المؤمن بركة على المؤمن

روي عن الإمام الحسن العسكري (ع)  قال : " المؤمن بركة على المؤمن وحجة على الكافر"

معنى البركة

 الأشياء التي تستودع فيها البركات الإلهية

كيف يكون المؤمن بركة علئ أخيه

 معنى البركة : -

البركة تعني الخير الكثير ودوامه ، فعندما يُقال هذا البيت فيه بركة أو هذه المزرعة فيها بركة يعني أن خيرها كثير على غير المتعارف من كميته و جودته إضافة إلى استمرار الخير فيها .

قال تعالى عن لسان نبي الله عيسى ع : - ( وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ ) المفسرون يذهبون الى أنه نفّاع للخير ومعلم للخير بمعنى أن نبي الله عيسى كثير و دائم المنفعة ، فهذه ميزة يتميز بها بعض المؤمنين عندما يكون نفاعاً وفاعلاً للخير .

الأشياء المستودعة فيها البركات

البركات موجودة في كل الوجود بحسبها

  بركة المكان  : - 

قال تعالى : - ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) هذا البيت تميز أن فيه من البركات والفيوضات الإلهية المعنوية من الروحانية والألفة والمحبة بين الناس عندما يطوفون حول الكعبة المشرفة واستجابة الدعاء الذي يعتبر مظهرا من مظاهر بركات بيت الله الحرام

وقال تعالى : - ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ)

بركـة الزمان : -

قال تعالى : -  ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ) إشارة الى ليلة القدر وماتحويها من بركات من استجابة الدعاء وقضاء الحوائج ومضاعفة الحسنات فيها.

بركة الماء والمطر

قال تعالى : -  ( وأنزلنا من السماء ماء مباركاً) إشارة للخير الكامن و الكثير للمطر والدوام له.

بركة المؤمن

أفضل البركات هي بركة الإنسان المؤمن وهي أدوم وأكثر خيراً من البركات الأخرى وخير الموجودات وأكثرها دواماً هو خير الخلق النبي الأعظم(ص) الذي يحمل فيوضات الخير منذ مبدأ الوجود الى منتهى المعاد كله . بركات في دعوته ووساطة الفيوضات الإلهية وفي جلب الأرزاق واستجابة الدعاء والتبرك بآثاره المباركة.

وفي صحيح البخاري أن أم سلمة (رض) كان عندها شعرات للنبي الأعظم في جلجل

غلاف من الفضة - فكانت إذا مرض مريض أرسل إليها قدحاً فأدخلت فيه الجلجل ويشرب منه المريض فيبرأ ببركات النبي محمد (ص).

وقد أعطانا الله البركة في أعمارنا وفي أرزاقنا و ماأعطانا اياه من العلم والمعرفة ومصادر المعرفة ، لكن هل البركة موجودة في جميع ماأعطانا الله اياه ؟

الجواب ليس كل ما أعطانا الله اياه فيه البركة وهذا يرجع للإنسان نفسه ومدى تعامله مع النعم وشكره لله والإنتفاع بهذه النعم ، فقد يعطي الله الإنسان نعمة لكن لايجد فيها البركة .

ً أحد الصالحين سمع رجلاً يقول اللهم بارك لي في رزقي، فقال له لم أسمعك تقول اللهم ارزقني !

فقال له : - الرزق مضمون من الله ( ومامن دابة في الأرض إلا على الله رزقها) ولكن اسأل الله البركة في الرزق .

فقد يمتلك شخص راتبا قليلا لكنه لايشعر بالضيق المادي لوجود البركة في أمواله وشخص آخر يمتلك المال الكثير لكن البركة مسلوبة منه ، فقد ضمن الله أرزاقنا لكن الإنسان عليه أن يأخذ بالأسباب ويدعو الله لجلب البركة فيما رزقه الله من العلم والدار والمال والأبناء ليجد بركات وخيرات هذه النعم.

المؤمن بركة على المؤمن

أعطانا الله عز وجل الإسلام  والإيمان والأخوة والمحبة فيما بيننا وجمعنا تحت راية التوحيد والإيمان بالحق وهذه من بركات الله علينا لكن علينا أن نفعّل هذه البركة وننميها من خلال الإهتمام بعدة أمور

ًً الأمور التي يُعرف بها المؤمن أنه بركه على أخيه المؤمن!؟

المودة والمحبة : - هل يجمعنا الحب أم يفرقنا  البغض! فالإنسان الذي يحمل الحقد والبغض لايحمل البركة  في وجوده وإيمانه بالله عز وجل ولابركة فيما يستحق من نعم الله والذي يريد أن يمتحن بركة وجوده عليه أن يمتحن قلبه ومايحمله من الحب والبغض ، والشيء الخطير أن الإنسان عندما يحمل البغض والحقد يعيش عدم الراحة فالحقد يضر صاحبه بالدرجة الأولى

الإمام العسكري عليه السلام يقول : -  ( أقل الناس راحة الحقود) ومعنى ذلك أن السعادة والراحة والإطمئنان في عدم الحقد على الآخرين لاسيما الأرحام

وفي حديث قدسي أن الرحم معلقة في العرش تقول اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني.

السعي للإحسان إلى الآخر : -  ( و الله يحب المحسنين) والإحسان إلى المؤمن من إحدى علامات بركات المؤمن كما أن الشجرة المباركة تعطي ثمارها الطيبة كذلك المؤمن المُعطي للخير يعتبر بركه على إخوانه المؤمنين .

روي عن الإمام الصادق(ع) " إذا أحسن المؤمن ضاعف الله له بكل حسنة سبعمائة ضعف "

( والله يضاعف لمن يشاء) فإن الذي عند الله لايمكن احصائه وتحديده بالأرقام انما هو للتقريب

الإمام علي عليه السلام قال : -

" خصلتان ليس فوقهما شيء قال الإيمان ونفع الناس "

والمؤمن كلما طال عمره زادت بركاته وبالتالي زاد نفعه على الآخرين.

إعانة المحتاج : -

( إن الله في عون المؤمن مادام المؤمن في عون أخيه ) إشارة الى انه من بركات إعانة الآخرين هو عون الله عز وجل

علامات فقدان البركة

التشهير بالمؤمنين وإظهار عيوبهم واغتيابهم

روي عن الإمام العسكري عليه السلام ( بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين يطري أخاه شاهداً ويأكله غائباً ، إن أُعطي حسده وإن اُبتلي خذله )

كشف عيوب الآخرين دليل فقدان البركة للمؤمن

وفي رواية الإمام الحسن العسكري (ع) :- ( من الفواقر التي تقصم الظهر جار إن رأى حسنة اطفأها ، وإن رأى سيئة أفشاها) والنبي الأعظم (ص) روي عنه : -  لايؤمن بي من لم يأمن جاره بوائقه" ومن هذه البوائق كشف عيوب الجار أمام الآخرين

الجار المؤمن يستر عيوب جاره ولايفشيها ، وهنا أريد التنويه على أمر مهم وهو أن الخاطب اذا أراد أن يخطب فتاة من الطبيعي أن يسأل الجيران والأصدقاء عن تلك الأسرة ومما يؤسف له أن البعض  يتعامل مع هذا السؤال بسلبية  فيكشف عيوب الآخر وربما يتهمه بما ليس فيه بدون مصداقية واضحة ولا واقعية وهذا منشأه الحسد والحقد المسبب لأساءة سمعة الآخرين وهذه مسؤولية يتحملها الأنسان أمام الله عز وجل  ، فلا ينبغي أن يُنسب شيء سلبي للشاب أو الشابة إلا إذا كان فعلاً يحملانه  فإن الدين النصيحة وينبغي تقديم النصيحة للخاطب داخل إطار المصداقية واليقين لامن باب التهم والحسد  لإنهما يتعارضان مع بركات المؤمن على أخيه المؤمن و بركاته أن  يستر عيوبه ويفشي حسناته

روي عن الإمام الحسن العسكري:-  ( المؤمن أخو المؤمن وعينه ودليله لايخونه ولايخذله)

والحمدلله رب العالمين.

مشاهدة:-