2024/04/04 | 0 | 1482
خيوط المعازيب.. استعادة ذاكرة «أحساء» الستينيات.
اليمامة
مسلسل (خيوط المعازيب) عمل درامي رمضاني محلي اعتمد في لغته على اللهجة الأحسائية الشفاهية المحكية، فأثار كثيرًا من الجدل، واستقطب شرائح عدة من المجتمع ولا سيما كبار السن، حيث تناول حقبة الستينيات الميلادية من خلال تاريخ صناعة (البشت الحساوي)، التي تسيدت المسرح الاجتماعي والاقتصادي في تلك الحقبة، ليختزل (خيوط المعازيب) قضايا اجتماعية عديدة وتعالقات وتجاذبات عدة، مع الاتكاء على نقل عادات المجتمع الأحسائي من خلال الأفكار والرسالة واللهجة والأدوار، ومن خلال نقل الثقافة والتراث الأحسائي للعالم بشكل لائق، جسدها فنانون محترفون، وشباب تحرفنوا في أدائهم الأول ليبشروا بطاقات فنية درامية قادمة بقوة.
أعدت ( مجلة اليمامة) هذا التقرير عن قصة المسلسل وفكرته وبداياته وشخصياته التي جسدها الممثلون، والصعوبات والمعوقات والاستعدادات وأماكن التصوير وردات الفعل المختلفة حوله.
يقول الفنان إبراهيم الحساوي: «تلقيت ردود فعل كثيرة عن المسلسل، وتفوق على كل الأعمال التي قدمتها، كانت الردود لهذا المسلسل مختلفة وقد وصلتني من شرائح واسعة من أدباء ومخرجين وفنانين ومثقفين من داخل المملكة وخارجها من دول الخليج العربي ومصر والعراق وكانت ردود الفعل جميلة، وحتى على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي كان هناك تغريدات من كبار المثقفين والنقاد مما أعطانا انطباعا بنجاح فريق العمل في إنتاج عمل يلامس ردود الأفعال.
الممثل إبراهيم الحساوي:
هذا العمل هو حلم العمر وهناك أعمال أدبية قد تتحول إلى أعمال تلفزيونية.
ويتابع الحساوي «اعتبرت المسلسل منذ بداية تنفيذ العمل حلم العمر، وبذلت وفريق العمل جهودا كبيرة حتى يكون العمل مؤثر، عمل يليق بتاريخ وحرف وحضارة الاحساء بما فيها من رمزية كبيرة على مستوى المملكة، ولم يضعف حرصنا من بداية إنتاج العمل»
وبسؤاله إن كان هناك مشروع يلوح في الأفق لتحويل روايات أدبية وأعمال قصصية لأعمال تلفزيونية سواء لكتاب من الاحساء، أو من المملكة قال «لم أطلع على كل ما كتب من أعمال سردية عن الأحساء، ولكن قرأت بعض الأعمال مثل رواية (الفوارس)، وهي قابلة أن تكون عمل درامي أو سينمائي طويل، وقرأت بعض المجموعات القصصية لزهراء موسي مثل (مجنون الجبل)، وقصة (طويهر) لجعفر عمران، وعلى مكتبي (دمعة هجر) لحسين الأمير، وأسامة المسلم وإن كانت فنتازية، وقرأت أعمالا صدرت لكتاب من الأحساء مثل ناصر الجاسم، طاهر الزارعي، أحمد العليو، بشاير محمد....عندهم قصص مناسبة لتحويلها الى مسرحية، أو أعمال درامية، وقابلة لتكون أعمال تلفزيونية أو سينمائية، ومسلسلات لكن تحويل الأعمال الأدبية إلى تلفزيونية يحتاج إلى ورش كتابية، وتحويلها لسيناريو، ويتابع الحساوي لدينا توجه لتحويل بعض القصص إلى المسرح، ويضيف أما على مستوى المملكة فهناك روايات سعودية قابلة للتحويل إلى أعمال سينمائية يحضرني حاليا رواية (الحزام) لأحمد أبو دهمان قرأتها أكثر من مرة، وروايات عبده خال وقصته (البلوزة)، ومن الروايات أيضا (البحريات) لأميمة الخميس، وراوية سالمة الموشي، وهناك روايات سعودية كثيرة قابلة لتكون أفلام ويقول الحساوي «أعتقد أن وزارة الثقافة لديهم مثل هذا المشروع لتحويل بعض الروايات لأفلام سينمائية، ويتابع تستطيع أن تقول هذه معلومة، ولست مخولا للخوض في التفاصيل فهناك تخطيط وأهداف لإنتاج مثل هذه الروايات لتحويلها لأفلام .
