2024/08/29 | 0 | 842
التسوق تحت تأثير "مصاص الدماء"
بقلم : صلاح الحرز
تمارس شركات التسويق العديد من الأساليب العلمية للتحكم في سلوك الراغبين لشراء السلع، الكمالية منها والضرورية buying behaviour. فبحسب كلام خبراء علم التسويق العصبي، نجد أن لو فتاة - على سبيل المثال - ظهرت في إعلان عن عرض منتج تجاري، وهي مرتدية ملابس مثيرة، فسيكون عندها تركيز اهتمام الرجل على الفتاة نفسها وليس المنتج! ويصفها الخبراء لعلم التسويق العصبي على أنها طريقة لصرف الانتباه عن مادة الإعلان الرئيسية، ويطلقون عليها مصطلح "تأثير مصاص الدماء". حيث الإنسان وعندما يقدم على شراء منتج، سيلفت انتباهه أولاً، وخلال الثواني الأولى لمرور نظره على رف البضائع المعروضة ذلك المنتج الذي رآه في الإعلان.
لذلك استعان خبراء التسوق بنظرية العالم الروسي إيفان بافلوف، والتي تسمى بـ "رد الفعل المشروط". حيث قام العالم بقياس إفراز لعاب الكلب عند الأكل في كل وجبة تقدم له، وأن الإفراز لا يتم الا عند تقديم الطعام أمامه. ثم بعد فتره قام البروفيسور بافلوف، بقرع باب غرفة الكلب ثلاث مراه قبل تقديمه الطعام، ولاحظ البروفسور أن لعاب الكلب أصبح يفرز بمجرد طرق الباب وقبل تقديم الطعام.
قام خبراء التسويق العصبي باستخدام هذه النظرية حيث تتكرر دعاية منتج ما مع فتاة جميلة أو رجل مشهور، سواء فنان أو رياضي، فيستقبلها الفرد ليبدأ تأثير نظرية رد الفعل الشرطي على العقل الباطن للفرد. فالمتسوق عندما يذهب للشراء، فهو لا يرى ذلك المنتج، بل يستحضر في الثواني الأولى صورة الفتاة بملابسها المثيرة، أو صورة فنانه المفضل الذي شاهده في الإعلان فقط، كمحمد رمضان، مثلاً (صاحب دعاية كوكا كولا الاخيرة).
ويمكن أيضاً ملاحظة هذه الطريقة في التسويق “تأثير مصاص الدماء" عندما تهبط في واحده من المطارات العربية حيث ترى مندوبة شركات التطوير العقاري في انتظارك، في صالة القادمين، للتسويق لمنتجات الشركة من شقق وفلل، هي فتاة عشرينية فائقة الجمال بجسم جاذب وفوق كل هذا الجحيم، ترتدي ملابس حمراء اللون (جميع الدراسات اثبتت تأثر الرجال بملابس النساء الحمراء بغض النظر عن موديل أو قصة الملابس حتى وإن كان "تي شيرت"، اللون وحده فقط يغلق ٣٠٪ من وعي الرجل)!؟
في النهاية، يجب أن نعي أن المُسوقين يدرسون العلوم العصبية للتحكم بدماغ المستهلك وتوجيه سلوكه الشرائي في المادة الدعائية عن طريق جذب انتباهه للحصول على درجة تذكّر عالية للمنتج في العقل الباطن للفرد، وعن طريق استخدام بعض الادوات مثل تأثير مصاص الدماء وتجربة البروفسور بافلوف. ولكي يحصل الفرد على مناعة تساعده لتجنب أو لتقليل تأثير المُسوقين، يجب أن يدرس الانسان دماغه جيداً ليتعلم طرق التعامل مع العقل الباطن للسيطرة عليه، ولا ينخدع بما تم توظيفه من علوم عصبية ونفسيه للإيقاع به.
جديد الموقع
- 2024-12-26 نحو معارض للكتاب الخيري
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني