2019/09/14 | 0 | 6971
الخطيب / الشيخ أمجد الأحمد :النظرة الحضارية للنصر
يوّضح الشيخ أمجد الأحمد في هذه الليلة مفهوم الإنتصار و ماهو الإنتصار الحقيقي و كيف انتصر الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء رغم إستشهاده .ولهذا عنون المحاضرة ( النظرة الحضارية للنصر )
◾فبدأ بقوله تعالى :" وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ "
المحور الأوّل / معنى النصر و الإستعمال القرآني لهذه المفردة
النصر له تعريفات كثيرة في اللغة منها : الإعانة . كما جاء في قول الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله و سلم ( إنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً )
واستعمل القرآن هذه المفردة ومرادفاتها في آيات عديدة:
و قال تعالى :" وكان حقاً علينا نصر المؤمنين " " وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ "
ونلاحظ في هذه الآيات الكريمة :
1- وعد من الله أن ينصر رسله .
2- وهذا الوعد لعموم المؤمنين ايضا " إننا لننصر رسلنا و الذين ءامنوا "
3- أنّه لم يقيّد شكل هذا النصر و هذه الغلبة .
أشكال النصر الإلهي لعباده المؤمنين في القرآن :
1- ينصرهم بتلقينهم الحجة والبرهان
2-الإنتصار العسكري و الشهادة .
3- إهلاك الظالمين الذين يقفون في وجه أصحاب الرسالات الإلاهية .
4- تحقيق الغاية و الهدف حتى لو تم تشريد و قتل و تقطيع أصحاب الحق كما حدث لأصحاب الكهف .
المحور الثاني / وقفة مع حديث القرآن الكريم في واقعة أحد .
يتحدث القرآن الكريم عن مفهومين للنصر في هذه الواقعة .
1- المنظور العسكري وهذا لا يتعدّى الجغرافية التي حدثت فيه المعركة .
2-من منظور حضاري و قيمي .
بعد أن تحدث القرآن الكريم عن هزيمة المؤمنين بعدها يقول " و لا تهنوا ولا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين " فكيف يكونوا الأعلون وهم مهزومين ؟
هنا يجيب الشيخ قائلاً ( يريدنا القرآن أن ننظر في حدود أبعد من حدود المعركة و أن ننظر بمنظور قيمي و حضاري و مدى تأثير هذا الحدث على مدى الزمن و أنتم الأعلون بإيمانكم ايضا ) .
و تطرق الشيخ عن الآيات التي تحدثت عن هذه الواقعة و يفسر لنا ماذا جرى على المؤمنين فيها :
1- أنتم الأعلون لأن هذا الحدث إبتلاء أصبتم به و بسبب جماعة لم تلتزم بأوامر النبي و اتبعوا الدنيا و هذه مثل الجروح فلا تأخذكم الحسرة على هذا .
2- لا تفكروا كثيراً لأنّ هذه الآلام التي تعرضتم لها تعرضوا لها الأعداء أيضاً " إِنْ يَمْسَسْكُمْ قُرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قُرْحٌ مِثْلُهُ "
3 أنتم تنتظرون جزاء من الله على ما أصابكم وهم لا ينتظرون شيئاً " إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ "
4- يذكرهم بسنة تاريخية فدوام الحال من المحال " وتلك الأيام نداولها بين الناس "
المحور الثالث / وجوه الإنتصار الحسيني .
الإمام الحسين عليه السلام عندما جاء كربلاء بنسائه و أصحابه هو يعرف أنّه لن يحقق إنتصاراً عسكرياً لعدم تكافؤ العدد و العدة .
و الجيش الأموي جاء بعقلية أنّ هذه المواجهة بين فريقين كل منهما يريد الحكم و السلطة .
و الإمام الحسين عليه السلام جاء كربلاء بقصد مواجهة بين الحق و الباطل فلا ينظر لعدم تكافؤ العدد و العدة فهو يريد أن ينتصر الحق و إن لزم ذلك سفك دمه .
♦وجوه النصر الذي حققه الإمام الحسين عليه السلام في ثورته المباركة :
1- أنّه حافظ على الإسلام المحمدي الأصيل مقابل المشروع الأموي الذي جاء لتغيير مفاهييم و قيم الدين .
2- عمل الإمام على بقاء الإسلام و الدين .
3- إيقاظ الأمة و إعطائها القوة و الإرادة .
4- إستطاع الإمام الحسين أن يوظف مظلوميته في حركته فلقد رسّخ هذه المظلومية بالعزة و الكرامة فكان قبلة للأحرار .
( كذب الموتُ فالحسين مخلّدُ ) و كلما تذكر المؤمنون و الأحرار هذه المظلومية و هذا الحدث لا يتمالكون أنفسهم من البكاء .
وفي هذه الليلة نذهب بقلوبنا إلى كربلاء لنرى تلك الكريمة و تلك العقيلة الطاهرة التي كانت مسؤوليتها حماية الأيتام و رعايتهم .
جديد الموقع
- 2024-11-25 أمير الشرقية يفتتح أعمال مؤتمر الفن الإسلامي بنسخته الثانية في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"
- 2024-11-25 أمير الشرقية يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"
- 2024-11-25 سمو محافظ الأحساء يستقبل رئيس وأعضاء جمعية عناية بالمصاحف
- 2024-11-25 العباد عضوا في المجلس الاستشاري للتعليم الخاص بالاحساء
- 2024-11-25 الوصول إلى حالة الإنغماس وقياس مستواها
- 2024-11-25 اكتشاف أقدم أبجدية معروفة في مدينة سورية قديمة
- 2024-11-25 زوايا المدينة
- 2024-11-24 التفوق العلمي طريق الى التقدم والازدهار
- 2024-11-24 قافية أيوب الأخرس
- 2024-11-24 البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل