بعد ملاحظة جين غودال Jane Goodall الشهيرة لاستخدام الشمبانزي العصا كأداة (1)، فقد لوحظ استخدام أدوات أخرى من قبل العديد من الأنواع الحيوانية، بما فيها الكثير من الرئيسيات والدلافين والطيور. حتى أن بعض الحيوانات، مثل غربان كاليدونيا الجديدة، تستخدم أدوات حرفية (2، 3). تستخدم الفيلة الأدوات كثيرًا (4، 5) وتقوم أيضًا بتعديلها إن احتاجت لذلك (6). تناولنا استخدام فيلة حدائق الحيوان الآسيوية خرطوم (هوز) الماء. مرونة خراطيم الماء وقابليتها للمد وتدفق الماء منها تجعلها أداة متقدمة بشكل استثنائي لهذا الغرض. اختلفت أفراد الفيلة عن بعضها بشكل ملحوظ في التعامل مع خراطيم الماء. فقد ظهرعلى واحدة من إناث الفيلة سلوكيات متقدمة في الاستحمام بخرطوم الماء. فقد أظهرت إن طريقة تناولها لخرطوم الماء كانت بنحو متخصص، ورشت الماء على بدنها بطريقة ممنهجة، ونسقت حملها لخرطوم الماء بخرطومها مع حركة أطرافها. عادة ما تمسك أنثى الفيلة هذه بخرطوم الماء بطرفه من الخلف، وتستخدمه كرأس دش ثابت. بيد أنها أمسكت بالخرطوم بعيدًا عن طرفه لغسل ظهرها وإدارته عليه، مستفيدةً من مرونة خرطوم الماء وقوة قذف الماء منه.
حدثت مشادة بينها وبين أنثى أخرى أصغر سنًا منها، حين كانت هذه الأولى تستخدم خرطوم الماء. في مرحلة ما، بدأت الأنثى الثانية في سحب خرطوم الماء نحو نفسها، ورفعته وأحنته، ثم أمسكته من موضع الحنية وضغطته مما أدى إلى توقف تدفق الماء وتكررت هذه المحاولة في فترات متفرقة. زادت فعالية قطع تدفق الماء بمرور الزمن. في تجارب الملاحظة باستخدام خراطيم ماء متعددة. لم يكن من الواضح ما إذا كانت الأنثى الثانية تستهدف على وجه التحديد خرطوم الاستحمام الذي كانت تستخدمه الأنثى الأولى. لاحظنا أيضًا أن الأنثى الثانية كانت تضغط على خرطوم الماء، مما أدى إلى توقف تدفق الماء. واستنتجنا أن الفيلة تجيد استخدام خراطيم الماء والتحكم فيها بنحو متقدم.
مقطع فيديو: https://youtu.be/wGeH5RIRDZ4?si=kCYtCMRZ4C3xLcpG