أما كاتب العمل حسن العبدي فيقول حول ردود الأفعال عن المسلسل «بعد عرض الحلقات الأولى كانت إيجابية، ويكسوها السعادة والفرح والابتهاج من المتابعين في الأحساء، فأغلب الردود كانت لها مؤشرات أن المجتمع متابع ومرتاح بجميع فئاته الكبير والصغير، ونجح المسلسل في جمع العوائل الأحسائية على مائدة الإفطار لمشاهدته في الهفوف والمبرز والقرى، وقدم انطباعا عن قدرات الفنانين واللوكيشنات، والمناظر الخلابة في الأحساء، والبيوت التي أعادت للمجتمع ذاكرته في تلك الحقبة .
المؤلف حسن العبدي:
هذا العمل يجسد قصة حياتي ومجتمعي وأرضي.
وبسؤال العبدي حول المقارنة بين نصه المكتوب، ومشاهدته خلف الشاشة للعمل قال «المقارنة بين ما كتبته، وما شاهدته كانت مبهرة جدا، فحينما تكتب وتشاهد ما كتبته بعينك قد تحقق على الواقع هذا أسعدني ككاتب أحب أن يظهر العمل الذي يحلم به عند الناس، ويتابع العبدي «هذا العمل مختلف عن أعمالي السابقة مثل (أسود وأبيض) لأن هذا العمل شعرت إنه يحكي قصة حياتي وقصة مجتمعي، وقصة أرضي، وعشت الأحداث في طفولتي، وشاهدت شريط طفولتي يعرض أمامي بعد هذا العمر الطويل -في الثمانين من عمري –ويتابع يعيدني العمل لذكريات طفولتي حينما كنت في سن الثامنة شيء مبهر جدا، وعن الصعوبات التي واجهته في تنفيذ المسلسل يقول العبدي «أما بالنسبة للصعوبات التـــــي واجهتهــــا هو تعليم اللهجة القديمة للشباب الصغار الذين لم يسمعوها من قبل، وبعض المصطلحات التي لم تمر عليهم، ولا حتى على ابائهم، ويضيف «كانت الصعوبة في تدريب الفنانين الشباب على اللهجة واتقانها، وتحديد مسافة الكلمة عندما ينطقونها، ومدى قبولها عند المتلقي، ويتابع «وواجهت أيضا صعوبة في التدقيق على اللوكيشنات، حتى لايظهر مشهد أمام المشاهد غير موجود في حقبة الستينيات من صور أو فرش أو ملابس أتعبنــي هذا الجــــانب للتأكـــد من التفاصيل الصغيرة، وكنت أدقق حتى في طريقة لبس السديري والعقال والبشت لأني عشت، وشاهدت كل هذه التفاصيل «ويتابع «الصعوبات كانت مع الشباب أما الكبار كان الوضع أسهل فالأبطال كانوا رائعين، أدهشنني الفنان عبد المحسن النمر رغم غيابه عن الأحساء كان محافظاً على اللهجة وأتقنها تماما رغم إقامته خارجها، واختياره للملابس بما ينسجم مع كل لوكيشن فكان يختار لبساً معيناً يتناسب معه، وكاريزما واكسسوارات وملابس تناسبه، وبسؤاله بعد مؤشرات النجاح الأولية للعمل هل سيقدمون أعمالا مستقبلية قال «بعد هذا النجاح الكبير بجهود جبارة من جميع طاقم العمل يجعلنا نفكر في عمل موسم آخر من مسلسل (خيوط المعازيب) عندنا الأفكار والسيناريوهات التي تليق بالموسم الأول لكن لا نستطيع الحديث عن عمل جديد حتى يتم التعميد الرسمي للإقدام على كتابة سيناريو الموسم القادم، ولا نستبق الأمرو، ويضيف «أتمنى يكون هناك موسم ثاني للكتابة عن الجيل الثالث، وأتوقع أننا نستطيع تقديم الكثير، فالمعازيب كثر، ويوجد في (شارع الحداديد) وفي الاحساء عشرات المعازيب ( معزب للحدادة، ومعزب للصفارة،ومعزب خبابيز، ومعزب نجاجير،، وصاغة الذهب فيهم معازيب لأن الاحساء تعتمد على الحرف وكل معزب له حكاية مع صبيانه)
ويقدم في الختام شكره وتقديره لجهود طاقم العمل على تحمل الأجواء، والظروف المناخية، وتكرار إعادة المشهد ليصل للصورة المطلوبة.
محمد العباس:
شخصية جاسم قتلت إبداع إبراهيم الحساوي.
ومن جانبه اعتبر الناقد محمد العباس أن شخصية جاسم في مسلسل خيوط المعازيب كُتبت بسطحية ومباشرة -وكما يرى- أن هناك افتعال لبعض الوقائع المصاحبة لها أريد بها تحريك سكونية المسلسل فهي بلا وظيفة درامية ويضيف «إنها شخصية رومانسية مصعدة لكي لا أقول زائفة، لدرجة أنها لم تكن مناسبة لعمر وإمكانيات فنان بقامة إبراهيم الحساوي وباختصار هذه الشخصية المجوفة قتلت إبداع إبراهيم الحساوي» .
ويتابع العباس قائلاً: أرى أن كل الشخصيات ملتزمة بشرط اللحظة والحاضن المكاني الذي يحتويها وبجوهر حضورها، ما عدا شخصية جاسم (إبراهيم الحساوي) فهي تتحرك في المسلسل من دون ارتباط بمنطق الأحداث وخط سير السرد للمسلسل. حيث بدأ كحائك، ثم تحول بسرعة خاطفة إلى خزاف، شاعر ودرويش، ثم عاد كمفكر تنويري يروج للقراءة. وقد أستوعب فكرة قراءته لكتب توفيق الحكيم والمنفلوطي، ولكن عندما لوح بكتاب (مقدمة ابن خلدون) ومرره لطالب في الثانوية شعرت بأن مصمم شخصيته قد بالغ في رسم معالمها، وكأنه أسبغ على جاسم دور المفكر. وأعتقد أن كتابة شخصيته تجاوزت كل الحدود الواقعية عندما قرر أن يصف مجموعة من الكتب للقراءة في روازن القهوة. نعم القهوة التي يرتادها في الغالب مجموعة من الأميين البسطاء، الذين يجدون في القهوة محطة ترفيهية لشرب التعميرة ولعب الكيرم والضومنة وسماع الأغاني وربما مشاهدة التلفزيون. هذا بالإضافة إلى كون الكتاب في تلك الفترة من المحرمات السياسية والاجتماعية، لأن القراء آنذاك هم من المؤدلجين سياسيًا من الماركسيين والقوميين، كما كانت الكتب على المستوى الاجتماعي سببًا لخراب العقول. وربما أكون مخطئًا في هذا التأويل، فقد تكون في الأحساء بالفعل قهوة تحتوي على الكتب. والأهم بتصوري أن شخصية جاسم قد عُبث بها كثيرًا على مستوى الكتابة، ولذلك ظهرت بذلك التشتت والانفصال عن الواقع.
ويتابع العباس «بالمقابل تبدو شخصية المعزب (أبو عيسى) مكتوبة بعمق ودراية. بل مقدودة من المكان الذي تولدت فيه فصارت شديدة الشبه به. حيث حُقنت بمعجمي اللهجة الأحسائية ومصطلحات مهنة حياكة البشوت. وبالتالي «ينطبق عليها من الوجهة الفنية مفهوم الشخصية الجاذبة بما تختزنه من كيمياء بشرية. إذ تمتزج فيها القسوة والسخرية والجشع والمكر والفكاهة واللطافة المصطنعة والقدرة على الخداع والمراوغة، وكأنها مفصلة بمقاس وقدرات الفنان عبد المحسن النمر «يقول الشاعر والكاتب علي النحوي سلسل خيوط المعازيب «عمل درامي جاد ورصين سيضع الأحساء في منطقة التحول الدرامي السعودي، كل شيء في المسلسل بذل جهد كبير فيه ليكتمل العمل، وليكون بمستوى طموح القائمين عليه، ابنداء من كتابة النص وليس انتهاء باللهجة والمباني والسلوك والطبائع الأحسائية .
في المسلسل ممثلون مخضرمون أعطوا للعمل قيمة فنية، ومواهب صاعدة أثبتت قدرتها على الصعود .
أحيي الممثلات الأحسائيات خاصة اللاتي لم يلتفتن لما سيقال واللاتي سيشاركن في صنع تحول اجتماعي جديد عبر أداة ثقافية مؤثرة ويضيف «أتمنى أن يكون الحوار والنقد البناء حول هورشة عمل تفيد هذا العمل الدرامي الجريء والفخم، وتقدم رؤى وقراءات تساعد على النهوض بهذا الجانب الحيوي المهم الذي تعمل المملكة على تطويره، كمـــا يجب الاعتزاز به والافتخـــــار بفريق العمل .
هذا المسلسل سجل للأحساء إنجازا جديدا وهي المنطقة المعروفة بالغنى الإبداعي والمعرفي والفكري» .
هناء العمير :
المؤلف شاهد حي على حقبة العمل الزمنية.
تقول المخرجة هنا العمير «أنا جذوري وطفولتي كانت من الاحساء، وعلى اطلاع بتفاصيل البيئة الاحسائية وإن كنت أقيم خارجها بسبب ظروف العمل».
وتضيف «سعدت بردود الفعل من نقاد ومشاهدين وأتطلع لانتهاء العمل، ومعرفة ردود الفعل الحقيقية فهناك جهود كبيرة بذلت فيه، حينما تكتمل القصة بعد انتهاء العمل ستتضح الصورة وتتابع العمير «كان من المهم جدا أن يكون هناك متابعة دقيقة للعمل، وتم إيكال ذلك للأستاذ حسن العبدي بحكم معايشته، وهو شاهد حي على تلك الحقبة التاريخية في الأحساء، وكانت عنده تجربة شخصية في العمل، واستوحى القصة من أحداث حقيقية فوجوده كان مهما، ليصبح المرجع لكل التفاصيل في تلك الحقبة وتتابع العمير «صحيح أنا ابنة الاحساء، وأعرفها بشكل دقيق، ولكن الحقبة الزمنية لها تفاصيل خاصة، لذا من المهم أن يكون هناك شخص عايش كل التفاصيل للإشراف عليها، والتدقيق على الملابس والاكسسوارات، والتفاصيل الصغيرة داخل البيوت إلى جانب عمل ورشة للنص مع الدكتور محمد البشير للتأكد من السيناريوهــات إنهــــا مــــن صميم بيئة العمل» .
لبنى بو خمسين:
أعجبت بشخصية أم أحمد التي حررت الأطفال من سخرة المعزب.
وتقول الفنانة لبنى بوخمسين التي لعبت دور أم احمد وهي أول فنانة احسائية تطل عبر الشاشة حول الأداء وردود فعل المجتمع .
«أحببت شخصة -أم أحمد-، فقد كانت متعددة المواقف، وكثيرة المتغيرات، وقدمت الكثير للمجتمع. وكانت هناك شخصية حقيقية في الأحساء لها أثر في المجتمع، وهي شخصية عصامية ودعمت الأطفال في فترة من الزمن، وغيرت محور الخياطة من الأطفال إلى النساء اللواتي أخذن يعملن في خياطة البشوت بدلًا من الأطفال الذين يجب أن يذهبوا للمدرسة، وهكذا كان لها يد في تغيير المجتمع الأحسائي من حولها. ولذلك أعجبت بالقضية التي تبنتها (أم أحمد) بسبب وفاة ولدها والتنمر الذي واجهه، وكان هذا حافزاً لها لإنقاذ الأطفال من السيطرة والتسخير الذي يمارس ضدهم. وقد كانت السخرة منتشرة في الأحساء وهي تسخير الطفل للمعزب فترة التعاقد.
وتضيف «تعد هذه أول تجربة درامية تلفزيونية لأن خبرتي السابقة كانت مسرحية، وقد درست فن الدراما أكاديميًا منذ سبعة عشر عامًا في فترة دراستي بأمريكا، ودرست فن المسرح في الكويت والسعودية، فكانت التجربة جداً جميلة وممتعة لأبعد الحدود، وقد تخللتها الصعوبات والمعوقات، ولكن من يشكل له الأمر هاجسًا وحبًا فسوف يضحي ويستمتع به «وتتابع بوخمسين «أنا عشت الدور حيث أني تشربت الدور مما سمعته، وأبصرته من كبار السن، وقد نبشت الذاكرة واستخرجت ما بداخلها من قصص وذكريات، ومسموعات ومقروءات، واختزلتها في هذه الشخصية، ولم يكن من الصعب علي تقمص هذه الشخصية لأنها جزء مني، فلم أتقمصها بل استحضرتها، وقد عشتها مع كبيرات السن في هذا الزمن، وأنا أحفظ تفاصيلهن فكان من السهل علي إطلاق العنان لهذه الشخصية والسماح لها بالخروج من داخلي، وتتابع «عائلتي كانت سباقة وكنت أنا المبادرة الأولى في التمثيل التلفزيوني، ولدينا في العائلة نخب ظهرت، وبرزت وأنتجت وتم تكريمها وكل هؤلاء حصلت منهم على الدعم والقبول وتوجيه الفتاة للوصول إلى الشيء الذي تهواه ما دامت تسير في الطريق الصحيح، وكان استحسان الناس عجيبًا ومستوى الإعجاب والقبول والفخر الذي أعيشه حاليا، ولم أكن أتوقع أن أرى هذه النتيجة من الحلقة الأولى ومن الظهور الأول من الكبار قبل الصغار، خصوصا الكبار الذين عادة ما يقاومون التغيير ولكن نسبة إعجاب الجماهير الأكثر من كبار السن، أما نسبة المعارضين لظهوري على الشاشة بسيطة، ولم أكن أهتم لهم ولدي عزيمة وإصرار وصمود عجيب لمواصلة طريقي والتركيز على هدفي، وهو إظهار المرأة الأحسائية بكل جمالها وقوتها وحريتها للتعبير عن نفسها وأن لديها مساحة لتنطلق وتنجح حتى في مجال التمثيل»
كاظم الخليفة:
العمل جسد علاقة الحب بين الأنامل وقطعة القماش.
ويشارك الأديب والناقد كاظم الخليفه «البدايات المشوقة والمبهرة للمسلسل تجعل من تأجيل الحكم عليه نوعاً من التنطع والتسويف. فيكفيه أنه حشد رموز الفن الأحسائي في مشاهده؛ سواء الممثلين أو كاتب النص الدرامي - الفنان حسن العبدي -، وكذلك كتاب السيناريو. ومن دلائل نجاحه، أن جمهور المتابعين، وخصوصاً من عايشوا جزءا من تلك الفترة، أصبحوا «نقاداً» انطباعيين «بالمعنى الإيجابي». أي أنهم، ومن فرط حماسهم يستدركون ويضيفون، أو يودون حذف بعض اللقطات أو المشاهد. كل ذلك دليل على أن العمل بمجمله قد استحضر الماضي بشكل دقيق ومقنع.
هذا بشكل عام، أما ما أتمناه على هذا العمل، هو تركيزه على جماليات موضوعه الأساسي والمتمثل في «البشت»؛ كلون جمالي وفني برع فيه «المُخَيٌطْ» الأحسائي وعبر عن إحساسه وذوقه. ومن هذا نجد أن بعض الفنانيين التشكيليين في الأحساء، كانوا يمارسون مهنة الخياطة في بداية حياتهم، وقبل أن يهجروا المهنة ويتجهوا إلى الرسم»
لذا، أتمنى من أعماقي أن يبرز هذا المسلسل طبيعة النزعة الحميمية والعشق بين تلك الأنامل التي خاطت، وقطعة القماش التي تشكلت كلوحة فنية باذخة الجمال وأُطلق عليها «بشتاً». ويضيف «وأخيراً، وكلون من استشراف المستقبل، أرى أن هذا المسلسل سينتقل من حقل الدراما إلى «الوثائقية»، ويصبح مادة ناطقة عن حقبة زمنية بجميع مظاهرها الاجتماعية والاقتصادية في الاحساء».
مبارك الخالدي: الاستثمار العاطفي حول المسلسل في أعلى حالاته.
الدكتور مبارك الخالدي يقول «من يبدي ملاحظة نقدية على «خيوط المعازيب»، سيقال له إن المسلسل في حلقاته المبكرة، ونقده سابق لأوانه، ويفترض أن ينتظر حتى ينتهي المسلسل. لايقال الكلام نفسه لمن يدندن ويغني بمديح المسلسل، واضح أن الاستثمار العاطفي في المسلسل في أعلى درجاته، وأن المسافة الجمالية بينه، والكثير من مشاهديه قصيرة جداً أو حتى (صفر)»
جديد الموقع
- 2024-12-26 نحو معارض للكتاب الخيري
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني