2023/03/01 | 0 | 1681
زادٌ من عطاء الباحث احمد حسن البقشي
شخصيّة رَازنة ،صُلب العود ، أنيق الملبس ( يتّسم بارتداء الصِّديري أو الزّخمة) مع صبوح الوجه ، حَريصٌ على الوصل ، ملتزمٌ بِتقْوى مع وعْي بِثقافة الإعتدال و ممارسة القيم الأخلاقية ، و تربويٌ ناصِح حريص على تلامذته بحكمة التّعامل، تأنسهُ حِينَ الحديث الخاص كما هو ضِمن أيّ نِطاقٍ حِواري ، أُفقَهُ المعرفي عالٍ، يختزن في جُعبته مايُملِّكهُ من تبادل القصّة بِتمكُّن . الأستاذ الباحث احمد حسن البقشي من الهفوف المحروسة ، بقدر اجتهاده في سِلكْ التّعليم هو مجتهدٌ في التحصيل اللاَّمنهجي بتنوِّع قراءاتِه ، و البحث حسب الأصول ،و أثبت علوّ قَامته في التّوثيق الشَّفاهي و قراءة المخطوطات ، و تحقيقها ، و تحليلها و هو ثِقةٌ في ذلك . نَبِهٌ لِلمُفردات و المصطلحات و مُستوعِبٌ للزّمكان خاصة حين يعقد اللقاءات ممن يجري معهم حواراته .
حين زوّد مشهد الفكر الأحسائي موسوعته الموسومة " من الذاكرة الأحسائية "بمجلَّداتها الأربعة ، كان رائداً فيما يُعرَّفُ بالتاريخ الإجتماعي و التاريخ الموازي ، و الموروث ُ و لا يُمكِن أنْ يَستغني عنه المهتمِّين بالبحث و هو سِجِلٌّ للأجيال القادمة و حفظ هوية وطننا العزيز ، و الأستاذ احمد البقشي إبن بَجْدَتها مرجعاً في ذاته ، عاشَ تقلُّب الحياة من وسط الهفوف التاريخي ( فريج النعاثل ) إلى إطار الحداثة في حي الأندلس .
له من لَوذعيّةِ والدهِ الشيخ حسن البقشي ( ابو منير ) نصيب في الكرم( و إسهامهم في العمل الخيري ) و مجلسهم العامر كل مساء أثنين ليلة الثلاثاء ، و الأصبوحية السّبتية في نخلهم بطرف البطالية ، هذا المجلس على امتداد سنينهِ وفّر جملة علاقات و أخبار وآداب و تواصل مُجتمعي مع عِلمنا مالِمكانة أسرة البقشي اجتماعياً و علمياً و اقتصادياً و كفاءات يُعتَدُّ بها في الوطن الكريم في تخصُّصات مُختلفة ومنهم إخوته الأعزاء بالطّبع .
ولاَ زال يُتحِفُنا بمقالاته عن مذكِّرات والدهِ حفظهُ الله و المتتبِّع يُدركُ الإحاطة بالحدث و الشّخوص و الأمكنة و ثراءٌ معلوماتي .
البقشي هادئ الطبع غضوبٌ حليم من أجلِ الحق ، يوصلُ رؤاهُ ضِمنَ مفاهيم احترام الرأي ، و يحمِلُ مامِن شأنه الإصلاحْ .
يُعلّق على معرفته بي منذُ الصِّبا _ و أنا أكبُرهُ سناً _أن آرائي بِثوابِتها لم تتغيّر ، و ربّما ينسبونا لِبعضنا بسبب ذلك ، أعتزُّ بهذه المعرفة و لطالما كان محلّ استشارتي بما أنا ممتنٌ له به .
كانت لي معه تجربة رائعة حين أعددنا كتاباً عن شيخ المؤرخين الشيخ جواد الرمضان ( استكتبنا فيه مجموعة من المثقفين و مريدي الشيخ ) ، كان الكتاب إمتناناً لهذا المعلِّم قدمه الأستاذ أحمد في الحفل الكبير الذي أقيم في نادي الأحساء الأدبي بالغسانية بمدينة المبرز .
زوّدتَهُ بمجموعة رسائل مر سلةٌ من خالهِ حجِّي/ علي البقشي الذي كان يسكُن الجبيل حيث كان على علاقةٍ حميمية و وفاء مع جدِّي الشيخ علي الشايب ( ابو عبد الرضا) أيًَام كان الحجٍّي علي يعمل بالبحرين فاستفاد منها الأستاذ و عرضها في سلسة ٍقراءات أردفَها بتعريفات و معارف جميلة ، و بنيّة إصدارها بكتاب . و ساهمَ في بحثٍ مُشترك عن القهوة السعوديّة .
الأستاذ أحمد مُستشار في منتدى الينابيع الهجرية ، و هو شاعرٌ مطبوع يتصيّد محطات استثنائية فيكتب فيها ، نتمنّى أن نرى له ديوان بعون الله .و هو _أي الأستاذ احمد_أيضا كريم في التّعليقات في قروبات التراث التّخصصيّة في الردود و التوضيح و الإضافات .
البقشي قدوةٌ في جدِّيّة البحث و أنيسْ النُفوس في الجلوس معهُ وَ صُحبته.
جديد الموقع
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني
- 2024-12-25 أغنى لغات العالم