2024/11/02 | 0 | 388
السهلة الأدبي يروي سيرة النقوش الأحسائية
أقام نادي السهلة الأدبي عبر منصة هاوي، مساء الخميس، ليلة الجمعة 21 ربيع الآخر 1446هـ/ 24 أكتوبر 2024م، في مجلس أ. محمد بن علي الخلف (أبورضا) فعالية بعنوان (النقوش الأحسائية: الخشبية والجصيّة)، قدّمها شيخ الحرفيين في الأحساء عبدالله بن محمد بن صالح الشبعان.
وجاء في ورقة تقديم الفعالية التي أعدها جابر بن عبدالله الخلف:
"فما زال الطين والخشب رفيقيْ رحلة الإنسان، وشاهديْ وجوده على الأرض.. بهما كان يحيا، وعليهما كان يعتمدُ في الإبقاء على شعلة الأمل في الحياة متقدةً.. فمنذ ألواح سفينة نوح الخشبية، وألواح ملحمة جلجامش الطينية.. والطين والخشب هما أهم مظهرين حضاريين لبقاء الإنسان وخلوده، فبالخشب نجا من الغرق، وبالطين قاوم العدم، فأقام في العالم مدن الكلمات، وأشاد حاضرة الشعر.
وها هو المرقِّشُ الأحسائيُّ، وريثُ البيتِ الشبعانيِّ الكبيرِ جَدًّا وأبًا وعمًّا وخالًا .. جاءنا ليحدثنا عن سيرة الطين والخشب، وعن مسيرةِ أسرة أفتنتها النقوشُ، فأقامت لها العروش منذ قرابة 150 عاما!!
جاءنا ليتممَ لنا بيان جده وأبيه: أقيموا النقوش على الطين والخشب، أو غادروا الأمكنة.. جاءنا ليحدثنا عن شجر الأَثْل والسِّدْر والليمون والتوت، وعن معنى أن تتركَ نقشًا جميلا. جاءنا ليحدثنا عن نقوش مطار الأحساء القديم، والقيصرية، وقصر السراج، وبيت البيعة، وميناء العقير، ودروازة الكوت.. وهي -بلا شك- معالمُ أحسائيةٌ خالدةٌ.. نقش عليها آباؤه أرواحهم قبل أسمائهم. جاءنا يحدثنا كيفَ يُحيلُ الطينَ أو الخشبَ أوانيَ وأبوابًا وأقفالًا وأمشاطًا وأقواسًا وزخارفَ.. وكيف أنّ للخشبِ والطين رائحةً وروحًا".
وقد قدّم الفعاليّة الناشط الاجتماعي والثقافي علي بن حجي السلطان (عضو المجلس البلدي سابقا)، وجاء في كلمته:
"امتازت الأحساء بالحرف اليدوية على مر تاريخها الطويل؛ ولأنها كانت الأهم والأقوى والأقدم على ساحل الخليج العربي، فقد كانت بمثابة المنطقة الصناعية لساحل الخليج واليمامة، حين كانت لا صناعات إلا الصناعات اليدوية التي نعبر عنها اليوم بالحرف اليدوية. تلك الحرف التي وصل الإبداع فيها إلى ذروته، حين تم اختيار الأحساء؛ لتصنع أول كسوة سعودية للكعبة المشرفة قبل 255 سنة تقريبًا، وبالتحديد من عام 1221 إلى 1227 هجرية، وكذلك في الدولة السعودية الثالثة عام 1343هجرية. أما النقوش الجصية والخشبية، فهي الأخرى محط الأنظار، فمن خلال حجم الباب، ونقش خشمه الأنيق، يتضح لك مدى علو شأن صاحبه ووجاهته وحجمه المادي والاجتماعي، والنقوش التي تطرز مجلسه وأروقته، هي تأكيد لتلك الشخصية المهمة. ويعد قصر السراج (مبنى إمارة الأحساء سابقًا) الشاهد الأبرز على حرفية الأحسائيين في فن العمارة والزخرفة والنقش، ولذا نحن في هذا المساء، أمام قامة سامقة، وهامَة عالية.. إنه شيخ الحرفيين: الحرفي المبدع الأستاذ عبدالله الشبعان".
وقد تفضل الحضور بطرح الأسئلة والمداخلات، ومنهم السادة الأفاضل مع حفظ الألقاب: سعيد الوايل، وحسين الجمعان، ومنصور العامر، وأحمد الشملان، وعثمان الجمعة، وحسن باقر الحسين، وأحمد الربيح.
وجاء في مداخلة د. سعيد بن عبدالله الوايل، مؤلف كتاب "النقوش الجصية الأحسائية":
أشكر رعاة هذا المجلس العامر، على المبادرة الجميلة جدا باستضافة أحد القامات الحرفية في الأحساء.. إنني لا أتحدث عن شخص بقدر ما أتحدث عن تجربة عظيمة.. فمن خلال معايشتنا للواقع الحرفي والتاريخي في المنطقة، عملت مع العم أبي أحمد سنوات طويلة، وكان لي شرف إعداد تسجيلات معه، كانت مرتبطة في البداية بحرفة النجارة.. ثم اكتشفت بأنه بحرٌ.. يحمل في داخله ذاكرة لكل الأماكن التي زارها، ولكل الأماكن التي عاشها، ولكل الأشخاص الذين مروا به، أو عاشوا معه.. إنه حِرَفِيٌّ يحمل في داخله هم الحِرْفة نفسها؛ فلذلك يعمل بأخلاق، (هذه الأخلاقيّة) نادرة لدى الحرفيين.. لديه هم كبير كيف تستمر الحرفة على أصولها، وتصل إلى الأجيال القادمة.
وفي ختام الفعالية قدّم رئيس النادي حسن الربيح (تذكار السهلة)، وهو عبارة عن درع خشبي على شكل (نقش البيذانة). والبيذانة من أشهر النقوش التي حفرت في الزخارف الجصية والخشبية التراثية في الأحساء والخليج العربي، وهي عبارة عن عنصر منفوخ في الوسط مدبب عند الأطراف، وهي من الأشكال الزهرية العديدة التي استفاد منها المزخرف الشعبي في الخليج، وسميت بذلك؛ لأنها تشبه ثمرة البيذان.
جديد الموقع
- 2024-12-22 احنا جيرانه (ص) أهداها الله كفوفه (1)
- 2024-12-22 يا يوم لغتي .. أينك أم أيني عنك
- 2024-12-22 ألم الرفض الاجتماعي
- 2024-12-22 نمط حياتك قد ينعكس على صفحة دماغك ويؤدي إلى شيخوخته أبكر مما تظن
- 2024-12-22 الكتاب السادس عشر لـ عدنان أحمد الحاجي (تطور اللغة واضطراباتها وعسر القراءة عند الأطفال)
- 2024-12-22 تأثيرات لغوية للقراءة الرقمية
- 2024-12-22 الزهراء (ع) .. المجاهدة الشهيدة
- 2024-12-22 نحو كتب في الشوارع
- 2024-12-22 بين فيزيائية الكتب وكيميائية الكلمات
- 2024-12-22 من أجل القراء المترددين