازات النفط فيها
أولاً: المنطقة الشرقية الموقع والحدود
يطلق مصطلح المنطقة الشرقية على أراضي المملكة العربية السعودية وتعد هذه المنطقة أكبر مناطق المملكة إدارياً، حيث تشغل حوالي 27,6٪ من إجمالي مساحة المملكة. تتميز المنطقة الشرقية بكون أراضيها تضم المنافذ البرية التي تربط المملكة بدول الخليج العربي كما أنها منفذ المملكة على الخليج العربي .
ثانياً: المنطقة الشرقية عبر التاريخ
تضافرت مجموعة من العوامل في جعل هذه المنطقة جزءاً من حضارات عالمية شهيرة، منها الموقع الجغرافي الفريد؛ وتنوعت مسميات هذه المنطقة عبر أطوار التاريخ؛ وأثبتت الآثار المكتشفة أن الاستيطان في هذا القطر يعود للعصور الحجرية وللعصور البرونزية.
أما أشهر المحطات الحضارية فهي:
1- دلمون :
أثبتت الحفريات الأثرية استيطان الفينيقيين في دلمون - مملكة البحرين الحالية وجزء من الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية - وكانوا -أي: الفينقيون يعتبرونها محطة تجارية، وأرضاً مقدسة لدفن موتاهم. خضعت دلمون بعدها للحضارات القوية القائمة في بلاد النهرين، حيث أشير لها باعتبارها جزءاً من حدود المملكة السومرية، كما خضعت للآشوريين، وعاشت فترات من الاستقلال الذاتي بعدها تدهورت حياة دلمون الاقتصادية مما تسبب في بروز حضارة أخرى هي حضارة الجرهائيين.
2- جرهاء:
حينما أرسل الاسكندر المقدوني (336) - (323 ق.م) أسطوله لاستكشاف المحيط الهندي أشار المستكشفون إلى وجود مدن فينيقية، هي: دلمون وتارو Taro، ومدينة أخرى هي جره Gerra العقير حالياً - والتي عرفت في ذلك الوقت باسم مملكة البحر، سكن هذه المدينة الكلدانيون والمهاجرون من بلاد بابل، وكانت مركزاً تجارياً وسوقاً عظيمة يجري فيها تبادل السلع والمنتجات بين مراكز الحضارات القديمة، اشتهر سكانها بثرائهم، وبراعتهم في فنون العمارة، حيث وصفت مدينتهم ومنازلها المبنية بالصخور الملحية بالفريدة والساحرة.
3- ثاج :
تعد ثاج من أهم المدن الأثرية المكتشفة في الخليج العربي، وتقع على بعد 150كم شمال غربي مدينة الظهران، وتعود فترة ازدهارها إلى الحقبة الهلنستية؛ بالرغم من أن الاستيطان فيها كان أقدم من هذا العهد. وهي كمثيلاتها من حضارات شرق الجزيرة العربية، عرفت بكونها مركزاً للتبادل التجاري؛ لوقوعها على الطريق ما بين العراق واليمن، ويعتقد - بناءً على آثارها المكتشفة - أن حضارتها انتهت بعد تعرضها لحملة عسكرية.
كانت منطقة البحرين خاضعة لحكم الإمبراطورية الساسانية الفارسية حينما انطلقت الدعوة الإسلامية في مكة المكرمة، وبالرغم من المشقة التي واجهها رسول الله ( ص) في نشر الدعوة إلا أن البحرين كانت مثل يثرب مرحبة بالدين الجديد ومحتضنة له، ويروى أن كاهناً يسكن بدارين بشر بظهور نبي بمكة، فأخذ الأشج بن عبد القيس يترقب علامات الظهور، وبعث ابن أخته لمكة، فعاد إليه بخبر أمين قريش محمد بن عبد الله، فأسلم الأشج ومعه عدد من أهله، وكان هذا في السنة التي هاجر فها رسول الله إلى المدينة؛ وفي السنة الثامنة من الهجرة / 630 م ركب الأشج ومعه 16 رجلاً قاصدين المدينة؛ فرحب بهم رسول الله ودعا لهم فحازوا بذلك فخراً على العرب لسعيهم للإسلام وطاعتهم الله ولرسوله من غير جدل ولا حرب.
وفي السنة نفسها أرسل النبي محمد ( ص) العلاء بن الحضرمي إلى البحرين ومعه كتاب لحاكمها العربي من قبل الفرس المنذر بن ساوى، فأسلم الأخير وأسلم معه عرب البحرين إلا قليلاً من المجوس واليهود والنصارى الذين اختاروا دفع الجزية؛ وقد تميزت البحرين بأن خراجها كان أكبر مبلغ دخل بيت مال المسلمين في عهد النبي (ص) ، كما أقيمت فيها أول صلاة جمعة بعد جمعة رسول الله؛ وكان ذلك في مسجد بني عبد القيس الشهير جواثا .
المنطقة في عهد الملك عبد العزيز يدرس الأوضاع المحلية وميزان القوى، وفي سنة 1331 هـ / 1913م قرر استعادة الأحساء، فكانت الخطوة الأولى هي السيطرة على قلعة الكوت وترحيل الحامية العثمانية، ولم تشكل استعادة المنطقة معضلة للملك عبد العزيز؛ حيث رحب به أهالي الواحتين (الأحساء والقطيف)، وأعلنوا انضمامهم إليه بخلاف كثير من مناطق المملكة التي استنزف الملك في استعادتها كثيراً من الوقت والمال والرجال.
عُرفت المنطقة منذ دخولها في حكم الملك عبد العزيز إلى أواخر عهده باسم "مقاطعة الأحساء" ؛ وكانت المناطق الرئيسة والمأهولة فيها هي واحة الأحساء، وفيها أربع مدن رئيسة : الهفوف عاصمة المقاطعة المبرز ، العيون، وبلدة العمران إضافة إلى القرى الشرقية والشمالية ، وميناؤها على ساحل الخليج العربي العقير وإلى الشمال من واحة الأحساء وعلى بعد 175 كم تقع واحة القطيف على ساحل الخليج العربي، ومركزها الرئيس مدينة القطيف، وتحيط بها مجموعة من البلدات والقرى، والجزر التابعة لها، أشهرها سيهات وصفوى .
بدأ التنقيب عن النفط، ومن ثم جاء اكتشافه مغيراً للخارطة الجغرافية في شرق المملكة، فبرزت مدن مندثرة من بينها الظهران وتوسعت أخرى كالدمام، واستحدثت جديدة من أبرزها بقيق، ومعها تغيّر مسمى مقاطعة الأحساء؛ ونواة هذا التغيير ما أمر به الملك عبد العزيز سنة 1370 هـ من نقل كرسي الإمارة من مقره السابق بالهفوف إلى الدمام ؛ فسميت المنطقة بـ "المقاطعة الشرقية"، وفي زيارة ولي العهد الأمير سعود بن عبدالعزيز (1373 - 1384 هـ للمنطقة صدر التقسيم الإداري الجديد؛ وبموجبه سميت بـ "المنطقة الشرقية" في 21جمادى الأولى 1372هـ ، ومركزها الدمام، ويتبعها إدارياً عشر محافظات هي الأحساء، القطيف، حفر الباطن، الخبر، رأس تنورة، الجبيل، الخفجي، بقيق، النعيرية، قرية العليا.
جهود أرامكو للنهوض بقطاع الصحة وإسهاماتها في حقل الأبحاث الطبية:
أدرك عدد من قيادات شركة أرامكو مبكراً أهمية الاستثمار في الطاقات البشرية معتبرين أن تحسين التعليم والصحة لعمالهم السعوديين سيجعلهم أكثر إنتاجية ومع ذلك كان ضغط الحكومة السعودية هو المحرك الأساسي الذي دفع أرامكو لتطوير برامجها لتعليم السعوديين وتدريبهم؛ وتولى إعداد هذه البرامج منذ سنة 1366 هـ / 1947م.
اولا: التدريب والتعليم الصحي للكوادر السعودية.
1- مدرسة التمريض.
2- مدرسة التدريب الطبي.
3- التدريب المنتهي بالابتعاث على أعمال الصحة العامة والإدارة الطبية.
ثانيا: التعاون والدعم للقطاعين الصحيين الحكومي والخاص.
1- التعاون مع الجهود الصحية الحكومية.
2- دعم القطاع الصحي الخاص (مستشفى العقود).
أ/ مستشفى السلامة (مستشفى الخبر للتوليد والأطفال)
ب/ مستشفى الشرق.
ج/ عيادة المانع.
أبرز إنجازات هذا المشروع:
في بداياته تمثل بتشغيل مستشفى الملك سعود المركزي، والذي تم تدشينه في رجب 1383 هـ / ديسمبر 1962م، بسعة بلغت 250 سريراً، وقد عمل خمسة من أعضاء لجنة الخبراء فيه بمنصب مدير طبي، مدير إدارة المستشفى، مدير التمريض مدير معامل وخدمات طبية مساندة، ومدير تثقيف صحي؛ وقد حرص على أن يجمع المستشفى العناصر الثلاثة: الطب العلاجي، والوقائي، والتعليم الصحي وأصبح مستشفى الملك سعود بعد ذلك أنموذجاً للمستشفيات السعودية بالمناطق الأخرى.
الإسهام في حقول الأبحاث الطبية:
البحث الأول: دراسة على عينة من 62 مصاباً بالأنيميا المنجلية؛ لتقييم نسبة اعتلالهم بحصوات المرارة، وأيضاً الاختلالات المرتبطة بوظائف الكبد؛ وكانت مشكلات شائعة وعالية التردد في الأفارقة المصابين بالأنيميا المنجلية، بينما جاءت الدراسة لتثبت أن نسبة 8٪ فقط من السعوديين لديهم تلك المشكلات مقابل أكثر من 20 ٪ للأفارقة.
البحث الثاني: يتمحور حول قياس مستوى الهيموغلوبين الجنيني F في عينة من 37 سعودياً سليماً، و109 مصاب بأنيميا منجلية معتدلة، و 237 مصاباً بأنيميا منجلية حادة جداً؛ فجاءت النتائج لتظهر مستويات غير عادية من الهيموغلوبين الجنيني F، يتم إنتاجها في أجسام المصابين بالنوع المعتدل والحاد من الأنيميا المنجلية بواحات شرق المملكة، وهي علامة فارقة للطفرة في السعوديين مقارنة بالأفارقة والجامايكيين.
أما البحث الثالث: فجاء لتحديد النوع السائد من الثلاسيميا بالمنطقة الشرقية، وأظهرت الدراسة أن الثلاسيميا بيتا زیرو Beta 0 Thalassemia كانت الأعلى في التردد؛ وتعني هذه الحالة أن المصاب ورث الخلل من الأب والأم، فالهيموغلوبين من نوع A والذي يشكل النسبة الأعلى من مجمل الهيموغلوبين للإنسان السليم والمكون من سلسلتين ألفا وسلسلتين بيتا؛ لا يتم إنتاجه لفقدان السلسلتين بيتا - وعليه سمي بيتا زیرو - والحالات في المنطقة تتفاوت بين انعدام تام لإنتاج هيموغلوبين A، أو تخفيضه؛ وفي حال أنتج الجزء المكون من سلسلتين ألفا فتصنف الثلاسيميا ببيتا + (+Beta)، وقد أشارت الدراسة إلى صعوبة تمييز الأنيميا المنجلية والثلاسيميا مع تكرار الحالات التي تجمع بين التمنجل والـ G6PD ، وكذلك الثلاسيميا مع المنجلية أو مع الـ G6PD والتي تصحبها اضطرابات جينية متباينة، حيث لا يوجد نمط موحد، أو حتى متقارب لتفاعل أجسام المصابين مع الثلاسيميا باختلاف درجات حدتها.
النتائج البارزة وذات الأهمية التي خرجت بها أرامكو من أبحاثها حول أمراض الدم الممتدة من أوائل الثمانينيات الهجرية (الستينيات الميلادية وحتى مطلع القرن الخامس عشرالهجري ) أوائل الثمانينيات الميلادية نجملها فيما يأتي:
أن أمراض الدم الوراثية الشائعة في المنطقة الشرقية هي من طفرة جينية مغايرة للطفرة الجينية في الأفارقة وتنتمي لطفرة البحر المتوسط مع تميزها عنها، وتصنف ضمن النوع القوقازي؛ فالأنيميا حميدة على نحو غير عادي لدى السعوديين؛ لهذا لم تكتشف مبكراً، ويعزى هذا الأمر جزئياً للمستويات العالية نسبياً من إنتاج الهيموغلوبين الجنيني F، والذي يؤدي ارتفاعه إلى مظاهر اعتلال سريرية منخفضة، كما يصعب تشخيصه، حيث تتراوح النسبة الطبيعية لمستوى الهيموغلوبين في دم الذكر البالغ والسليم ما بين 17 - 13 غرام / ديسيليتر، وفي المصابين السعوديين كانت تتراوح ما بين 13-11 غرام / ديسيليتر مقابل أقل من 8 غرام / ديسيليتر في الأفارقة والجمايكيين
يوجد لدى السعوديين النوع الحاد من G6PD، والمماثل للشائع بدول الشرق الأوسط والبحر المتوسط، وبخاصة للنوع المسجل في العراق وإيران، حيث الغياب الكامل لنشاط الأنزيم، على النقيض من الأفارقة والجمايكيين حيث يصنف نقص G6PD لديهم بالمعتدل والمتميز جينياً، حيث الخطر بانحلال الدم على أثر الحساسية للفوليات والتفاعل مع الأدوية في مستويات غير خطرة.
من بين كل التعقيدات والمضاعفات المتراكمة والمرتبطة بالاعتلال بأمراض الدم الوراثية لدى الذكور والإناث في جميع المراحل الحرجة البلوغ، الحمل والولادة لم ترصد ترددات عالية للأمراض المصاحبة والمسجلة في الأفارقة والجامايكيين، من بينها أزمات الكبد، والرئة، وحصوات المرارة، وفقدان الوظيفة الطحالية، حيث لم يحدث أن احتاج مصاب أو مصابة بمراكز أرامكو الصحية لإزالة الطحال؛ وبشكل عام كان نقل الدم كافياً لتخفيف حدة النوبات. ويعد التهاب السحايا بالمكورات الرئوية المرض الوحيد الذي رصد بتردد عال في المصابين السعوديين، حيث كان مضاعفاً 34 ضعفاً مقارنة بالأفارقة؛ وتم تطبيق التحصين لمنسوبي الشركة وعائلاتهم من المصابين فوق سن السنتين.
3- التراخوما :
كان هناك إنتاج بحثي غزير نتيجة للمشروع المشترك بين شركة أرامكو وجامعة هارفارد لدراسة مرض التراخوما، وقد استمر العمل فيه لمدة عشرين سنة متواصلة ( 1374 هـ / 1954 م - 1395 هـ / 1975م) ، اشترك في إعداد هذه الأبحاث أطباء وباحثون من شركة أرامكو وجامعة هارفارد، إضافة إلى متعاونين من ايطاليا، استراليا، الهند، هونغ كونغ، البرتغال، أثيوبيا، يوغسلافيا، وبعض الاستشاريين الأجانب العاملين في مصر ولبنان، وكذلك من جامعات أمريكية أخرى، هذه الأبحاث كانت بمثابة السجل الصحي حول وبائيات مرض التراخوما وأمراض العيون الأخرى الشائعة بشرق المملكة العربية السعودية؛ وأسهمت في إجلاء الغموض عنها، فأعطت صورة أوضح عن الأعراض وارتباطها بالمراحل الأولية والمتقدمة للمرض في الفئات العمرية المختلفة، كما أثبتت ذلك المسوح الميدانية، إضافة إلى ابتكارها طرقاً أدق للتشخيص، وتضمنت الأبحاث أيضاً محاولات لتركيب اللقاح، والجهود التي تكبدها الفريق في تجريبه ورصد نتائجه ثم الاستغناء عنه . تجاوز عدد البحوث التي أنجزها المشروع ۹۷ بحثاً، شارك في إعدادها ما يزيد على 149 باحثاً، ونشرت في دوريات طبية عالمية خلال العشرين سنة من عمر المشروع وبعده، وآخرها نشر سنة 1401هـ / 1981م؛ وقد قامت شركة أرامكو وجامعة هارفارد بجمع معظمها في كتاب حمل عنوان:
Aramco and Harvard School of Public Health, Trachoma Research Program: Chlamydial Research Publications (Dhahran/ Boston: 1982).
يركز هذا البحث على التاريخ الطبيعي لأمراض العيون في شرق المملكة مع استعراض للتشخيص السريري ثم العلاج والمراقبة قبيل العودة في الدورة اللامنتهية من العدوى المستمرة بسبب الانتشار الواسع للمرض، وتوفر أسبابه، والذي يؤدي إلى إضعاف حاسة البصر أو فقدانها، كما يطرح وسائل جديدة لتشخيص أدق لمراحل المرض ومسبباته.
4- الملاريا:
الدراسات المسحية الاستقصائية للأوبئة والتي تمتد عادةً على مساحة جغرافية واسعة وتدرس شريحة كبيرة من السكان بزمن محدد ومناخ معين في تحقيقات ميدانية ومخبرية متأنية تمتد لسنوات، وقد تصل إلى عقود، يرصد فيها جميع العوامل المساهمة في تفشي الوباء، وتلك التي من المحتمل أنها تؤثر تأثيراً ثانوياً أو جانبياً على مستوى التفشي من بينها الظروف الاقتصادية، وظروف السكن، وحتى تضاريس المنطقة وتاريخها، ومستوى الوعي والتعليم؛ هذه الدراسات والتي يقوم عليها عدد من العاملين في المنظومة الطبية تعد من أصعب أنواع البحوث الطبية وأكثرها تعقيداً وأهمية؛ لكونها تكشف الغموض، وتحلل العلاقات السببية، ثم تطرح الحلول المناسبة لمكافحة هذا الوباء. لقد كانت الدراسات المسحية لوبائيات الملاريا أول مشروع بحثي ضمن حقل الأبحاث الطبية التي تصدى لها فريق أرامكو الطبي"
هناك أبحاث أخرى متفرقة:
لم تكن ضمن المشاريع البحثية السابقة، وهي في معظمها الأولى في مجالها، وحققت أصداء جيدة، وفتحت المجال لأبحاث أوسع وأدق؛ بعضها شارك بها معدوها ضمن مؤتمرات طبية على مستوى الخليج والشرق الأوسط، فسلطت الضوء على وباء أو مرض شائع، وأخرى اختصت بدراسة حالات مرضية، من بينها أبحاث متفرقة قدمها طبيب النساء والولادة مورغان حول الولادة والحمل والتعقيدات المصاحبة لها لدى النساء السعوديات، وحمل واحد منها عنوان "تمزق رحم الحامل"، وهي حالة رصدت لدى الحوامل الصغيرات السن. والأبحاث الأخرى طرحت موضوعات متفرقة منها الأمراض المعوية، الكسور، الكزاز، التيفوئيد وغيرها الكثير. وأحد أهم هذه الأبحاث قدمه كبير جراحي أرامكو ومدير الإدارة الطبية جوليوس تايلور حول مرض السرطان بالمملكة، فكان أول بحث منشور يوثق هذا المرض والدافع لتدقق أرامكو أكثر في مدى انتشاره في منطقة أعمالها.
الخاتمة:
تشكل الثروة المادية والفكرية العوامل الأساسية للبناء الحضاري والمدني؛ وتحول المجتمعات من بدائية إلى متحضرة يلزمه توفر الثروات مع القدرة على تسخيرها للوصول إلى النهوض الاقتصادي، والذي يعد الممر للنقلة الحضارية.
برز جهود أرامكو في مجال الطب العلاجي من خلال توفيرها لشبكة مراكز صحية بمدنها الرئيسة الثلاث، وهي: الظهران رأس تنورة، وبقيق، وكذلك في أنحاء متفرقة من المنطقة الشرقية داخل مواقعها التي تشكلت حول الآبار النفطية التي كان لها دور مهم في الحياة الصحية لسكان تلك المدن النفطية الحديثة وسكان المناطق القريبة منها؛ وقد بلغ عددها ثلاثة عشر مركزاً. كما اعتمدت إلى جانب المراكز الصحية عيادات للطوارئ، وكان لها تفعيل مميز للعيادات المتنقلة، وهي من الخدمات الصحية الخاصة بالموظفين داخل مواقع أعمالهم.
جديد الموقع
- 2024-12-26 نحو معارض للكتاب الخيري
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني