2020/01/01 | 0 | 4052
العالم الجاهل
الإنسان بطبعه يحب التعلم وشغوف بالعلم واكتشاف كل شئ حوله ، ويتنامى ذلك الحب ويزداد بعد دخوله رياض الأطفال والمدرسة ويصبح لديه كم من المخزون المعرفي وتتسع مداركه العقليه ويصبح لديه قاموسا لغويا من الكلمات ..وكمً هائل من الافكار ..تساهم معها تجاربه في الحياة التي هي بحد ذاتها علم مستحدث كما قيل 《 في التجارب علم مستحدث 》 لذلك الإسلام حرص كل الحرص على الحث على تحصيل العلم لانه نبراس يضيئ حياة الامم ويساهم في تطور الحضارات ..التى للحضارة الاسلامية نصيب كبيرا بفضل العلم والتعلم ..
ومع العلوم المعرفيه نحتاج إلى أن نوظف هذا التحصيل العلمي إلى تطبيق عملي يمارس ويساهم في تنوير الحياة الإنسانية وتنمية المجتمعات في شتى فصول العلوم المعرفيه الدينية منها ولإانسانية والعلوم الحياتية التقنية منها والهندسية والكميائية والفيزيائية وغيرها.
ولعل من العلوم التي نحتاج اليها للوصول الي حالة من الكمال الروحي العلوم الدينية النبع الصافي والنهر المتدفق الذي نظم كل شؤون حياة الانسان المسلم ..ولذا حمل ومسؤولية رجل الدين حمل كبير يحمل المسؤوليه اولا امام الله وامام الناس وخصوصا الناس يضعونه لهم كقدوة واسوة حسنة ومثال يحتذى به ..
ومما يؤسف بعض الرجال والذين يحملون العلم والتي على عاتقهم نشر الفضيله والعلم والهداية والاصلاح بالمجتمع .. يمارسون
عكس ذلك لما يلبي رغباتهم ونزواتهم التي تخدم مصالحهم الشخصيه ... نظرة ضعيفه وأفق ضيق ..وافكار مترهله غير متجدده ..تنعكس على المجتمعات بآثار وخيمه تضعف التنمية الفكرية و الإجتماعيه والثقافيه ..في هذا العالم الجاهل ..
معّول على العالم و طلبة العلوم الدينيه الكثير في مجتمعاتنا لما لهم من تأثير على الجمهور وافراد المجتمع .. لكن مع كل هذا المأمول وحجم المسؤوليه التي على عاتقه نجد البعض يحمل العلم وبغزارة وعمق لكن يؤسف انه يوظفها بطريقة ترضي مصالحه ..وتارة يستغلها بإدارة المجتمع بالشكل الذي يرضي رغباته واهوائه دون النظرة العامة والشاملة الى اهمية الرقي بأفراد المجتمع ..وكذلك نجده ينحاز الي فئات من المجتمع ضد فئات اخرى مما يسهم في صراع اجتماعي مؤلم وتأخر المجتمع عشرات السنين ويدخل الشباب في شراك الصراع مما يضعف حراك المجتمع وتطلعاته دون وضع ميزان الحكم للعقل وميزان الدين وميزان الصالح العام والتي تحفز الى الرقي بالمجتمعات اذ عندما يحمل العالم هذا الكم من العلوم المعرفيه ودون تاثير واضح وجلي من الاساس لانه توجهاته فقط لرغباته الذاتيه دون النطرة الشامله للمسؤلية الكبيرة التي تخدم الصالح العام ..
فالبعض منهم قد يحمل علما ..لكنه يستخدمها للفتن قد تطرح على منابرهم والتي تؤدي الي شقاق المجتمع هذا قمة الجهل ..
وربما البعض الاخر يحمل علما لكن تصرفاته والتعامل بين افراد المجتمع يبين فرق شاسع وعلمه في وادي وتعامله في واد اخر سواء ذلك التعامل على مستوى اسرته او مجتمعه اوحت اترابه واصحابه .. لذا بعضهم تختل ثقة المجتمع بهم .. لانهم يستخدمون اساليب من المراوغه وبعضا منهم له وجوه متعددة .. وهذا من مكامن ما اسميه العالم الجاهل .. ما اردت قوله نحتاج ان يكون من يحمل العلم ويحمل العلوم المعرفيه في كل ميادينها الدينية والثقافيه وارباب الفكر ان تكون لهم اولا تأثيرات بارزة في مجتمعاتهم ولهم ثقل كبير ومسؤوليه ان تترجم تلك دائما فيما يخدم افراد وشبابه ويسير دفة التنمية ورؤيه عميقه التي تدفعهم الي مواكبة التطورات الحياتيه التي تجلب لهم المنفعه وتكلب لهم التقدم والفكر المتجدد ومراعاة مصلحة المجتمع التي هي الدعامه الاولى في النهوض به في مؤسساته المدنيه والنهوض به فكريا وثقافيا ليكون مجتمع متكامل بإطرافه والبعد عن العالم الجاهل .
جديد الموقع
- 2024-10-31 العمل الفردي ومعضلة الاستمرارية.
- 2024-10-31 دع الكتب تمضي
- 2024-10-31 يعيشون بيننا - الأستاذ المرحوم أحمد الحبابي
- 2024-10-31 تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد
- 2024-10-31 قراءة في ديوان الشاعر محمد الحرز ( مشّاؤون بأنفاس الغزلان) -تمثيل وتشخيص وترجمة سرديّة وأمثولات رمزية وتوغُل في صميم التجريب.
- 2024-10-31 جمعية أدباء بالاحساء تعقد جلسة أنسها الأدبية الثامنة
- 2024-10-31 الروضة بالاحساء ينظم برنامج كبارنا معلمو الحياة
- 2024-10-31 متلازمة القلب المنكسر؟ - ومسائل انفعالية أخرى
- 2024-10-30 الكتاب المسموع منافس أم مكمل؟
- 2024-10-30 مفارقة اللذة