2022/10/18 | 0 | 2449
المعرفة و الإطمئنان و تهذيب النفس
في مرحلة ما و عبر تهذيب النفس و تأديبها ، كان التأمل مسارا يعتمد على استعدادي لفهم جمل من القيم بعد معرفة المتآلفات و المتضادات و هذا جعلني ان انتقل عبر الزمن مراكماً هذا الموروث الذي اكتسبته ، فهل هذا زاد مهاراتي لأن أسكب في داخلي رواءاً من التشريع في قناته المذهبية أن أكون صلب الإيمان داخل منضومة الإمامية أو الإثناعشرية أو أي تسمية تليق بهذه المدرسة التعبدية ، و لعل أجملها مدرسة آل البيت .
هذا الترقي لنفس مطمئنة جعلني أمارس التجسير و أن أرى ماتحت يدي ليس لي ، أجتهد في أن لا أنجر لأن أشتكي على أحد حتى مع واقع الظلامة كأن لم يعيد قرضا حسناً و هكذا أشياء أخر مرت في حياتي. و يكاد العتب مع أهميته أن لا يكون ضمن منهجي ، مع ذلك كنت أشعر بالإرهاق أو التعب من عذابات السنين وكل تلك الحقائق التي تصدمني بين يوم و آخر في بعض سلوك القربى أو الأباعد في كسر القيم ، و كانت تحزني بين أن انسجم مع هبوب التيار أو أتخذ ما يظلني أن أنحدر في مصافّهم ، كان عنتاً كبيراً أن تكون صيغ الأيدلوجيا و تعطش النهمي في ظل واقع رأسمالي و طبقي و تمايزي ، كان علي ان اتجاوز ذلك أياً كانت الكلفة و هي كبيرة أحياناً ، أتجاوز ياقتدار متحفظاً وحافظاً لنفسي بكون ذلك ترسيخ للإطمئنان في الشأن الحياتي و المعاملاتي . و أصبحت في مقابل ذلك تعباً جسدياً و ذهنياً كنت أفسره على أنه تقدم عمري .
مع بداية رمضان ١٤٤٣ من الهجرة الشريفة حدث أنني أتحامل جسدياً للوصول الى الحمام ،و تتالى الإنهيار الجسدي بين نقص الوزن كيلو غرام كل ثلاثة أيام ، و عدم الشهوة و ازدياد حالة التفكير و الشرود إلاّ من شيءٍ واحد نظرتي بقناعتي عن الحياة و انا أشعر بالإطمئنان أن لله ماأعطى و لله ماأخذ .
كنت في الستين من عمري بعد حياة حافلة بكل إرهاصاتها ،الطفولة الريفية ،و التعليم المعاصر، و العمل الحكومي و الحر ،و النشاط الإجتماعي الخيري و التنموي ، القراءة و الكتابة ،و البحث ،و التأليف، و هوايات متعددة ،و رعاية الأسرة ،و صلة بيت أهلي . حياة فيها النجاحات كما الإخفاقات التي لا أتحدث عنها و لا أجعلها سبباً في التوقف عن مبدئي إعمار الأرض . في ذلك العمر اليقين أنني أحفظ عبارة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام :. ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز"
أخذتنا الدنيا بكل معطيات التغيير و التطوير و النهضة فكراً و تطبيقاً ، بداءاً من أسلوب الحياة و لا تنتهي عند استشراف المستقبل بوعي المرحلة بين واقع فيه من الجمال الكثير و به من المنغصات في آن ، استفيد من لحظات الألفة و أتصيد مكامن البهجة و ادعم رسالتي بحديث و ممارسة للإسهام في هذا التغيير و اصنع لنفسي بعد قراءة المحيط مصطلحات لمساندة المرحلة في الإستفادة من المقومات عبر القوى ، هل اصبح هذا منهجاً؟ و هل تأثر به الآخرون ؟
و مشهد الفكر الأحسائي أحد تلك القنوات .
لازلت أزعم أنني أتعلم و إرجاع الفضل لأهله و تقديم رؤى أو مشورة أو توجيه حين يكون ذلك متطلباً أو حين الإصلاح ، و لا يخلو ذلك من تعاطي الشأن الوطني بالحضور و الممارسة في التنمية .
الحياة كانت صاخبة بمعنى أنّ الوقت أشعرني أنه أقصر في تلبية تحقيق الأمنيات تتخللها جولات ترفيه و استطلاع خارج جغرافية الجبيل مسفط رأسي و الأحساء للجوارر و لخارج حدود وطننا الكريم . و كان الإستمتاع بزينة الحياة الدنيا المال و البنون وارداّ، و إسقاطاته بالإرتياح مكتسباً ، في خضم ذلك لم يكن لهاثاً أو مطاردة وراء المال فعملت على توازن حياة كريمة بترسيخ سمة التربية الأسرية و بالطبع مساندة حبيبتنا أم العيال حفظها الله ، إن القناعة و الرضا بما هو متحصل مع بقاء الطموح ، هنا ليس سرداً للسيرة بقدر بيان السعادة الغامرة بهذا المكون الحياتي و سيرورتها .
في الستين مع العمر كانت كلمات أمير المؤمنين أكثر إيقاعاً في داخلي و أقرب إلى تقمصها و و عي تأثيرها ، ساندت كثيراً أن أتحصّل و أقيم ستة عقود من العمر حينها كان عمري ستون سنة الأمر الذي جعلني أتفهمها و مقاصدها أنّ الكرامة لا تتجزأ و حفظها يحتاج مواجهة داخلية و عناوين قرار ، و الحرية التي ترفض أيّ شكل من الإستعباد التفسي أو الجسدي و الحفاظ على صيغتها _اي الحرية _ في ظل واقع انقلاب القيم صعب مستصعب كان علي تجاوزه و اتخاذ مواقف من شأنها أن تضعني في فهم شخصيتي عند الآخر ، جاعلاً نصب عيني أنّ الحياة لا تساوي عفطة عنز ، أحدث النفس و أرقبها أن لا تميل أو تحيد إلى منطلقات خاسرة بعنوان تضامني أو مجاملاتي أو أيّ إطار ، لأن قساوة إنقلاب المفاهيم و تزيينها و أعمل على ترويجها يكوّن رغبة في ضمّك و ضمّي إلى الحضيرة و بنفس السّنخ . فتولّدت نتائج هذه الإرهاصات مع عنوان التّسامح من جهة أخرى أنّ طمأنت نفسي ، و عشت السّنوات بعدها أحْملًُ هذا النّفس الجميل الذي أعطاني و زوّدني بشجاعة بتسييس النّفس في كل موقف و شأن الجسد و قبول القدر القسري .
مع قبول و رضاي اللذهاب لمستشفى الحرس الوطني بالمبرز بعد شهرين من حدث رمضان ، تجاوزت بعدي و رفضي للإستطباب الذي لم يكن يوماً في اجندتي الأمر الذي شكل لي هذا العائق ، ذهبت و أنا مطمئن أنني بين يدي متخصصين أمينين وكان الكادر الطبي على حسن الظن و الثّقة ، كان الإستقرار لطلب العلاج أيا كان مؤداه بالشفاء ( و إذا مرضت فهو يشفين ) أو خلافه ( لكل أجل كتاب ) محل رضا بكونه بعين الله سبحانه و تعالىً . متذ اللحظة الأولى تردني كلمات أمير المؤمنين ع في وقت كانت الأسرة متأثرين و محل خوف و قلق ،كنت اساندهم بأن الحياة لها متطلّب يجب كل واحد أن يمارسها ، و الأجمل أنهم أكدوا أبوتي بالرعاية و الإهتمام وحنو الأبناء .
و ماذا بعد ؟ هل بعد خروجي من المستشفى أحمل اطمئنانا بالإتكال على الله في مسافة جديدة من الزمن؟ . علي أن أدرك دائماً أن الحياة لا تساوي عفطة عنز مع اجتهاد اعمار الأرض بالسعي في مواكبها و التأمل و المراجعة ، و بسم الله الرحمن الرحيم .
جديد الموقع
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني
- 2024-12-25 أغنى لغات العالم