ملخصات عاشورائية
2020/08/21 | 0 | 7186
الشيخ امجد الآحمد : اللية الاولى محرم 1442هـ (أيام الله ) في حسينية أهل البيت عليهم السلام ( المطر ) بالفضول
يقول تعالى: [ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5)] سورة إبراهيم
[ *مقدمة* ]
افتتح الخطيب المسدّد أول محاضراته لإثبات أنّ يوم عاشوراء هو يوم من أيّام الله تعالى بل أعظم الأيام شأناً ومكانة عند الله تعالى والتي شملتها الآية المباركة وذلك من خلال ربط أهداف هذا اليوم العظيم بأهداف الأنبياء عليهم السلام ووظيفتهم الأساس وهي إخراج الناس من الظلمات إلى النور من خلال الآيات الكريمة، - يقول تعالى: [ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ (1) ] سورة إبراهيم.
- ولقول تعالى: [ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ (5)] سورة إبراهيم.
*كما وأن وسائل تحقيق هذا الهدف الإلهي كما أشارت له هذه الآيات هي*:
1- *آيات الله ( المعجزة )*: كعصا نبي الله موسى عليه السلام واليد البيضاء وفلق البحر.
2- *التذكير بأيّام الله*: فما المراد بأيام الله؟ ولماذا نسبت هذه الأيام لله تعالى؟.
وللإجابة على هذه التساؤلات من خلال محورين أساسيين هما:
*المحور الأول*: *أيّام الله*:
فالأيام كلها لله، وأنّ نسبة الأيام لله هي من باب التكريم والتعظيم،
كشهر رمضان هو شهر الله والمسجد بيت الله والقرآن كتاب الله ونبي الله عيسى كلمة
الله والمتقون عباد الرحمن.
*ما هي أيام الله: فيه أقوال*:
الأول: هي أيام نزول رحمات الله ونعمه ونصره لأوليائه وهي أيام عز للدين وإعزاز للقيم والعدل والحق، كيوم نجاة نبي الله إبراهيم من النمرود ويوم
نجاة نبي الله موسى وقومه من كيد فرعون ( وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ (6) )
إبراهيم. وكذلك يوم انتصارات بدر ( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)) آل عمران.
الثاني: أيام نزول عذاب الله ونقمته ونكاله على الكافرين كيوم عذاب قوم نبي الله صالح يقول تعالى: ( فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ
عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا
(14)الشمس. وكيوم اهلاك قوم نبي الله لوط يقول
تعالى: ( فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ
(82) ) هود.
الثالث: هي الأيام التي أجرى الله فيها السنن والقوانين، حيث يوجد سنن ثابتة وقوانين حاكمة لقوله تعالى: ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) القصص. فالغلبة والنصر لعباد الله ( وَالْعَاقِبَةُ
لِلْمُتَّقِينَ (83)) القصص كما في قصة نبي الله يوسف عليه السلام وقضية هجرة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وغيرها.
الرابع: الحدث المؤثر على تاريخ الأمة، ومن خلال هذه الفقرة وجه الخطيب نحو الرساليين والمجاهدين والعاملين بالاعتزاز بعملهم وأن بإمكانهم أن يصنعوا يوماً من أيام الله في نصرة الإسلام.
*المحور الثاني*: *أهمية التذكير بأيام الله*:
1-يقول تعالى: [ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ] ، وايضاً ورد
عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: " كان رسول الله يخطبنا فيذكّرنا بأيام الله ". فمسؤولية التذكير مسؤولية كل الرساليين والمربين أن يذكروا بأيام الله بهدف ربط المجتمعات البشرية بتاريخها ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ).
2- فيه حفظ لهوية الأمة الثقافية والاجتماعية والدينية ومعالجة
مشاكل الشباب نظراً لاانفتاحهم على المجتمعات الغربية.
3- هو وسيلة لإبراز وتذكر الأبطال الذين صنعوا هذه الاحداث التي بها كانت تلك الأيام هي أيام الله.
*نتيجة البحث*:
1- أنّ يوم عاشوراء هو يوم من أيام الله قد هيأ له رسول الله صلى الله عليه وآله بأمر من الله كما ورد عنه في أكثر من موقف حيث قال: " إن ابني - يعني الحسين - يقتل بأرض يقال لها كربلاء ، فمن شهد منكم ذلك فلينصره ".
2-لأنه يوم نهض وقتل فيه الامام الحسين عليه السلام دفاعاً عن دين
الله " إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا
مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر
بالمعروف وأنهي عن المنكر ".
3-لأنه يوم إحياء القيم والدين حيث اجتهد الأعداء أن يحرفوها ،
كما ورد في خطبة الحسين عليه السلام: " قد لزموا ـ أي بني أمية ـ طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرّحمن وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيء
وأحلوا حرام الله وحرّموا حلاله ".
4-لولا دم الحسين عليه الإسلام لما ثار الناس ضد أعداء الدين.
5-لأنه يوم منعطف تاريخي في تاريخ الأمة وهذا اليوم مولّد ومنطلق لأيام إلهية جاءت بعد يوم كربلاء وذلك بالنظر قبل وبعد يوم كربلاء من ناحية القوة والضعف والانهيار والذل والخنوع، وبعد كربلاء ونتيجة الحركات التصحيحية على أثر دم الحسين عليه السلام كثورة عبدالله بن عفيف الاسدي والمختار وغيرهم.
6-لأنه يوم تجسد وتجددت فيه أيام الأنبياء بأجمعهم كما ورد في
زيارة وارث ( السلام عليك ياوارث آدم صفي الله... الخ).
7- أعظم الأيام هي يوم عاشوراء كما دأب الأئمة عليهم السلام
بالتذكير وحث الناس على البكاء على الإمام الحسين وإنشاد الشعر له ، لقول الإمام الحسن عليه السلام: " والله لايوم كيومكَ يا ابا عبد الله "،
ليس في الجانب المأساوي فحسب بل لا يوم كيوم الحسين في ميزان القيم والتضحية والفداء والدفاع عن الدين وقيم الحق.
يممتُ يومكَ أستجلي روائعهُ
فأشبعت ناظري موارةً صورُ
ما رمتُ رائعةً إلا وجدتُ به
كأن كلَّ سموٍ فيه منحصر
( للشيخ الوائلي قدس سره )
